الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

السنة الماضية في مثل هذا الوقت تقريباً كان لدينا مشروع يدعى:"صدمة حضارية" الفكرة هي أن تأتي بمدينة لها ميزة غير معروفة تعرضها بطريقة فنية مبتكرة بهدف انو أي أحد يشوف أو يسمع أو يشترك فيها يعيش تجربة حقيقية للميزة المطروحة. 
لمن تكون انت في خضم المشروع غير لمن تتفرج عليه ولمن تتفرج عليه وعندك خلفية ممتازة عنه غير لمن تكون مشاهد عابر. هذي السنة واليوم تحديداً الدفعة اللي أصغر مننا عملو نفس المشروع و حضرنا اليوم عرضهم. 
الأفكار كانت مختلفة تماماً عن اللي طرحناها وفعلاً تستغرب قد ايش في أشياء غير معروفة عن حضارات معروفة جداً. مثلاً أحد المشاريع كان يتكلم عن فيتنام وإنهم مشهورين بالقهوة! مشروع ثاني كان يتكلم عن الفاشن النازي وكيف انو هتلر عيّن هيوجو بوس كمصمم للبدل العسكرية للنازيين! 
مين كان يتخيّل بس؟
النقاشات اللي انطرحت وكمية المواضيع الغنيّة كانت ممتازة، وهذا أحد أكثر الأشياء اللي أحبها بالديزاين. التصميم مش شكل ولا رموز جميلة التصميم فكرة عميقة تحكي تاريخ تحكي قصة حتى لو كانت شخصية. أما التصاميم السطحية فتموت بوقتها بدون مايذكرها أحد. 
مع كلّ هذي الثقافات المختلفة من الشرق لين الغرب كان الختام مشروع يتكلم عن فلسطين. عنوانه كان "سُرّاق"  صاحبة المشروع اسمها سميّة العقيل ويمكن الاسم مألوف للبعض.

                                     
سميّة من الأشخاص الي أي مشروع تسويه يكون فيه لمسة عربية، لمسة أصالة لمسة مختلفة وجميلة جداً. 
المشروع كان يتكلم عن الحضارة الفلسطينية المسروقة وكيف انو تاريخ فلسطين جالس يُعرض في متاحف عالمية على انو تاريخ اسرائيلي! 
كان في عبارة جميلة جداً مكتوبة في بداية المعرض "الكبار يموتون، والأطفال ينسون" !
إلى أيّ مدى هذي العبارة صحيحة؟ 
إلين آخر سنة بالثنوي كنت أحس بانتماء شديد لعروبتي، لديني، لتاريخ الإسلام، لكن ومن أول سنة بالجامعة وفي بداية المشاريع لمن نبدا نبحث عن مصممين معروفين وندرس طرقهم بالتصميم لين آخر سنة تقريباً لمن نناقش برضو أعمال مصممين معروفين ونحلل كيف فكروا وعكسوا نقاط قوتهم في المطبوعات وغيرها. هذا الانبهار العجيب اللي نتلقاه كلّ يوم في كلّ محاضرة من كل النواحي يخلي همّة الواحد مش زي قبل. 
مع كذا في أول مشروع أنا اخترت مصمم عربي وفي آخر مشروع برضو فكرة وطنية. بس هذا كان اجتهادي الشخصي، اختياراتي المبنية على خلفيتي الفكرية اللي نوعاً ما مختلفة. 
اليوم وسمية تتكلم، نبرة صوتها والجوّ اللي عيشتنا فيه، لمن سألوها ليش هالموضوع قالت بكل بساطة: "أنا كبرت على هذا الموضوع". خنقتني العبرة واستوعبت قد ايش احنا مقصّرين تجاه قضايانا اللي محد يفهمها غيرنا ومع كذا سمحنا للناس تتكلم بلساننا وتحكي أشياء غالباً تكون غلط! 
السؤال مش ليش، السؤال ليش لأ؟ 
مسؤولية المصمم تتعدى رفع ذائقة الناس الجمالية إلى تعليم الناس وتثقيفهم بالأشياء اللي غافلين عنها. وإذا كانت نتائج شغلنا جميلة ايش الفايدة إذا كانت ماتعبّر عننا؟ عن مشاكلنا؟ عن بيئتنا؟ 
ايش الفايدة اني أتخرج بعد خمس سنين وأنا شغلي يشبه أي مصمم في العالم بس الفرق اني بكتب بالعربي؟ 
لو كان في شي حتى بعد الثنوي يأكد على هذي القضايا، يرفع حسّ المسؤولية لدى الناس الجامعيين خصوصاً بمختلف تخصصاتهم كان طلعنا بمخرجات مختلفة. مخرجات تعبّر عن ثقافتنا وعن التزامنا بالقيم. 
المصممين اليوم، على الأقل المصممات في منطقتنا يعتبرون الدفعات الأولى لمفهوم الجرافيك في المنطقة. تخيّلوا بعد عشرين أو ثلاثين سنة لمن نسأل مين بدا؟ ايش شغلهم؟ ونجي نسوي تحليل ونقد فني لهذا الشغل، كم مشروع بنلاقيه فعلاً يعكس الفترة اللي احنا نمرّ فيها؟ ،وكم مشروع بيكون لمصمم مثقف تأثر بالعولمة وبموجة التطور الحالية؟ 
كم تصميم سويت يعبّر عن ثقافتك؟ عن بلدك؟ عن دينك؟
هذي المسؤولية، هذا الوعي لو مات فينا ايش بيكون وضع الجيل القادم؟ أنا مش قاعدة أتلكم عن اهتمامات شخصية، أنا أتكلم هنا عن واجبنا تجاه العلم اللي تعلمناه. 
بالنهاية خيارات كلّ شخص تختلف، طريقة تعبيره بفنّه تختلف، كلّنا نعرف انو الصورة هي أقوى طريقة  للتعبير عن الفكرة وأنا متأكدة انو في مجموعة كبيرة جداً تحمل نفس الهم وعندها نفس التوجه. 
كنت أتمنى انو خلال دراستي أخذت مادة مفصلة تحكي تاريخ الفن الاسلامي، شي متخصص محترم مش خبط لزق أي كلام. 
أنا مش ضد اننا نتعلم من الثقافات الأخرى بالعكس هذا الشي يوسّع مداركنا ويختصر علينا شوط كبير، لكن بالنهاية وبعد ماآخذ هذا العلم كيف أصبّه بطريقة تعبّر عني، تعبّر عن البيئة اللي تشبهني هنا المحك. وهذا لايعني انو تكون المخرجات تقليدية أو كلاسيكية بالعكس التحدّي اني أوظفها بطريقة تتماشى مع العصر الحالي لكن ماتفقد روحها المتفردة.

فكّروا فيها، كم من الأشياء اللي كنّا نشوفها عظيمة وصار طاريها مثل أي شي عادي؟ 




السبت، 19 أكتوبر 2013

من يضمن لي النجاح؟

عندما تقابل أشخاصاً بمهارات عالية، أعلى منك! 
بخبرة طويلة، أطول بكثير من خبرتك!
بعلاقات ناجحة لا تشبه شيئاً من علاقاتك الحالية!
لهم باع طويل في مجال من مجالات اهتمامك أو تخصصك ومع كلّ هذه الفروقات أو الامتيازات لم ينجحوا، لم يحققوا ذاتهم، وانتهى بهم المطاف بمشاهدة التلفاز والعيش وحيدين ليس لهم من كل مما عرفوا سوى الذكريات!
ثم تنظر لنفسك ومع المقارنة التي فكرت بها سابقاً تجد أنّ فرصتك بالنسبة لهم لاتساوي إلا صفراً. مالذي يمكن لمبتدئ مثلك أن يحقق؟ من سيعيرك الانتباه المطلوب؟ وكم هي فرصة تحقيقك لما ترغب به فعلاً؟ 
صدّق أو لا الفرصة هُنا تشبه نسبة واحد إلى مليون، لكنّ هذا "الواحد" هو السبب الوحيد الذي يدفعنا للاستيقاظ يومياً والعمل بجد والاستمرار في القيام بما نقوم به لأجل الحصول على هذه الفرصة الوحيدة التي يمكن أن تغيّر حياتنا وتقلب موازيننا رأساً على عقب. 
الأمر يشبه احتمالات عودتك لبيتك من العمل. كم نسبة الحوادث على الطريق؟ كم عدد الأشخاص الذين تعرفهم فقدوا حياتهم أو أقاربهم في حوادث السير؟ كم نسبة الإصابة بالتماس بالكهرباء؟ ماهي احتمالات أن يسقط عليك شيء حاد؟ أو أن تقع على الطريق؟ أن تحترق بكوب الشاي؟ أو أن تُجرح بسبب صديق؟ 
باختصار الاحتمالات السيئة التي يمكن التفكير بها ليس لها حصر! ويمكن أن نستمر في تعداد الأشياء التي لن تصل بسببها إلى منزلك حتى اليوم التالي! 
لكن..
ولكنك لاتزال تذهب للعمل أو الدراسة يومياً حتى مع علمك بكل هذه النسب! 
هذه الفرصة التي تساوي واحد في المليون التي تنتظرها قد تكون أشياء بسيطة كمقابلتك لشخص معين وقد يكون هدفك هو فقط الاستقرار الوظيفي لكنّها تشكل مخاطرة في أسوأ حالاتها وهُنا تكمن المتعة، لو عرفت الطريق دون مفاجآت لأصابك الملل لكنّ هذه الأحداث التي لا نتوقعها والأشياء التي لم تخطط لها هي ماتجعلك شخصاً مميزاً بتجارب مختلفة عن الآخرين. هذه الأمور هي التي تصنع منّا شخصيات لاتُشبه بعضها! وتجعلنا نهتمّ باكتشاف بعضنا واكمال النقص الذي نجده. 
فكّر بأصدقائك مثلاً، بعضهم يخاف من أشياء معينة بناءً على تجربة مرّ بها، البعض الآخر يحب الشتاء جداً، بعضهم لديه ذكريات سيئة مع حيوانات معينة. هذه المواقف التي مروا بها تؤثر فيما بعد على سلوكياتهم، ردات أفعالهم وربّما بعض من قراراتهم في الحياة! 
لايمكن أن نضمن النجاح. لايمكن لأحد أن يعطيك وثيقة تؤكد على وصولك لغايتك مهما كانت مهارتك ومهما بلغت من الذكاء. ومع ذلك لازلنا متمسكين بتلك الصورة في مخيلتنا، واثقين، ناجحين وقد أصبح ما حلمنا به حقيقة.
بصيص الأمل ونسبة "الواحد" هي مايبقيني متحمسة لاغتنام الفرص لعلّ أحدها يغيّر الواقع إلى أفضل ماأحلم به.

 ملاحظة: هذه التدوينة مستوحاة من مسلسل فني عُرض في التسعينات*



الجمعة، 20 سبتمبر 2013

أحبّ في بلدي

قبل أيام شاهدت مقطعاً على اليويتوب يتحدث فيه طبيب عن اختلاف استجابة المرضى للعلاج بناء على توقعاتهم السابقة وأنهى حديثه بأنّ مانفّكر فيه قبل القيام بأي شيء يؤثر فعلياً على حكمنا على الأشياء وهو ما أثبته بناءً على تجارب فعلية وليس كلاماً نظرياً فقط. 
دائماً ماأدخل في حوارات عن الوطن والثقافة المحلية وكيف ينظر أبناء البلد للبلد وأظنّ هذا الحال الجميع هُنا، يكفي فقط أن تدخل لتويتر حتى تعرف حجم السوء عند الكلام عن موضوع كهذا، ودائماً أستاء من هذه النقاشات وأفكر فيها طويلاً، لم لايستطيع الناس أن يروا شيئاً من الجمال أو الحسن حتى يضيفوه عند الانتقاد اللاذع الذي يقدمونه؟ لم لايستطيعون أن يتحدثوا عن أي مشروع وطني دون أن يدخل شيء من السخرية لحديثهم؟ ولاأعني هنا أنني استنثاء. 
أظن أن ماقاله الطبيب يشرح القصة، نحنُ نتحدث عن كلّ شيء بناء على التاريخ الطويل الذي يحكيه لنا آباؤنا وتثرثر به الأمهات مع قهوة الضحى وفي محادثات الواتس أب، نتحدث بناء على تجاربنا وتجارب أصدقائنا القليلة ربّما لكنها كفيلة بأن تخبرنا عن الوضع السيء الذي نعيشه وعن المشاكل العديدة في مختلف القطاعات التي نعاني منها. 
لاأحد يختلف على وجود المشكلة لكن ماذا لو كان هناك منظار آخر ننظر به للأمور؟ 
أفضل طريقة لفعل هذا هو أن تضع قدمك في حذاء شخص آخر شخص لايملك أي فكرة عن المشاكل الكبيرة ويهتم فقط باكتشاف شيء جديد جميل كل يوم وهو ماحصل معي. 
هذه السنة أدرس عند دكتورة أمريكية الأصل عاشت في السعودية لثمان سنوات وهي "بكل صدق" لاتريد مغادرتها. في كلّ محاضرة لاتنفك تنبهنا عن جمال هذا البلد وعن جمال ثقافتنا والأخلاق التي نعامل بها بعضنا وأهمية الشعور بهذا الأمر كمسؤولية علينا نحنُ مصممات المستقبل. 
في البداية كنّا نضحك باستهزاء "مو من جدها؟" وحتى أصدقاؤها في الخارج يلومونها لأنها اختارت السعودية مكاناً لإقامتها اضافة إلى أنها تدرس في جامعة حكومية أنّ مجال حريتها هنا بالمقارنة مثلاً مع جامعة أهلية محدود جداً. 
أعجبني تفكيرها جداً ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول أن أنظر بمنظورها للأشياء ليس بالحرف ولكن لنقل بطريقة لاتشبه نظرتي السابقة، في نفس الوقت كنت أفكر في كلّ الأشخاص الناقمين على وجودهم هنا والذين يريدون الخروج بأي طريقة ممكنة! 

مالذي أحبّه في بلدي؟ أو لنبدأ بسؤال أبسط، ماذا أحب في عائلتي؟ في نهاية الأسبوع مثلاً؟ في الأشخاص من حولي؟ 
أحب الاجتماعات العائلية في كلّ أسبوع، أحب فكرة العائلة التي يقدسها معظم الأشخاص، أحب الاهتمام الذي يوليه الآباء لأبنائهم والأبناء بالمقابل لآبائهم، أحبّ الدين الذي أراه في تصرفات الناس، في القائهم السلام على بعضهم، في تحريهم أخبار من يحبّون، في حرصهم على حضور صلاة الجماعة والجمعة تحديداً، أحب عندما أرى شاباً يمسك بيد والده ليساعده على النزول من السيارة للمسجد، أحبّ عندما يتسابق الجيران لمساعدة بعضهم وتقديم "الواجب" عندما يمرّ أحدهم بضائقة أياً كانت.
وصدّق أو لا هذا جزء من ثقافة البلد التي لن تجدها في أي دولة أجنبية إلاّ ماندر والتي لاينفك البعض من نهشها وانتقادها!  
البلد ليس فقط في الدوائر الحكومية والخدمات التي يقدّمها، البلد أو الوطن هو الأشخاص الذين يشعرونك بالأمان ويضيفون شيئاً من الحب لما يفعلونه، البلد هو طباع الناس من حولك والدكاكين الصغيرة و بسطة الخضار والشيخ الذي يلقي درساً بعد صلاة العشاء وأشياء أخرى أبسط مماتظن!
أتفق معك أن هناك الكثير من المشاكل والأشياء التي تنقصنا لكننا كأي بلد في العالم، ربّما نحنُ متأخرون أكثر بكثير مما نريد لكن مهما بلغنا من درجة في التقدم سنظل نطلب المزيد وسنظل "مش عاجبنا شي" لأنها الفطرة التي تقتضي بالمزيد والمزيد دون أن تقتنع بما تملك. وهو شيء مزعج جداً حينما يصبح عادة تقوم بها دون تفكير، وإذا استمرينا على هذا النحو فسينتقل لأبنائنا وأبنائهم وسنظل ندور في حلقة مفرغة لا خلاص منها.
لذا في المرة القادمة التي تقود فيها سيارتك أو تخرج لعملك أو تتحدث مع أهلك حاول أن تنظر بعين الشكر لا بعين الانتقاد لماتملك ومايمكنك أن تفعله واسأل نفسك بكل صراحة مالذي أحبه في بلدي؟ 

الخميس، 29 أغسطس 2013

عندما تنظر للوراء..
في الواقع نحنُ لاننظر عبثاً، تتطلب هذه النظرة جرأة كبيرة وقلباً قويّاً كي لايظلّ عالقاً في هذه النظرة للأبد. من السهل علينا أن نتذكر الماضي خصوصاً ذلك الذي لانريد أن نتذكره، من السهل أيضاً أن نبكي على مافات ونتحسر على كلّ الأشياء التي أردناها ولم نحصل عليها، 
الماضي الذي نخضعُ لجلساتٍ كي نتجاوزه، والحقيقة التي نستمرّ في الكذب على أنفسنا حتى لا نُصدم بها رغم أننا نعلم ومن حولنا يعلم لكنّ التمثيل يروق لنا بكل بساطة فهو فطريٌّ وسهل ولايكلّف شيئاً، بل ويحفظ مكانتنا الاجتماعية والوظيفية وصورتنا أمام أنفسنا! 
عندما تنظر للوراء..
تلك النظرة التي تأتي بغصةٍ تشرقُ معها، 
تلك النظرة التي لابدّ منها حتى تتمكن من اكمال حياتك وأنت متصالح مع ذاتك!
تلك النظرة التي لابدّ أن تتجردّ فيها من كلّ الزيف الذي يحيطُ بك،
النظرة التي لابدّ أن تكون صادقاً فيها، تنظرُ بقلبك قبل عينيك..
مايحدث غالباً أننا لاننظر، بل نكتفي بالردم ونكتسي بالماديات أكثر وأكثر حتى نصبح بعيدين جداً عن أرواحنا، بيننا وبينها مسافة طويلة لايمكن تجاوزها بدون خلع كلً هذه الفقاعات، ولذا نتوه، لذا نجهل مانحبّ، ونصل لمرحلةٍ نصبحُ فيها تابعين بلا هدف ونصبحُ في عراك دائم مع أنفسنا وربّما تصل للاكتئاب.. 
عندما تنظر للوراء..
اسمح لنفسك بالبكاء، بالصراخ، اسمح لها بأن تعبرّ عمّا تشعر به، 
اسمح لها بتجاوز كلّ المثاليات التي تريدها أن تعيش بها فقط في هذه اللحظة، 
اسمح لها أن تتألم ولاتقسُ عليها، 
لابدّ لها أن تتألم حتى تفرح ولابدّ أن تبكي حتى تشعر بطعم الابتسامة فيما بعد، 
وبعد كلّ هذا عندما تنظر للوراء، انظر بثقة على قدرتك على تجاوز كلّ الأخطاء الماضية وبناء مستقبلٍ يمثلك، يعبّر عن أفكارك الخاصة، عن روحك المتميزة دون أن يقوم أحدٌ بالعبثِ بماضيك ومقايضتك به لأنك ستكون حينها في مرحلة بعيدة أبعد ممايظنّ على الأقل،

الأربعاء، 14 أغسطس 2013

- كنتُ أتمنى أن أحصل على أكثرَ من هذا، 
قالتها بنبرةٍِ من الأسى غصت بها.
سألتها سؤالاً بديهياً؛
- مثل ماذا؟ 
وكما في تحقيقات الشرطة تسأل الأسئلة البسيطة كي يظنّ الجميع ألا شيء بين طيّات السؤال، لكنّ الحقيقة أن سؤالاً كهذا عادةً ينتظره الشخص طويلاً حتى اذا أتيحت له الفرصة لم يحفظ وقتاً في سرد مابداخله. 
قالت:
- كانت لديّ طقوسي المختلفة، تقول أمي دائماً إنني كنتُ الأحنّ بين إخوتي، ذلك الشخص الذي يفكر في تحقيق رغبات الآخرين حتى يراهم سعداء ويسعد هو بالمقابل. ربّما كبرت هذه الصفة معي عندما كبرت حتى باتت بصمة عارٍ تلاحقني أينما كنت. 
ظننتُ أنني وبوصولي لهذا العمر قد تجاوزت هذه المرحلة التي أخلط فيها بين الإيثار وتضييع ماأستحق لكنني لم أفعل والنتيجة أنني خسرتُ كثيراً مما بين يديّ لأجل هذا.

لم أفهم تحديداً ماتريدُ قوله لكنني لم أشأ أن أقاطعها، أحياناً لا يحتاج الشخص الذي أمامك أن تفهمه بقدرِ ما يحتاج منك أن تُصغي بقلبك لما يقول، قصتها لم تكن مختلفة عن كثيرٍ مما سمعت لكنّ شيئاً ما في صوتها شدني بصورةٍ لم أرد لها أن تتوقف! اكتفيتُ بايماءة.
-رأيتُ حلماً جميلاً قبل أيام، لم أرد أن أستيقظ منه أبداً. كنتُ سعيدةً فيه بصورة لم أختبرها في الواقع بعد. كنتُ بين أناسٍ أحبهم ويمسك بيدي أحدهم، لكنّهم لم يشبهوا أحداً ممن أعرف، حاولتُ أن أستفسر عن أسماءهم لكنّهم لم يلقوا بالاً لسؤالي وبدأنا بعدها في الضحك، ذلك النوع المحبب من الضحك النابع من القلب لا بقصد السخرية بل للتعبير عن الأنس وكأننا كنّا نتذكر موقفاً طريفاً مررنا به في طفولتنا أو ماشابه.
أتذكرُّ المكان الذي جلسنا فيه جيداً، السماء كانت زرقاء صافية، وهناك على مدّ البصر رمالٌ ذهبية، لكنني لم أرَ بحراً أو أيّ أثرٍ للمياه، ربّما كنّا في صحراء لكنني لم أحس بالحرّ. المهم أنّه كان حلماً لم أرد أن أستيقظ منه. لكن وككل الأحلام لابدّ أن تنتهي. قضيتُ ذلك اليوم في مزاجٍ عكر، لم أستطع الاستيقاظ فعلياً ممارأيت وكان كلّ شيءٍ حولي يذكّرني بأنني لن أصل لجزءٍ من هذا الحلم. 
-قاطعتها:
- لكنّكِ تبالغين، أنا أرى كيف تعاملين من حولك وكما يقول درويش" لازال في الحياة مايستحق" 
- أعرف أنّ هناك مايستحق لكنّه ليس معي بعد! لم أصل إليه، لم أجد نفسي فيما حولي.
انفجرت هنا بالبكاء ووجدتني واقفةً في صمت من لايدّ له ولا حيلة، حتى أنني لم أحاول أن أضمها أو أمسك بيديها، اكتفيتُ برؤيتها هناك غارقة في أحزانها، في الواقع الذي تريدُ الخلاص منه، في الأشخاص الذين لم تتعرف عليهم بعد لكنّها تعرف أنهم أصدقاءُ جيّدون وسيقدرونها وسيهتمون بها. بكاؤها كان صارخاً وقال أكثر مما قالته شفتاها الجميلتان. فتاةٌ في عزّ شبابها ناقمةٌ على حياتها ومجتمعها، لا ينقصها شيء سوى عاطفةٍ غنيّة. كم من الأشخاص بيننا لهم قصةٌ مشابهة، بدأتُ أشفق عليها، لم تتوقف دموعها، وفي الحقيقة كنتُ أشفق على نفسي، لأن بداخلي يسكنُ شيءٌ من حلمها الذي لم أصل إليه حتى وأنا في مقتبل الخمسين. 
قاطعَت حبل أفكاري. 
-أتعلمين؟ لديّ الكثير لأتوقعه من هذه الحياة، لكنني أعتقدُ أن عدم حصولي عليه هو سببٌ لأتعلّق بالآخرة. تمنيتُ العيش في مدينة هادئة بها من الجمال الإلهي ماينمّي تأملي، أحبّ السماء وأحبّ الهواء. كم اشتهيتُ رحلةً على التلة أو حتى في مزرعة. تمنيتُ زاويةً في البيت الصيفي حيثُ أحيكُ وأكتب، حيثُ أعيشُ قصةً خيالية وأصدقها بكلّ جوارحي ولا أبالي. طبيعتي هادئة ولا أريدُ بيئةً لا تشبهها، الصخب يتعبني، في الموسيقى، في المدينة، في الأصوات، في الألوان وفي كلّ شيء. تمنيتُ أنني سأخرج للتسوق مع صديقتي ثم نحتسي القهوة ونفكّر في حفلة المساء هكذا بكل سذاجة. تمنيتُ أنني سأسافر لأجد نفسي، لأتعلم ثقافاتٍ مختلفة، لأملك قصصاً مختلفة وأحكيها فيما بعد لغرباء سيصبحون يوماً أصدقائي.
تمنيتُ أنني سأستيقظُ يوماً لأجد نفسي في منزلٍ لا أسمعُ فيه سوى هديرِ البحر المجاور وزقزقة العصافير التي تعلنُ بداية اليوم. 
- تأملتها وهي تتحدث، عيناها كانتا جميلتين، انتفخت زهواً بماتمنتّه أحسستُ بكلماتها وكأنها واقع. غصصتُ هنا لكنني تمالكتُ نفسي، لا أريدها أن تشعرَ بضعفي ليس وهي تحاول إيجاد شخصٍ تستندُ عليه في أزمة تفكيرها. 
- لو أنني أستطيع تحقيق كلّ هذا! لكنني أفكّر في حياتي الحالية وأجدُ المسافة طويلة جداً بينها وبين ما أريد. ماأطلبه هو من سابعِ المستحيلات. ربّما ولدتُ في زمانٍ لا يُشبهني وطلبتُ أكثر مما أستحق فحُكم عليّ بنهايةٍ تسحقني ببطء. وكأنه نوعٌ من الانتقام بشيءٍ من السخرية..
- لاأصدق هذا! شخصٌ بهذا التفكير عليه ألاّ يستسلم، إن أردتِ تحقيق هذه الأحلام فعليكِ العمل من أجلها بكامل قواك! لاشيء فيها مستحيل صدقيني هي أشياء بسيطة لكن ربّما تحتاج لتخطي بعض الصعاب والمحطات قبل تحقيقها. وماطعم الأحلام إن لم نقاتل من أجلها؟ ماطعم الحياة إن لم نملك أحلاماً نقاتل من أجلها؟ 
- أجل ولكن...
-ماذا؟ تريدين الموت إذن؟ هذه الحالة لن توصلك سوى للموتِ البطيء، اشغلي نفسك بالدراسة، بالعمل، في تخيّل الحلم واقعاً وليس مجرد العتب على ماحولك. كلّ هذا زائف، وهذه ليست النهاية أبداً لا زالت الحياة أمامك، حاولي أن تعيشيها بذكاء واستمتعي حتى في القتال من أجل حقك. أريدك فتاة قويّة فتاةً تعرف ماضيها لتستفيد منه لا لتبكي على أطلاله! 
- أحسست أنني انفعلتُ قليلاً لكن ربما كان هذا ضرورياً، فجأة اتجهت نحوي وضمتني بقوةٍ أحسست بشعور غريب معها، آخر مرة أحسستُ بهذا الشعور كنتُ في العاشرة من عمري، قبل موتِ أمي بفترة، وهاهي اليوم صديقتي تعيدُ إليّ نفس الشعور! ربّما هو فرق السنِّ بيننا وربّما هو هذا الحوار المليء بالعواطف. 
- لاأعرف لم فعلتُ هذا، لكن يجبُ عليّ أن أرحل الآن ولابد من خاتمةٍ ننهي بها اللقاء. أعدك لن أستسلم.
- لازال هناك ضوءٌ في العتمة ياصديقتي، ابحثي عنه وتشبثي به بكامل قواك ولا تسمحي لأحدٍ أن يسلبك إيّاه حتى لو كان هذا الشخص هو أنتِ!

غادَرت وهي تكفكفُ دموعها بابتسامة، وبقيتُ مستيقظةً تلك الليلة غارقةً في أفكاري حتى لمحتُ خيوط الصباحِ تتسلل من النافذة دون أن أحس بالوقت. وضعتُ رأسي على الوسادة واستغرقتُ في نومٍ عميق حملني لحلمٍ يشبه حلمها ومكانٍ حيثُ أردنا أن نكون سوياً في عالمٍ لا يشبه شيئاً مما نعيشه. 

تمت. 

السبت، 3 أغسطس 2013

جماليات التصميم التفاعلي

رح أتكلم لكم شوي عن المادة الصيفية اللي أخذتها.. 
أول شي الاسم ماله علاقة باللي أخذناه، احنا درسنا Material Application لكن هم دمجوا الكورسين سوا والقصة انو  قبل الصيف كان في مشكلة في الجداول وانو احنا أخذنا هذي المادة من قبل لكن قبل لا نتخصص فكانت تتكلم عن مواد البناء والصبغ والخشب وكذا أشياء مالها علاقة بتخصصنا أبداً. الدفعات اللي بعدنا تحسن وضعهم وعطوهم شي مفيد جداً وحبينا ناخذه عشان نستفيد المهم انو قصة لين غيروا اسمها ونزلت المادة والحمدلله. 
أول مابدينا كان حماس وكذا بعدين بدا معدّل الشغل يزيد بشكل مزعج لكن الحقيقة انها كانت مفيدة جداً وتمنيت لو أخذتها من قبل كانت بتفيدني بكورسات ثانية. 
الهدف الأساسي منها انها تعلمك طرق مختلفة ومواد مختلفة وكيف تتعامل معها، وركزنا بشكل أساسي عالورق. 
أخذنا تقريباً ٩ مشاريع خلال شهرين وهي كمية دسمة بمعدل مشروع كل أسبوع. 
أكثر مشروع استمتعت فيه كان عجينة السراميك وعجينة الورق وأظن المشاريع تتكلم أحسن مني :$ 
الشي اللي أشوفه يفرق بين بنت من كلية التصاميم وبنت من أي قسم ثاني هو مهاراتها اليدوية، التخصص هذا يجبرك تستخدم يدينك وتهتم بتفاصيل كثيرة غيرك ماينتبه لها. تعجبني هذي المهارات لأنها تفيدني بحياتي بشكل عام مش بس بالجامعة، مثلاً لمن أجي أنسق شي أعرف كيف أختار القطع بشكل مبتكر، أعرف كيف أتخيل الشكل براسي قبل لا أشوفه. 
برضو مثلاً لمن تصادفني مشكلة، مافي شي مستحيل وكل شي له تصريفة وحل، الكورس هذا أكد على هالشي جداً. أحياناً كان في مشاريع لازم أسويها قبل بيوم عشان تنشف ويصير عندي وم واحد بس ألون وأضبط الفنشنق فتصير أخطاء مافي وقت تعدلها ولازم مخك يشتغل بسرعة وتفكر في حل بديل سريع لأنو التسليم تسليم والتأخير مش ف صالحك أبداً وعلى قولة مس ندى "اللي عطتنا الكروس" من كان له حيلة فليحتال :) 
بالطبخ بالخياطة بتنسيق الحفلات والديكور بالتفاصيل اللي تعطي لمسات جميلة وفخمة للأشياء. هذا الشي ممكن يكون موهبة أو شي فطري لكن تخصص التصميم ينميها ويصقلها. 

هذا رابط للبورتفوليو اللي سلمناه بنهاية الكورس للي حاب يطلع على نوعية الشغل اللي سويناه 

مشاهدة ممتعة وأنتظر تعليقاتكم :) 

الأربعاء، 31 يوليو 2013

ياخيرَ من نزل النفوس أراحلٌ؟*

هُناك الكثير مما يدور في رأسي، الكثير من المشاغل والكثير من الأفكار، لاأعرف متى سيكون هناك وقتٌ كافٍ؟ دائماً ينفدُ الوقتُ مني ولم يحصل مرةً أن كان هناك فائضٌ منه وأظنّ أنها مشكلة الجميع.
شاهدتُ في الأيام الماضية حديثاً عن علامات الساعة وأشراطها، هزّني هذا الكلام كما لم أشعر من قبل!
أيّ غفلةٍ نحنُ فيها اليوم؟ 
نظرتُ في التقويم فإذا برمضان قد بدأت عشره الأخرى!
ياألله مرّ الوقت كعادته سريعاً، وفي رمضان يتسارعُ الوقت أكثر وأكثر. 
قبل دخول الشهر خططتُ لأشياء كثيرة وأعمالٍ سأقوم بها لكنني لم أتمكن منها كلّها، شغلتني الدنيا، شغلني العمل، والجامعة، شغلتني أسرتي والالتزامات العديدة هُنا وهُناك، صحيحٌ أنّ احتساب الأجر في العمل يرفعُ قدره لكنني كنتُ أريدُ أن أتفرّغ لقلبي في هذا الشهر، كنتُ أريد أن أتصالحَ مع ذاتي وأن أجدد العهد كي أتمكن من مجاراة سنة قادمة بإذن الله.
السنةُ عندي تبدأ في رمضان، فيه أضعُ أهدافي وفيه أخطط للقادم. لأن النفس فيه تكونُ أقرب لخالقها والناسُ فيه يتحرّون الخير ويساعدون عليه، لذا فهو وقتٌ ممتاز للاستشارة والتفكير. 
صفاءُ الذهنِ مع الصيام والدعاء الذي نُردده ونسمعه ليل نهار، كلّ هذا يُعطينا أملاً وسكينة بأنّ "الدنيا لسه بخير"، الجميع في هذا الوقت يتعاون على البرّ والجميع يريدُ أن يكسب الأجر، هذه الهمّة التي نراها حولنا ونقرؤها في تغريداتنا ونشاهدها في البرامج المتنوعة. هذا النوع من الرجاء فيما عند الله والرغبة في التوبة يعطيني شعوراً جيّداً بل ممتازاً للغاية.
اليوم هو الثاني والعشرين من شهرِ رمضان. أكثرُ ما هزّني في حديثِ يوم القيامة أنّه فاقَ ماأتصور من أشياء!
لو تفكّرنا في الحياة الآخرة التي تنتظرنا لراجعنا أنفسنا واتجاهاتنا وأفكارنا والخواطر التي نحدّث بها أنفسنا، لو فهمنا حقاً لكانت حياتنا لاتُشبه هذه الحياة بأيّ شكلٍ من الأشكال، لو أدركنا أننا سنسأل لوحدنا عن كلّ مثقالِ ذرّة عملناه وأنّّ كلّ مانسيناه مكتوب ومسجّل منذ أن كُلّفنا بالفرائض لما تكلّمنا دون أن نفكّر ولما اتبّعنا لمجردِ الاتباع.
دعونا نراجع أنفسنا في الأيام القليلة الباقية، دعونا نخرج من رمضان بقلوبٍ سليمة همها الجنّة وغاية مُناها أن تحظى بشرفِ رؤية ربّها تبارك وتعالى، دعونا نُقبل على الله ولا نُضيّع ماتبقّى. الدنيا لن تتوقف أبداً وقد أعطيناها من الوقت مايزيد على ما تستحقه، لنُعطي العبادة وقتها علّها تكون البداية لحياة تنتهي برضا الله.
ومن يضمنُ لي عُمره ؟



أنصح بالاستماع لهذا المقطع
http://www.youtube.com/watch?v=DWf9emCpGsM

الخميس، 25 يوليو 2013

التدريب الصيفي- مسك الختام

أنهيتُ قبل يومين تجربة التدريب الصيفي واليوم أنهي المادة الصيفية "الماتيريال" وهي تجربة فريدة، هذا الصيف في الواقع كله عبارة عن تجارب فريدة. 
لاأصدق أنّ سنةً واحدة فقط تفصلني عن التخرج! لاأصدق أنني قريباً جداً سأحصل على وظيفتي الرسمية، هذا الصيف كان مقدمة بسيطة للمستقبل الذي ينتظرني فقط بعد سنة، رغم أنّ لديّ احساساً قويّاً أنّ ماقدّره الله لي مختلف تماماً عمّا أفكر به. 

المهم دعونا نتحدث عن أبرز ماتعلمته من هذه التجربة. كمصممة كانت المرة الأولى الفعلية التي أضع فيها ثمناً لما أقوم به. والموضوع أصعب بكثير مما تظن. القيمة الحقيقة للعمل لاتقدّر بثمن، وقتك ورسوماتك، بحثك والساعات التي تقضيها في تبنّي فكرة قد تُرفض ببساطة بسبب اختلاف الأذواق. أن تضع رقماً يساوي قيمة كلّ هذا، أعني لو تُرك الخيار لي لكان شيئاً مختلفاً لكني تعلّمت أن أقدر جهدي بخطٍ يوازي مقدرة العميل، هناك أشخاص ليس لديهم مشكلة أن يدفعوا، وهناك أشخاص عليك أن تكون حذراً في كلّ ماتقوله لهم، في الحالتين يجب أن تقنع العميل أن مافعلته يستحق. 
من أبرز ماتعلّمته أيضاً أن أسلوبك في تسويق عملك هو مايحدد نجاحك. في الواقع مجال العمل لا يختلف عن أي مجال آخر، والعملاء والمصممون هم بشر في النهاية، المشكلة أننا ننسى أحياناً مهارات الاتصال والذكاء العاطفي حين نتعامل معهم بظننا أنه لا يهمّ، لكنّه فعلياً ما يصنع الفرق. 
المصمم يفضّل العميل السهل الذي يُعجب بأفكاره لكن يساهم فيها في نفس الوقت، والعميل يريد أن يُحسّ بأنّه أولوية لدى المصمم وأن رضاه أي العميل هو مايحدد إتمام العمل ونجاحه. 
تحدّث عن مشروعك، عن فكرتك عن رأيك وكأنه جزء منك، تحدّث عنه بشغف واشرح أهميته وسبب تميزّه، إذا لمعت عيناك وأنت تتحدث إذاً فقد نجحت في إقناع من أمامك، وطاقة كهذه يصعب ألاّ تنتقل للطرف الآخر ويصعب ألا يُعجب بها. 
في نفس الوقت كُن مرناً وتقبّل النقد، أحياناً ومع حماس الفكرة، نواجه كل نقد على أنه انتقاص ونُغفل حقّ العميل في إبداء رأيه بكل صراحة. في النهاية، أنت تصمم له هوية ستستمر مع مشروعه للأبد تقريباً أو شيئاً يتحدث عن منتجه أو بمعنى آخر يسوّق له. حين يشعر العميل بأن ما قمت به ماهو إلا ترجمة لأفكاره لكن بنظرة محترفة سيقتنع وسيقبل بعرضك. 

لا يسعني استحضار كل ماتعلمته في وقت واحد، لهذا السبب كنتُ أكتب أسبوعياً عن تجربتي، أريد أن أختم بنقطة مهمة جداً وهي اغتنام الفرص. تحدثتُ عنها مسبقاً لكنّها تستحق الإعادة. عليك أن تكون مستعداً لأي فرصة تأتيك وذلك بتطوير مهاراتك مسبقاً في المجالات التي تريد اغتنامها. 

حين أعود لأول كتاباتي عن هذا الموضوع، أقرأ كمية الحماس التي شعرتُ بها عند أول مرة كنتُ في اجتماع عمل وأقارنها بآخر جلسة تصوير ختمنا بها أسبوعنا الأخير، صحيح أنّ شيئاً من الملل أصابني في النهاية، لكنّها نفس الروح التي دخلتُ بها ونفس الطاقة. استمتعت وتعلمت الكثير، ولستُ نادمة أبداً على أي قرار اتخذته، شكراً لكلّ الأشخاص الذين جعلوا من هذا الصيف تجربة لا تُنسى :) 


سأقوم لاحقاً بترتيب الأعمال التي أديتها وعرضها، وسأتحدث عن كورس الماتيريال في تدوينة لاحقة لأنو قصته قصة xD  

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

كل مرحلة يصلها الانسان في حياته، ماهيَ إلا بداية لمرحلة جديدة. كأبسط مثال، أذكر جيّداً فرحتي بالتخرج من الثانوية، وعندما ينتهي امتحان القدرات والتحصيلي تشعر أنّ الدنيا تبتسم وأن أكبر همومك قد انقضى، لكنني لم أكن أعرف أنّ تلك اللحظة كانت ضرورية لبداية رحلة طويلة جداً وليست الأخيرة. 
لم أكن لأستوعب هذا الأمر في تلك الفترة، لكنني الآن أفهمه جيّداً، ينتهي هذا الكورس في الجامعة وأخرج منه بمشروع رائع يثني عليه الجميع، أتوقع أنني أصبحت ملمة بأغلب خيوط الموضوع، لكن وعند أول مشروع حقيقي أتعامل معه، أكتشف أن هناك الكثير من الأمور التي لا أعرفها وأنّ كل ماتعلمته ماهو إلا نقطة صغيرة جداً في عالم التصميم.
ربّما تكون جمالية العلم والشيء المدهش فيه الذي يحثنا على الاستمرار في طلب المزيد، هو أننا لانعرف متى نتوقف. كلّ معلومة تجرّ التي بعدها وكلّ اكتشاف يأتي من يطوّره. 
التحديات في هذه الحياة لاحصر لها، الشيء الوحيد الصعب في كلّ هذا هو تقبّلك لفكرة أنّ ماتعلمته ماهو إلا البداية أو المفتاح لعالم واسع في الخارج ينتظرك. 
صادفني شعور غريب، وأظنّه قادني إلى كلّ هذا التفكير، كنتُ بدأت مشروعاً في الفترة الماضية وكأنني طالبٌ في الابتدائية يتعلّم الرياضيات للمرة الأولى، رغم أنّه كان في مجال الجرافيك، إلاّ أنّ كل مافيه جديدٌ عليّ ولم يكن سهلاً. في البداية صدمت، كنتُ أظنّ أن ماعندي من معلومات يكفي على الأقل في الوقت الحالي، لكنني أدركت أنّ المعلومة نفسها غير مفيدة ١٠٠٪ بمعنى، لو أنني تعلمت كل المفاهيم المختلفة ستظلّ هذه المفاهيم في تطوّر، وسيظل هناك العديد مما لا أستطيع الحصول عليه دفعة واحدة، لكنّ أهم مانتعلمه هو كيف نتعلّم.
الكلام فلسفي هنا لكنّه مهم ركّز معي، 
إذا تعلمت أساليب البحث المختلفة، مواقع جيّدة، كتّاب متخصصين، مصادر مختلفة للمعلومات، مصادر خاصة بك لايعرفها كلّ أحد، هُنا حتى لو كنت لوحدك، أقصد دون المعلم أو المجموعة، فستعرف كيف تنتج بالصورة المطلوبة. 
كما أسلفت الحياة كلها تحدّيات، ولا حدود لتطوّر العلم، علينا أن نواكب هذا التطوّر إن أردنا أن نظل متميزين في مانقوم به 
ليس سهلاً أن تصل لمرحلة ثم تكتشف أنك لازلت تحتاج أن تبدأ من جديد بعدها. لكنها سنّة الحياة ولك الخيار إمّا أن تكابر وتكتفي بما لديك، أو أن تستمر في التعلم بروح الطالب الشغوف. 
هناك شعور جميل جداً أشعر به عند كل محطة أنهيها وأبدأ من بعدها مرحلة جديدة، لذّة العلم في مختلف مجالاته ليس لها مثيل! والعائد هنا شخص مثقف، فِكر مختلف واحترام تكسبه من الجميع. 

الأربعاء، 10 يوليو 2013

التدريب الصيفي- الأسبوع الخامس

بدايةً كلّ عام وانتو بخير :)
في الفترة الأخيرة كنت جداً مشغولة مع الجامعة والتدريب. صرت أقولها كثير صح؟ لا بس من جد الفترة الأخيرة كانت شي موطبيعي. 
الأسبوع اللي فات سلمت ٦ مشاريع بيوم واحد اشتغلت عليهم لمدة ٤ أيام تقريباً وكان انتحار، بس الحمدلله سلمتهم وأخذت درجة كويسة. غير كذا كان عندي التزامات عائلية وكم التزام مع عملاء وزحمة. لكن حمدلله كانت نتائج ممتازة. 
أحياناً أحس اني تهورت جداً لمن أخذت كورس صيفي مع التدريب، بعدين أرجع أفكر هذي المادة جداً مفيدة ومستحيل كنت آخذها وسط الترم ومن جد قاعدة أتعلم. مشكلتها الوحيدة ان طلباتها كثير وتقريباً كل كلاس عندنا تسليم لكن الله يسهّل :) 
طيب خلصنا حلطمة نرجع للمفيد.

الأشخاص السلبين في هذه الفترة متكاثرين بشكل أليم. مزعج هذا الأمر جداً وبودي لو أستطيع استخدام كاتم صوت معهم. 
الحياة ليست سهلةً أبداً، هناك الكثير من التضحيات عليك أن تقدمها، لكن لو كانت في ذهنك رؤية لما تريد الوصول له لن تجد الأمر بهذا الحزن. يمكن للاثنين أن يصلو، الشخص السلبي والمستمتع لكن أحدهما سيخسر كل علاقاته، لأنّ لاأحد يحب المحبطين. وعندما أبتسم هذا لايعني بأنّ حياتي مثالية، لكن"على هذه الأرض مايستحق الحياة".
عندما تحدثنا عن العلاقات في الدورة الأخيرة التي حضرتها اكتشفنا أن هناك أشخاص في حياتنا لايجب أن نفاتحهم بأي فكرة أو مشروع جديد لأنهم ببساطة سيعقدون الأمور ويزيدونها سوءاً. الواقعية لاتعني السلبية أبداً، أنا واعية بالصعاب والمخاطر وحجم المغامرة التي عليّ القيام بها لكن لو لم أجرب فلن أعرف أبداً إن كنت سأنجح أو لا.

أحياناً أحس بأنني انتحارية. أحب الخط العربي جداً والموضوع شخصي جداً حينما يتعلق الأمر بالخط. قبل أيام جاءنا عميل يريد لوحة بمساحة جدار ويريدها أن تنتهي خلال يومين. مستحيل؟ اممم في البداية فكرت أنّه مستحيل، طيب أنا لستُ متخصصة لكن الأساسيات عندي، ثم إنّ العمل على مشروع كهذا هو حلم بالنسبة لي، والفرصة لاتأتي مرتين.
قبلت ووعدت بأنني وزميلاتي سنعمل جاهدين على انهائها. لايزال الموضوع جارياً وأنا واثقة أنه سيتم بعون الله على أكمل وجه.

كلّ يوم يزداد عندي اليقين بأن الشخص الجيّد المحبوب هو الشخص الناجح. بمعنى أن الموضوع موضوع مهارات اتصال وتسويق أكثر من فن أو بمعنى آخر People's man
هناك الكثير من المبدعين المغرورين للأسف، وهناك فئة أكثر منهم "مايعجبهم العجب"، في بداية مشوارك المهني وقبل أن تصل لمرحلة الغرور هذه "الغير محبذة أصلاً" عليك أن تساير الناس. ياأخي كلّ هذا العلم الذي عندك هو من توفيق الله وفضله فلماذا تتكبر؟
اليوم كنّا نستعرض بعض الأعمال الفنية التي لاقت رواجاً في الفترة الأخيرة. أغلب الفناينين فيها ليسوا "فلتة زمانهم" لكنّم سوّقوا لأنفسهم بالطريقة الصحيحة واغتنموا الفرص. عندما تعرف ماتريده بالضبط ستعرف أيّ الفرص التي تقبل أو ترفض. هناك العديد من أصحاب الحرف الماهرين فيما يعملونه، لكن كم منهم تعرف؟ هذا هو الفرق.




الاثنين، 1 يوليو 2013

التدريب الصيفي- الأسبوع الرابع

بعد أن أنهيت الأسبوع الماضي، دورة مهارات القيادة والتي قابلت فيها شخصيات أثرت في المجتمع وأعطتني الأمل حقيقة بأنّ المستحيل يمكن أن يتحقق. 
في الوضع الراهن هُناك الكثير من المحبطين خصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي ممن يتحدثون عن هذا البلد وعن أوضاعه بطريقة سلبية جداً، يصلك من هذا الكلام رسائل محبطة وتفقد الأمل في تغيير الواقع. لكنّ مقابلة النماذج الناجحة والتي سعت ووجدت نتيجة لبذلها يؤكد لك أنّ الواسطات وهؤلاء المحبطين ليسوا كلّ شيء في الحياة. وعادةً للأسف يكون هؤلاء ممن ينتقد ولايعمل. 
المهم أنّ الدنيا لسه بخير وأنّ لكلِ مجتهد نصيب وأنّ ربّي "لايضيّع عملَ عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى" وحتى وإن لم تجد ثمرة جهدك في الدنيا وهو الأمر الذي نتميز به عن غيرنا من غير المسلمين، فلدينا وعدُ الله وهو كفيل بجعلنا نعمل ونبذل حتى آخر رمق لنا في هذه الدنيا. 
سألخص أبرز النقاط التي استفدتها من الدورة في تدوينة لاحقة بإذن الله. 
عندما عدت للعمل بعد غياب أسبوع، كنت متحمسة جداً، خصوصاً وأننا كنا قد تناقشنا عن الفرق الناجحة وكيفية إدارة المؤسسات. في اليوم الأول قمت بتقديم عرض يلخّص ماتعلمته، والحمدلله كانت التعليقات جيّدة. 
قمنا بعد ذلك بجلسة تصوير، وهو الأمر الذي استمتعت به جداً. أفتقد الوقت الذي كنت أقضيه مع الكاميرا. التصوير بالنسبة لي شغف لاحدود له، في الصيف الماضي كنت مستمتعة جداً بتحدٍّ مع صديقاتي بتصوير مشهد يومياً عن مواضييع مختارة، وكانت النتائج جميلة جداً. 
المهم انتهينا من التصوير، وكانت تجربة جيدة.
اضافة لذلك قمت بتصميم شعار يعتمد على الخط العربي. وهو شغفي الثاني، لذا أستطيع القول بأنّ نتائج العملين كانت مرضية إلى حدّ ما بالنسبة لي ويكفيني أنني استمتعت أثناء القيام بها ناهيك عن النتيجة. 
من المهم جداً أن تحب ماتعمل. العمل في مجال التصميم قد يستغرق منك أيام وقد تطول المدة للأشهر. عليك أن تؤمن بالفكرة، أن تبحث عن مراجع ومصادر وأعمال مشابههة حتى تتشبع بها، عليك أن تعيش في جوّ المشروع حتى تحس بأنّه مشروعك الخاص، عندها فقط يمكنك أن تخرج أفضل ماعندك. 
الحياة ليست بهذه السهولة وهناك العديد من المشاريع الصناعية مثلاً أو العقارية، التي بالنسبة لي مملة! لكن في العمل الناجح نحنُ نضع وجهات نظرنا الشخصية جانباً ونلتفت إلى قيمة المشروع والعائد الذي يمكن لنا أن نستفيده منه. وعندما نُجبر على القيام بعمل لانحبّه نتأقلم مع ذلك وننظر من زوايا مختلفة حتى نجد عائداً يمكننا أن نركز عليه ليربح كلا الطرفان في النهاية. 

-If you can't believe, fake it- 



الأربعاء، 26 يونيو 2013

السادس عشر من شهر شعبان


تزينّا كأنه العيد! 
رائحة العود تعمّ المكان، المباخر مجهزّة، القهوة معدّة على أحسن طريقة والتمر قد وضع في السلال استعداداً للانطلاق. 
كان هناك شعور سعيد جداً، العائلة كلها مجتمعة، الأقارب الذين حضروا من كل مكان، والفرحة التي اعتلت الجميع تماماً مثل يوم العيد.
في الخامسة مساءً انطلق الموكب نحو جامع أحمد بن عبدالرحمن الغامدي يرحمه الله. قد يسأل أحدهم لمَ كلّ هذه الأهمية؟ لأن هذا الانسان لم يكن يوماً عاديّاً ولذا فارتباط اسمه بأيٍّ كان لن يكون أبداً عادياً وسيصبح ذو شأن على الأقل لمن عرفه. 

حظيتُ بفرصة العيش مع جدّي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته لما يقارب الست سنوات أو تزيد، وقد كنتُ في سن تكوّن وجهات النظر والأفكار وكان له رحمه الله الدور الأكبر في صقل شخصيتي على ماأنا عليه اليوم. 
اليوم وبعد مرور ست سنواتٍ ويومين على وفاتِه لاتزال تلك التفاصيل الصغيرة جداً عالقة في ذهني وكأنني للتوّ عشتها معه، لازلت أذكر بالتفصيل كيف كنّا ننتظره ليصل من عمله للمنزل، نتسابق للسلام عليه و"آخر واحد أم عيال" يذهب ليرتاح، يشرب عصير البرتقال ويأكل شيئاً من التفاح ثم يحين موعد الغداء، نجتمع جميعاً حول المائدة ونتحدث كلٌّ عن يومه، "ايش أخذتِ اليوم يامريم؟" ثم بعد أن يُنهي كلّ منّا الاجابة، يحكي لنا شيئاً من التاريخ، أو قصةً حصلت له يوماً ما، ولا أظنّ أنّ أحداً جعلني أحبّ التاريخ أكثر منه، ولاأظن أن أحداً لقنني حِكماً كما فعل.
لازلت أذكر حبّه لشرب "الحليب مع هيل وزنجبيل"، لازلتُ أذكر سؤاله لنا عن سورة الكهف يومَ الجمعة، وكم حفظنا من السور في أيام الاجازات.
كنتُ أعدّ كعكة الزبادي وكان يحبّها لأنها "خفيفة" وأذكر يوماً أنني أعددتُ شيئاً ذو مذاقٍ هنديّ فقال لي فيما معناه:"حلو الواحد يعرف طبخات لكن نبغا أكل البلد". 
 زرع فيني حب القراءة وكنتُ أشاهد اقباله على الكتب، لازلت أذكر كتب الموسوعة العربية الخضراء التي كان يقرؤها، ولازلت أذكر البحث الذي أعددته في ثاني متوسط عن التدخين والذي استشرته فيه. كنتُ أريد معلومة من النت لكنّه علّمني كيف أحصل على المعلومة من الكتب. 
وحتى عندما كان يؤُمّنا للصلاة، نجتمع كلنا، يكبّر، يقرأ في الركعة الأولى: {ياأيّها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ماقدّمت لغد واتقو الله إنّ الله خبير بما تعملون...} ثم يكمل السورة في الركعة الثانية. كان يقرأ أواخر الحشر وأواخر البقرة كثيراً، ولازالت اليوم راسخة في ذهني أحفظها من ترديده وتُذكّرني كثيراً به. 
أسألُ الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجمعنا به في الجنّة. 
هذه الشخصية العظيمة والتي لا أشهد لها لوحدي، بل ولله الحمد كلّ من عرف جدّي شهد له بحسن الأخلاق، بالحكمة، بالدين وبحبّ مساعدة الآخرين. ولربّما غابت عنّي جوانب أكثر. 

الرجال العظماء لابدّ أن تسطّر سيرُهم بماء الذهب. وأنا اليوم إذ أكتب أرجو يكون هذا من برّي به يرحمه الله. 

في الأمس وعند ذهابنا للصلاة الأولى في مسجده يرحمه الله، تجددت عندي كلّ هذه الذكريات، وغمرتني السعادة.
 حتى بعد موته، لازلنا تلك العائلة الواحدة التي لم تُفرقها الصعاب، ولازلنا نتذكرّه في تفاصيل حياتنا كما لو أنه لازال بيننا. 
الموقف كان مهيباً، ليس لعظمة البناء فقط، بل لكونه بيتاً من بيوت الله، أسأل الله أن يجعله مباركاً وأن يطرح حبّه في قلوب العباد، وأن يتقبّله ويجزي جميع من قام عليه خير الجزاء. 

أريد لأطفالي أن يعيشو جوّ أسرةٍ يُشبه ماعشته مع جدّي رحمه الله، أريدهم أن يعرفوا عنه، وأن يحبّوه كما أحببته وأن يشعروا بالفخر تماماً كما أشعر به الآن. أريدُ أن أغرس فيهم نفس القيم، العائلة، التعليم، حسن الخلق وممارسات صغيرة مما كنّا نشاهده ويترك فينا أثراً كبيراً. 

اللهم أكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقّه من الذنوبِ والخطايا كما يُنقّى الثوبُ الأبيضُ من الدنس، اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنّة، اللهم اجمعنا به في الجنّة اللهم اجمعنا في الجنّة مع أهلينا وأحبابنا ياربّ العالمين. 
آمين. 

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

الأسبوع الثالث

هذا الأسبوع مختلف. 
أنهيت اليوم اليوم الثالث من دورة مهارة الادارة القيادية، وأنهيناه بطريقة مختلفة. اصطحبنا مدربتنا د. ريبيكا نستور إلى مجمع الراشد وبما أنها الزيارة الأولى لها للمملكة، فقد أحببنا أن نريها شيئاً من حياتنا. 
ردة فعلها تجاه الأمور التي نخبرها بها جميلة جداً، وهي شخص ودود وقيادي ناجح. تعلّمت بعض الكلمات العربية وقررت اكمال تعلم اللغة. أعجبتها رائحة المسك والقهوة العربية أيضاً. 
كانت تسأل كثيراً عن غطاء الرأس وعن المرأة في السعودية، ووجدت نفسي سعيدة وأنا أنقل صورة مختلفة عن القوانين في بلدي لشخص يزورها لأول مرة. 
أعطاني هذا شعوراً جيداً وأحببت التجربة. 
هذه الأيام الثلاثة كانت تجربة جميلة، المرة الأولى التي أكون فيها متفتحة للآخرين بأفكاري وحتى مشاكلي. كانت مليئة بالتمارين العملية والأنشطة الجماعية التي ساعدتني على تكوين علاقات جديدة جيدة.
كنّا نجلس في مجموعات من أربع بحيث يطرح كلّ منا مشكلة تواجهه وينتظر حلّاً من باقي الأفراد. تدربنا على مهارات الاصغاء والأسئلة الذكية. 
الأمر الذي أحببته بشدة إلى جانب كلّ هذا هو فكرة "Network" أو علاقاتك الاجتماعية مع الآخرين. ركزنا كثيراً على أنّ الوصول لأي نجتح يعتمد على هذه العلاقات وصنفناها بطرق مختلفة. مثلاً: هناك أشخاص مشجعين وأشخاص محبطين. هناك أصدقاء وهناك أعداء. هناك أشخاص يحضرون لك فرص جيدة وهناك أشخاص ينتظرون منك اعطاءهم الفرص. هناك أشخاص يؤمنون بقدرتك على النجاح وهناك أشخاص يشكلون مثلك الأعلى في النجاح. وهكذا. 
ترتيب هذه العلاقات تتيح لك فرصة لتعرف كم من الأشخاص المفيدين في حياتك، وعندما تقع في مشكلة أو تحتاج لمساعدة أو فرصة ستعرف لمن ستلجأ. كنّا نعبئ الخانات بأسماء أشخاص ربّما لانتحدث معهم يومياً وربما أسماؤهم فقط في أجهزتنا لكنهم مفيدين جداً وقد تكون فرص نجاحنا معهم كبيرة جداً. 

هذه النصائح البسيطة اضافة إلى كلّ الطاقة الايجابية التي حملناها معاً كانت دافعاً قويّاً لنا لننجز أكثر.
في النهاية قمنا بتحليل مواطن الضعف في شخصياتنا، واتفقنا أن نجتمع العام القادم في نفس هذا الوقت وقد عملنا على تطويرها واضافة نقاط قوة أكثر لشخصياتنا :) 


الاثنين، 24 يونيو 2013

التدريب الصيفي- نص أسبوع

انشغلت بشدة في الأيام الماضية، لذا لم أكتب، وأعتذر لكل من كان بانتظار معرفة المستجدات فيما يتعلق بالتدريب. 

 أدركت أنني هذا الصيف أتعامل مباشرة مع شخصَين لايعرفان المستحيل، أستاذتي في الجامعة والمسؤول عننا في التدريب. فكّرت في نفسي: "لابد أن أستفيد من هذا الأمر"! 
أن تكون شخصاً غير متذمراً شيء صعب جداً خصوصاً عندما يكون كلّ شيء حولك يشجع على التذمّر. والأصعب أن تكون أنت المبادر في الحديث الايجابي وعدم الاستسلام. ولاأعني هنا الكلام بل المبادرة بالأفعال. 

في مجال مثل الجرافيك ديزاين، إن كنت من الأشخاص الانهزاميين الذين يستسلمون بسرعة فلن تحصل على شيء، لأن هذا المجال يعتمد بشدة على التجربة وتقبّل النقد بشكل مباشر، لأنك حين تنتهي من التصميم "المبتكر" في نظرك عليك أن تعرضه على جمهور والذي عادةً يشكّل فئة كبيرة جداً ومتنوعة من الأشخاص الذين لايمكنك حصر اهتماماتهم أو خلفياتهم الفنيّة.
وحتى وإن افترضنا أنك ستعرضه على عميل محدد، لايزال عليك اجتياز حاجز الخوف من اظهار ماتظن أنّه أفضل مالديك ومع ذلك استقبال النقد برحابة صدر. 
لذا عندما تكون عندك مهارة "عدم الاستسلام" ستبلي جيّداً. جيّداً جداً. 

هذا الأمر ليس سهلاً أبداً ولم يكن يوماً، الموضوع يحتاج لممارسة ولأشخاص يساعدونك كما حصل معي. 
لستُ انهزامية، لكن كلٌّ منّا يمرّ بلحظات يفكّر فيها "لقد بذلتُ كلّ ماعندي" لكن أن تكون عندك الروح لتواصل من جديد والتفكير في كلّ الخيارات التي غابت عنك، هذه المهارة في نظري تستحق الاعجاب! 
قد يقول البعض، ليست مشكلة الموضوع سهل، لكنّ الكلام أسل صدقني، المحك عندما تتعامل مع الشخص في عمل أو داخل فريق، ثم يحدث وتواجهون بعض الصعوبات والتي قد تكون أساسية، مثل نقص المواد الخام، أو قلة الميزانية، أو عدم رضا العميل. ضع نفسك في هذا الموقف، كيف ستتصرف؟ "مو مشكلتي" أم أنّك ستبدأ في التفكير في البدائل حتى لو كلفتك المزيد من الوقت والجهد الغير مضمون في نهاية الأمر، وأتحدث هُنا عن الروح التي ستواصل بها العمل حتى وإن كنت مضطراً في كل الأحوال على انهاء العمل.  

إن كنت من الفئة الثانية، تهانينا لقد حصلت على كامل احترامي :) 

الأحد، 16 يونيو 2013

التدريب الصيفي- ٧

سبعة أيام فقط. حسناً أحسّ بأنها كانت سنة أو أكثر، الأيام ثقيلة جداً ولكن عندما أفكر لم يبقَ على رمضان سوى ثلاث جُمع أصاب بالهلع. 
اليوم كان طويلاً، أحد تلك الأيام التي تنام فيها ثلاث ساعات وتحسب أنّ الصباح قد طلع ثم تستيقظ على أذان المغرب وتحسبه الفجر، معقد قليلاً الشعور لكنّه غير جيّد على كل حال. 

اليوم بدأت بتصميم اعلان للجريدة عن خدمة يقدّمها المكتب الذي أعمل فيه. عندما تجرب أشياء مختلفة أو بالأصح تضطر أن تقوم بها، تتقلص عندك الخيارات أعني فيما يتعلق بما تحبّه وماتريد أن تقوم به لبقية حياتك. 

مثلاً، عالم التصميم واسع جداً وهو مليء بالتخصصات المختلفة مثل الرسم الرقمي ورسم الشخصيات الكرتونية وعالم الخط بأنواعه وهناك تصميم الشعارات وهناك أيضاً تصميم الاعلانات والقائمة تطول، وفي أثناء الدراسة يكثر السؤال، أين تجد نفسك؟ والجواب مُبهم غالباً والصورة غير واضحة، لذا عليك أن تجرب وأن تضع نفسك في خارج نطاق الأمان الخاصة بك حتى تكتشف ميولك. 

أذكر أول كورس رسم في الجامعة أصابني هلع غير طبيعي، وكنت أخاف من هذه المحاضرة بشكل أليم، لكن مع الوقت زادت ثقتي بنفسي وأصبحت أقدّر كل قطعة أقوم بها مهما كانت صغيرة. المسألة مسألة وقت وشيء من التعوّد. 

المهم أنني وتصاميم الجرائد والشعارات لسنا أصدقاء جداً، لذا كان اليوم تحدّياً بالنسبة لي. حتى وإن لم أحبه لكن عليّ أن أتأقلم مع تقبّل المتغيرات والأشياء الجديدة. 
أرجو أن ينال اعجابه وأن أخرج بشيء أكون راضية عنه. 

متحمسة للغد وياربّ يكون يوم حلو للجميع :) 

السبت، 15 يونيو 2013

التدريب الصيفي - ٦

بدأنا الأسبوع الثاني ونحنُ نأمل أن تكون الفائدة أكبر من السابق. وكعادة البداية، لم نكن قد انسجمنا مع طبيعة الدوام وكان من الصعب التنسيق بين الجامعة والعمل والمناسبات والارتباطات التي لاغنى عنها في فصل الصيف. 
الحقيقة أكثر ما أكرهه في كل هذه التجربة، أنني لن أحظى بالوقت الكافي لأمارس نشاطات شخصية لاتتعلق بشيء وليس منها فائدة سوى أنها سترفّه عني. بعد سنة كاملة من الجهد المتواصل يحتاج المرء لقليل من الراحة، إضافة إلى أنّ نهاية هذه الإجازة يعني بداية السنة الجديدة وبحث التخرج وبالعربي:"كرف سنة خامسة" نسأل الله الإعانة. 
لكنّ عزائي أنّ المؤمن لايرتاح إلاّ في الجنّة. وفي كلّ صباح أجاهد نفسي في استحضار فضل طلب العلم والسعي للعمل، لعلها تشفعُ لي عندما أسألُ عن شبابي فيما أفنيته!
اليوم كان فيه شيء من الرتابة، منذ الصباح ونحنُ نفكر في كيفية كسب هذا العميل الذي بدأنا معه منذ الأسبوع الفائت. لسنا نفهم بعد ما يريده بالضبط وأعتقد أن بيننا تواصلاً ليس بالجيّد. 
كنّا سعداء بأفكارنا العميقة وقدمنا له لوحة في اعتقادنا ممتازة لكنها لم تعجبه ببساطة. المشكلة أننا فكّرنا بينما أراد هو " كم صورة وكم لون"!
اليوم عملنا على فكرة جديدة، حاولنا أن نجمع بين مانفكّر فيه ومايريده. المضحك في الموضوع هو تعابير أوجه الأشخاص عندما يرون مااستغرق منك طول النهار لتعمله.
 تعابير غريبة ياأخي! 

المهم، اليوم قمت بالمساعدة في طباعة عمل ساهمتُ في اعداده، لاشيء يضاهي شعور طباعة التصميم الناجحة وفي المقابل أخطاء الطباعة تصيبك في مقتل وتقضي على مستقبل التصميم. 
قليلٌ من التوتر، وبالمناسبة بعد تعديلاتٍ أجريتها على الملف قرر البرنامج أن يتوقف على العمل واضطررت لاعادة كل شيء من جديد! 
لم يكن يوماً جيّداً لازلنا نحاول استيعاب الخلافات بين سوق العمل والمجال الأكاديمي، المجال الأكاديمي أكثر أماناً أعتقد،  ورغم كل الضغوط التي فيه إلا أنّه أقل تحدّياً من تغيّرات السوق وعملائه من الطبقات المختلفة. وأظن أنّ اعتياد هذا الفرق سيستغرق منّا أكثر مما كنا نتوقع. 

الخميس، 13 يونيو 2013

التدريب الصيفي- نهاية الأسبوع الأول

ثورة على السوق

الحياة دائماً تفاجئك بأشياء لم تخطط لها وكإنسان منظم لاتعجبني المفاجآت خاصة فيما يتعلّق بالعمل أو الدراسة. أعتمد كثيراً على قائمة المهام وأحب أن يكون يومي فيه أهداف أنجزها بنهايته. لكن تجري الرياح ... 
نهاية الأسبوع الأول من التدريب الصيفي. كبداية كانت جيّدة وفي آخر يومين تعلّمنا أشياء مهمة للغاية تميز العمل عن الدراسة. 
في الدراسة هناك دائماً وقت كافي يقدره الأستاذ المصمم وهو يعرف طبيعة عملك ومايحتاجه. في السوق العميل دائماً مستعجل ويبحث عن أفكار سريعة التنفيذ بمقاييس جودته لا بخلفيتك الأكاديمية. 
في الدراسة الفلسفة التصميمية ترفع من قيمة العمل بينما السوق يريد شيئاً له قيم جمالية بغضّ النظر عن فلسفته. 
في الدراسة أنت تتعامل مع فئة مختلفة تماماً والجمهور عادة هم أشخاص يقدرون الفن ويعرفون قيمة ماتفعل أما السوق ففيه الكثير ممن يعتبر ماتقوم به "طقطقة فوتوشوب" ويجد صعوبة في تقبّل تخصصك. 
لاأتحدث هُنا عن الكلّ لكن هذا ماواجهناه. أغلبية العملاء لايقدرون البحث الذي نقوم به ويريدون فقط أن يعرفوا النتيجة النهائية "الجميلة". -وأقول هنا أغلبية من خبرتي التي لاتتجاوز سنتين في العمل مع فئات مختلفة من المجتمع-

كنّا نعمل على مشروع استغرق منّا ثلاث أيام بمعدل ٦ ساعات يومياً، واكتشفنا بعدما سلمنا العميل المشروع مبدئياً أنه كان يريد منّا مايستغرق ١٠ دقائق. 
-صدمة؟ 
-جداً! 
-لابأس هكذا نتعلّم. 
صعب جداً أن تقنع نفسك بهذا الأمر والأصعب أن تنسى كل الفلسفة التي تعلمتها لترضي عميلك. كيف تجمع بين الاثنين؟ كيف تقنع العميل بفكرتك الجديدة وفي نفس الوقت تعمل بشيء ترضا عن قيمته بمختلف المقاييس. 
نتفق جميعاً أنّ السوق يحتاج لتوعية بما يتعلق بالجرافيك ديزاين. مثلاً في هذا المشروع استخدمنا "trend" المستخدم حالياً في مجاله، لكن بالنسبة لمجتمعنا تعتبر قفزة جريئة صعب أن يتقبلها الجمهور بهذه السرعة. وقد أخطأنا في تقدير هذا الأمر للأسف. 
نحتاج لوقت وصبر أو "طولة بال" كما يقال ونحتاج إلى خطة مدروسة لهذه التوعية. 
أتمنى لو يكون هناك مجموعة متحمسة لهذه الفكرة ويكون لها راعي وميزانية بحيث نقوم بعمل حملة توعوية عن التصميم الجرافيكي. أهميته، مجالاته، آخر ماتوصلت له التقنية وماإلى ذلك. 
لايعني استخدام الألوان والرسومات المعقدة أبداً أنك أفضل أو أنّ لديك من المال الكثير كما هو سائد! الفن في البساطة، وقد تكون هذه وجهة نظري لوحدي، لكن فنيّاً هذا هو المتعارف عليه. ويمكنكم البحث في أي موقع مختص بالتصميم والمقارنة بينما نشاهده على الشبكة وبين واقع تصاميمنا. 
بحثت عن عميل مفضّل لكن للأسف; الرجال يريدون الخطوط القوية والمجسّمات والألوان الصريحة والنساء يبحثون عن التفاصيل والنقوش والصور الحالمة. والمصمم بين هؤلاء يريد أن يتميّز بفنه ويثبت نفسه في مجاله. 
كيف لطريقته أن تبرز وفي نفس الوقت يرضي ذوق عملائه؟ 
أعتقد لو أن أحد الشركات الكبرى تبنت "ستايل" أو نمط جديد في تصاميمها لكانت مثالاً يحتذى به لباقي الشركات. لكنّ الجرأة في التغيير تحتاج لوقت طويل. 

هذا الأسبوع كان مزدحماً جداً بين الجامعة والتحضير للملتقى وساعات التدريب. أتمنى أن يكون الأسبوع القادم أفضل. 

الاثنين، 10 يونيو 2013

التدريب الصيفي- اليوم الثالث

لازلت أجد صعوبة في مقاومة هذا الخمول لكن اليوم أفضل من البارحة بكثير. اليوم تعلمت شيئاً أعتقد أنه مهم جداً أثناء العمل.  
عندما تريد كسب العميل عليك أن تعطيه عملاً جيداً وتتحدث في السعر لاحقاً، خصوصاً عندما تكون في مرحة التأسيس. لايمكك أن تبدأ بمبالغ لاتتناسب مع سمعتك في السوق. الشهرة تأتي لاحقاً وعندها يمكنك أن تفرض شروطك كما تشاء، لكن في البداية هناك العديد من التضحيات التي لابد منها. 
لاتتنازل على حساب جودة العمل لكن الأسعار قصة مختلفة. 
أيضاً لايمكن أن يكون هناك مبالغ محددة للجميع. يختلف هذا على حسب العميل وعليك أن تتعامل بذكاء مع هذا الموضوع. يمكنك أن تصمم شعاراً بمليون ريال لمؤسسة ويمكنك أن تقنعها به وأنه يستحق. لكن لو قدمته لشركة أخرى فلن تجد سوى الضحك والاستهزاء بما تعمل. وكما ذكرت بالأمس أن تفهم العميل يعني أن تنجح في العمل! 
أيضاً لايمكنك الاعتماد على الآخرين في كلّ شيء. عليك أن تطور مهاراتك التي تحتاجها في العمل حتى لاتضطر دائماً للاستعانة بطرف ثالث، وأتحدث هنا عن المهارات التي يمكن اكتسابها كالرسم والتصوير وليس توفير المواد الخام والتركيب فهناك شراكة لايمكن الاستغناء عنها في المقابل. 
العمل مختلف تماماً عن الدراسة وأعتقد أنّ الهدف الأساسي من التدريب هو معرفة طبيعة هذا الاختلاف. نعتمد في السوق على سرعة التنفيذ وهذا في الغالب مايهتم به العميل وإلا فسبدأ بالبحث عن بديل. لكن في الدراسة نأخذ وقتاً في التفكير ووقتاً أكثر في عملية التنفيذ وهذا يعتمد على نوعية مصادرنا وامكانياتنا كطلاب. أما في المؤسسة فلدينا خبرة المؤسسة لتدعمنا وتسرّع من هذه العملية. 
الحمدلله الذي يسّر لي هذه الفرصة الطيبة في هذا المجال. أنا في هذه اللحظة متأكدة تماماً أن اختياري لهذا التخصص لم يكن خطأً بل كان توفيقاً من الله لأجد نفسي في المكان الذي أنتمي له. وأنا أجزم أنّ هذا الشعور هو نعمة لايحس بها أغلب الناس لذا هي تستحق الشكر وتستحق التخليد. 

#الحمدلله 

الأحد، 9 يونيو 2013

التدريب الصيفي- اليوم الثاني

الساعات التي نقضيها مع صاحب المشروع هي الساعات التي نستفيد منها، أما باقي أوقات الدوام فتشبه إلى حدٍ ما تجمّعنا في الجامعة وطريقة عملنا. 
اليوم تعلمتُ أن أفهم شخصية العميل قبل أن أعطيه أفكاراً تصميمية. هذا الأمر يختصر الكثير من الوقت والجهد على المصمم. وكأي علاقة وكأي تواصل ناجح لابد أن تفهم الطرف الآخر. طريقة تفكيره، الأسلوب الذي يعجبه، خلفيته الفنية وماإلى ذلك. 
عليك أيضاً أن تعرف أن العميل "دايماً فاهم ودايم عنده سالفة" حتى ولو كان العكس صحيح.
وفي علم الادارة تقول القاعدة الأولى: العميل دائماً على حق!
والقاعدة الثانية تقول: اذا اختلفت مع العميل فارجع للقاعدة الأولى! 
عندما يحس العميل بأنه في أيدي أمينة فسعطيك المال وهو مرتاح، لذا نجد في السوق تفاوت بين الشركات، منها من لديه عمل جيّد لكن عملاؤه قليل، ومنها من عمله أقل مستوى لكن عملاؤه راضون ولايريدون غيره! ومنها وهو قليل من جمع بين رضا العميل والجودة في العمل. 
تحدثنا اليوم أيضاً عن الطابعات وأنواع الورق والتسلسل الذي يمرّ به التصميم قبل هذه المرحلة وأثناءها إلى أن يصل للعميل. عالم الطابعات والورق والأحبار هو عالم مثير جداً! وللأسف مصادرنا حول هذا الموضوع قليلة والأشخاص المتعمقون فيه قلة أيضاً! عليك أن تكون ذكياً جداً لتتقن المهارة وعليك أن تستخدمها بطريقة بحيث تنتج مطبوعات بجودة عالية لكن بأقل صرف للحبر وبأقل تكلفة على العميل وهنا يكون لك التميز! 

بدأنا أيضاً بالعمل على مشروع جدارية ونحنُ متحمسات لنصل للنهاية :) 


المشكلة فقط أنني لا أعرف كيف أوفق بين ساعات الدوام وبين الأنشطة الأخرى! رغم أنني أنام مبكراً لكنني أعود من التدريب وأنا لاأقوى على فعل شيء، يصيبني الخمول وأريد فقط أن أرتاح :/
لاأريد أن أضيع باقي العطلة بهذه الطريقة وعليّ أن أجد حلاً سريعاً لهذه المشكلة. 

السبت، 8 يونيو 2013

التدريب الصيفي- اليوم الأول

منذ تاريخ اليوم بدأت مرحلة جديدة من دراستي الجامعية، مرحلة أقرب للجديّة وشيء لم أعتد عليه.
هي تجربتي الأولى في العمل الحقيقي بداخل مؤسسة أمارس فيها ماتعلمته خلال الأربع سنوات الفائتة من تخصصي وهو الجرافيك ديزاين أو تصميم الوسائط المتعددة والمطبوعات. 
التدريب الصيفي رغم أنه سيأخذ شهرين ومايقارب ٢٠٠ ساعة من هذا الصيف إلا أنني واثقة بأنه سيكون تجربة فريدة من نوعها تؤهلني للعمل الحقيقي بعد التخرج بإذن الله. 

سأكتب هُنا عن تجربتي وسأستفيد من كل يوم أستيقظ فيه وأذهب للعمل. 
لماذا؟ أولاً: لأنني متأكدة أنها تستحق النشر.
ثانياً: لأشبع الفضول عند الأشخاص المتحمسين لخوض هذه التجربة ممن هم أصغر مني، ولكم تمنيت أن يكون هناك شخص ليجاوب عن تساؤلاتي بخصوص التدريب الصيفي لكن لم يهتم أحد لحماسي لذا سأكون أنا ذلك الشخص المهتم ;) 

كلّ صيف كنت ألتحق بمركز أو نشاط تطوعي، الصيف الماضي على سبيل المثال كنت أعمل في الصباح كسكرتيرة وأقوم ببعض الأعمال الإدارية وفي المساء كنت أذهب لمركز غراس وأساعد في أحد الملتقيات للمرحلة الثانوية وبين هذا وذاك كنت أقوم ببعض الأعمال المسلية وأمارس هواياتي من قراءة ورسم أو تصوير. 
هذه السنة لن أتمكن من القيام بأيّ من هذه الأشياء نظراً لالتزامي بالتدريب لذا سأحرص على أن أستمتع بطريقتي الخاصة، وسيكون كل يوم مميزاً كفاية لأفعل فيه شيء جديد وأتعلم مهارة جديدة. 

بما أنّ اليوم هو الأول فقد أمضينا معظمه في التعرف على طبيعة العمل، وُكّلنا ببعض المهام وعَرفنا دورنا خلال هذه المرحلة. الجميل في الموضوع أنّ المؤسسة تثق بنا وهي متحمسة بقدرنا لترى مايمكننا انجازه. 
دائماً من المهم أن يكون قائد الفريق محفزّاً لباقي المجموعة. شيء آخر تعلمته اليوم، هو ألاّ تصرح بمصادرك للجميع. في نفس الوقت عليك أن تعطي بعض المعلومات حتى تصبح شخصاً يثق الآخرون به،  بعض الأسرار مفيد وأتحدث هُنا عن علاقات العمل وليس الأشياء الشخصية. هذه الأسرار قد تكون مصادر معلوماتك أو بعض الموردين أو حتى طريقتك في البحث، لكن الكتمان الزائد في المقابل سيجعلك أنانياً ولن تحصل من الآخرين على أي شيء. وكما تقول القاعدة المشهورة  التوازن مطلوب في كل شيء. 
من الأمور أيضاً التي تعلمتها اليوم، لاترفض الفرص التي تأتيك حتى وإن كنت قد فوضت شخصاً بالمهمة. بمعنى، أحياناً نلتزم بالعمل مع الأشخاص لأنهم الوحيدون المتفرغون حالياً وفق شروطنا أو مانرغب به، لكن ربّما يأتي شخص متمكن أكثر دون موعدٍ سابق، سيكون رفضه هنا نوع من الغباء لأن الهدف في النهاية هو جودة العمل وليس سرعته وخصوصاً عندما يكون أمر سيستخدم على المدى البعيد وسيخدم المؤسسة تقريباً للأبد. 

كان يوماً جيّداً كونه اليوم الأول، وربّما هناك أشخاص توفرت لهم فرص أفضل في العمل مع مؤسسات أكبر من التي أعمل لديها لكنني على ثقة بأن لاأحد سيجعل منها تجربة تشبه تجربتي بأي شكل من الأشكال، 

تمنّوا لي التوفيق :) 

السبت، 4 مايو 2013

منذ كنتُ في الثانوية، وعلى أعتاب التخرج منها، تلك الفترة التي تكثر فيها كتابة الأتوجرافات ورسائل الوداع،
كنّ معلماتي يثنينَ على ابتسامتي التي تعكس ايجاباً على الجميع، لم أكن أعرف وقتها أنني سببٌ لذلك،
كانَت فعلاً تلقائياً وغالباً نتيجة حياءٍ من شيء ما.
بعد دخولي للجامعة استمر هذا التعليق يصلني من مجموعةٍ ممن قابلتهم وأسعدني هذا الأمر وأخذته كعادةٍ تلازمني يوماً بيوم. 

لكن، عندما أحزن... 
سحابةٌ رمادية وكتلةٌ ثقيلة تحلّ على قلبي، لاأجيدُ تجاهلها ولا التعامل معها وازاحتها.
يصعبُ عليّ الأمر كثيراً وأشعرُ بشيء ثقيل جداً يكبتُ أنفاسي. أريدُ أن أبكي لكن دونَ جدوى ويتحوّل كل شيءٍ حولي لشيء رماديّ باهت اللون. باهتٍ جداً بلاطعم. 

أحياناً أحس بأنّ عليّ أن أتجاهل كل هذا وأشغل نفسي بما هو أهم ومايجب انجازه، وأحياناً أحس بأنني متعبة جداً كي أواصل، وأنني أشد ماأكون محتاجة للهروب من كل شيء والابتعاد لمكانٍ هادئ وشيء من السكينة.
المواجهة ليست الحلّ لكل الأمور. أحياناً يكونُ الوقت كفيلاً بتطبيب النفوس. 

أتمنى ألاّ أفقد تلك الروح الايجابية التي تنعكس على كل شيء، أتمنى حقاً ألاّ يعيقني هذا الكدر عن المضي قدماً في تحقيق ماأريد وأتمنى أكثر أنّ هذه الحالة لن تتجاوز "فترة وتعدّي" !

الجمعة، 3 مايو 2013

"النوتات" المركونة

أنا من الأشخاص الذين يخزنون بعض الدفاتر أو "النوتات" التي يشترونها لأنهم معجبون بها "زيادة عاللزوم" أو لأنهم لايجدون مايكتبونه ويليق بقيمتها! 
اشتريت مؤخراً أحد هذه الدفاتر، والمشكلة أن هذا الهوس الذي تقول عنه أمي"حمدلله انها دفاتر" لايتوقف رغم أنني أملك مايكفيني للأبد. أريد أن أستخدمه لكنني لاأجد ماأفعله به :/ 
فكرت وفكرت إلى أن وصلت لفكرة أظنها ستحل المشكلة.. 

كثيراً ماأعجب بالعديد من الصور أو الأفكار الملهمة التي أريد أن أطبقها في المستقبل، في منزلي، في مكان عملي أو في ليلة عرسي، أحفظ هذه الأفكار في أماكن متفرقة، بعضها في صور الجوال أو في المفضلة أو في بنترست أو في متصفح كروم أو في التنزيلات في الكمبيوتر وهكذا. وعندما أحتاج فكرة لاأجدها! لذا فكرت ماذا لو كان هناك مكان واحد أجد فيه كل هذه الأفكار التي أخطط لها حتى يكون الوصول لها سهلاً في المستقبل عند الحاجة ولأن الأشياء المطبوعة دائماً لها قيمة أعلى اضافة لأنّ هذه القيمة تزيد بمرور الزمن ويمكن أيضاً من خلالها مراقبة ذوقك كيف تطور وإلى أن وصل.
لذا قررت أنّ هذه الدفاتر ستكون مجموعتي المستقبلية وسأصنفها لمجموعات بحيث أطبع مايعجبني وأضيف عليه تعلقيات، أفكار، رسومات ولمسات خاصة بي، ومن يدري ربّما يكون أحد دفاتر الالهام هذه إرثاً جيّداً لأبنائي فيما بعد :) 

إذا أعجبتك الفكرة طبقها وابعث لي بصورة على حسابي في تويتر @m_gdesign 

الخميس، 4 أبريل 2013


أحست بالعبرة تخنقها.
فتحت النافذة أرادت لرئتيها أن تتسع، أرادت أن تزفر حتى تُخرج أوجاعها من كُلّها، لكن لم تكن ذراتُ الغبار لتسمح بذلك! 
مع أجزاء الثانية الأولى التي استنشقت فيها الهواء، غصت بعبرة أخرى، هذه المرة كانت عبرة حقيقة! تصاعدَ صوتُ سعلتها حتى خافت أن تُخرج ماأكلته قبل سويعات، حمداً لله أنقذتها قنينة ماءٍ تركتها لها أمها بالأمس. 

حملت نفسها وخرجت تبحثُ عنه.
في جوفها الكثير من الكلام لتقوله، تريدُ أن تحكي له عن كلّ ماصادفها خلال هذا الأسبوع؛ أولئك الذين سخروا منها، ذلك الموقف الذي أحرجت فيه، تلك الصديقة التي خرجت معها ذلك المقال الذي أعدته. شيءٌ ما في السياسة لم تفهمه وبحثها العلمي الذي يحتاج لمراجعة!
لديها الكثير الكثير مما خبأته له لتحكيه بشغف. فهو الوحيد الذي يسمع وهو الوحيد الذي يريدُ أن يفهم! 

خرجت تتراقصُ قدماها في خفة، فتحت الباب وأطلقت نظرها في كلّ الأرجاءِ تبحث، لكنّها لم تجده.
أخذت تحدّث نفسها وتخلق له عذراً تلو الآخر، مالذي شغله عنها؟ أيعقل أن لديه موعداً أهم؟ انتظرته طويلاً وهي تأمل نفسها أنّ الساعة القادمة ستحمله إليها. خاب توقعها، واختنقت هذه المرة بعبرةٍ أشد.

رجعت لغرفتها تقودها الظنون. لم تعتد على اخلافه وعوده، لم ترد أن تصدق أنّه يمكن أن ينشغل بماهو أهم. ألقت بنفسها على الفراش ودمعتها لم تلبث أن رطبت خدها الذي تأذى من الأتربة. نامت وهي تتمتم:

"غابَ قمري وتركني وحيدة!"

السبت، 23 مارس 2013

كلمة درّة كلّية التصاميم



قرأت مرة كتاباً حمل سؤالاً أثار في نفسي الكثير؛ ماذا سيخسر العالم بعدك؟ 
منذ تلك المرحلة المبكرة من عمري، قطعت على نفسي وعداً بأن حياتي لن تنتهي هكذا، أنّ على أحلامي وطموحاتي أن تكون عالية جداً. وضعتُ لنفسي هدفاً: بأن أكونَ سبباً في تغيير العالم، وألا أترك أيّ فرصة تأتيني تقرّبني من هذا الهدف إلا وأغتنمها، ولعل هذه المناسبة هي إحدى هذه الفرص

يقال؛ اذا أردت أن تعرف الإنسان، فاسأله عن طموحه. وأريدُ أن أشارككم بعضاً منه، لعلكم تشهدون تحققه يوماً ما.
عندما يُعطيك الله ميزةً عن بقيّة أقرانك، سواء في المهارات أو في طريقة التفكير أو في أسلوب الحياة هو شيءٌ يجعلك في تحدٍّ دائم مع نفسك: كيف سأقدم الأفضل فيما أجيدُ أصلاً عمله؟ وقد وهبني الله من هذه المهارات ماأشكره عليها في الليل والنهار. ولطالما حرصت على استثمارها وتطويرها في شتى المجالاتمسؤوليتي تجاه ديني كانت هي دائماً الدافع الأقوى خلف كل اجتهاد.

في الفترة الأخيرة دائماً كنت أتساءل: كيف أتخيّل نفسي بعد ١٠ سنواتٍ من الآن؟ ومثل هذه الأسئلة تبعث في النفس الحيرة وقد تأخذ منك وقتاً كثيراً جداً. في النهاية عرفتُ بالضبط ماأريدُ أن أكونه في المستقبل. أريدُ أن أكونَ شخصاً مُلهماً، شخصاً يشجّع كلّ من يسمع عنه أو يقابله على تحقيق طموحه، والسعي لنجاح أكبر. كيف؟  بشخصيتي، بنجاحي في مجال عملي، بخدمتي لوطني، وحفظي لديني

أؤمن بشدة بأنّ هذا الوقت هو وقتنا، وبإمكاننا تحقيق الأفضل لأنفسنا، لفخرِ عائلاتنا، لتخصصنا، للوطن وللعالم أجمع

هدفٌ كهذا قد يبدو صعباً أو مستحيلاً لكنّ شخصاً أخلصَ نيّته لله، وسعى ولم يبدد جهداً لابد أنّ الله لن يضيّعه.
وعلى مرّ العصور، أولئك الذين فكّروا بطريقة مختلفة وأصرّوا على تحقيق مايريدون هم الذين وصلوا وغيّروا العالم

النجاح العظيم ما هو إلاّ سلسلة من نجاحات صغيرة متصلة. أنا الآن أخطو خطواتي الأولى لتحقيق هدفي، وأنتم جزءٌ مهمّ منه :) 

١٧- مارس - ٢٠١٣ 

تأليف: مريم بنت عبدالرحمن

مؤخراً اتضح لي الكثير من الأشياء،
أنا أكتب لأراجع أفكاري، لأقراأ نفسي بين الحين والآخر وغالباً لأتنفس. 
ليست عنصرية لكنني أؤمن بكلّ الذين اختاروا الكتابة وأتقنوها كوسيلة. كنتُ مقتنعة بأنني أريُد أن أؤلف كتاباً الآن، لكنني عدلت عن هذا الحلم أو أجلته قليلاً بعدما قرأتُ تغريدةً تنتقد معرض الكتاب الذي أقيم مؤخراً في الرياض، قال فيما معناه أن كلّ شخصٍ أصبح بمقدوره الكتابة ونشر مؤلفاته حتى فقدت الكتابة هيبتها.
إنّها المرة الأولى التي أفكر بهذه الطريقة وقد اقتنعتُ تقريباً بها! عندما نقرأ فنحنُ نضيّع وقتنا لأفكارِ شخصٍ آخر أو قصته أو نصائحه، هل عندي حقاً مايستحق أن يضيّع شخصٌ وقته لأجله؟ 
أعني مالذي سأكتبه وسيكون بكل تلك القيمة؟ سأجعل أحدهم يدفع ليقرأ شيئاً مني! 

أجلّتُ فكرة نشر كتابٍ لأجلِ لاأعرف أين ينتهي وحتى ذلك الحين سأكتفي بالتدوين على الأقل هُنا تضييع الوقت يتم في صورة أسرع وبطريقة يمكن بها انتقاء مايُقرأ وليس العلوق مع شيءٍ من مئة صفحة أو مايزيد. 

عندما أكتبُ كتاباً أريده ذا قيمةٍ عالية جداً، أريدُ لمن يقتنيه أن ينتفع به وأن يفهم العالم بطريقة مختلفة، أريده مختلفاً وفريداً من نوعه وحتى أصل لكلّ هذا أحتاج الكثير من الأفكار لأبلور أفكاري وأخرج بشيءٍ يستحق حقاً الاقتناء! 

الجمعة، 8 مارس 2013

مؤخراً اكتشفت سبباً آخرَ يدعوها للعمل. كان ذلك نهاية يومٍ عاديّ عندما عادت من عملها لتجدَ اتصالاً من والدها، هاتفته فإذا به يسأل عن أحوالها وعن أمرٍ يريدُ له حلاً. 
عندما أنهت المكالمة. تأملت طويلاً، قبل سنين ليست ببعيدة من الآن كان أبوها هو مثلها الأعلى في كلّ شيء وكأنّ معارف الكون كلها كانت بين يديه،
تلك الفترة التي يُثرينا بالمعلوماتِ فيها أبوانا، ننبهرُ بهم جداً ونخبرُ كلّ أصدقائنا عن مدى روعة أحاديثهم،
تمرّ السنين وإذا بهذه الروعة تتلاشى شيئاً فشيئاً وخصوصاً مع التقدم التكنولوجيّ العجيب. نصبحُ أكثر تحضراً ومواكبة للعصر منهم، ويصبحون فجأة "دقة قديمة" وشيئاً فشيئاً نتفوق عليهم في أكثرِ من مجال ويلجؤون لنا بصورةٍ لم تعتقد أنّ أحد الأطراف تخيّلها يوماً. 
عندما ينظرُ إليها أبواها بهذه الصورة التي كانت يوماً صورتها عنهم; الشخص الذي يُلجؤ إليه عند الأزمات، عند الحاجة لاستشارةٍ ما، عند البحثِ عن حلول، عندما يهاتفونها ليس فقط ليسألوا عن أخبارها ولكن ليستفيدوا من شيءٍ ما تعرفه ويغيبُ عنهم،

تأملت طويلاً في هذا الحال وقطعت على نفسها وعداً بألا تتوقف عن التعلم، وأن تكونَ الأفضل دائماً حتى يظلّ والداها فخورَين بها وحتى لايلجآ لسواها عندما يعوزان أمراً ما. 

تأملت طويلاً في كلّ الأسباب التي تدفعها يوماً بعد آخر للاستيقاظ في الصباح الباكر، للعمل، للقراءة ، للتطوع والنجاح، تأملت طويلاً، وأضافت لكلّ هذا سبباً جديداً. 

الأربعاء، 20 فبراير 2013

Graphic design as a major

كثير من الأشخاص يسألوني عن الجرافيك ديزاين كتخصص ومستقبل وظيفي. وفي بالمجتمع الكثير من الأفكار المغلوطة عنه. اللي يقولك هو مجرد هواية واللي يقول طقطقة عالفوتوشوب واللي يقول نفهمه بكورس وطبعاً هذا الكلام كله ماله أساس من الصحة.
التصميم الجرافيكي، أو تصيميم الوسائط المتعددة والمطبوعات، هو أحد فروع الديزاين يعني السنوات الأولى من دراسته تتضمن تاريخ الفن وأساسياته كعلم وكطريقة في التفكير.
سنة أولى على سبيل المثال ناخذ elements of design الخط، الشكل، اللون وهكذا.. أخذنا مفاهيم التصميم من تجريد abstract وكيف ممكن نستلهم الأفكار ونكون مبدعين، والمواد العامة من انجليزي وفيزيا ورياضيات وكذا

الجرافيك ديزاين هو فن، والفن مجالاته مالها حصر، الجرافيك ديزاين هو visual communication أي طريقة لتوصيل المعلومة عن طريق شي مرسوم أو مكتوب.

مجالات التخصص تشمل: الباكجنق اللي هو تصميم المنتجات والانفوجرافيكس اللي هي عرض مجموعة من المعلومات بطريقة مرسومة ومبسطة، ويشمل التايبوغرافي؛ اللي هو عالم الخط الواسع. برضو يدخل ضمنه تصميم المنشورات والكتب من الغلاف إلى الصفحات الي داخل.
المجال اللي في تحدّي كبير وبالنسبة لي ممتع جداً هو advertising اللي هو عبارة عن تسويق أو دعاية وإعلان للمنتجات أو الأفكار. وطبعاً يدخل ضمن الجرافيك تصميم الهويات والشعارات اللي هو أول شي يطرأ ببالك لمن تسمع عن هذا لتخصص.
للأسف كثير من الناس تحصر الجرافيك ديزاين بتصميم الشعارات لان أغلب طلب السوق كذا بس المجال أوسع بكثير جداً. تصميم الشعارات هو أحد فروعه لكن لايعبّر عنه تماماً.

الجرافيك ديزاين يعتمد عالتجارب كثير والملاحظة، قد ماتجرب طرق وألوان وخامات قد ما تتطور مهاراتك في التعبير عن الفكرة.
الرسم جزء مهم من الجرافيك، رسم الأفكار، رسم الخطوط، رسم الشخصيات، قد ما تكون عندك مهارات عالية في هالمجال قد ما يساعدك هالشي تبدع. لكن ما يعني اذا انت ماتعرف ترسم إنك فاشل في هالمجال، لكنّها مهارة مطلوبة أكيد وقابلة للتعلم

بالنسبة للمواد اللي ندرسها، في المواد النظرية؛ تاريخ الفن والطباعة وفي البرامج؛ فوتو شوب، اليستريتور، أدوبي ان ديزاين وبرامج الثري دي. وفي مادة الديزاين الأساسية اللي تأخذ أكبر عدد ساعات بين المواد"الاستديو" ونأخذ مواد عملية وهي النسبة الأكبر بين موادنا؛ photography, illustration, typography, publication, production, branding وهيك شي ..

التخصص زي أي مجال تصميم، يأخذ منك حياتك، عشان تبدع لازم تعطيه كل وقتك وجهدك، عشان تطلع معاي أفكار أحياناً تضطر تفكر تفكر وتفكر وأكيد تبحث، مهارات البحث شي مهم جداً بعد، المراجع اللي تجمعها هي اللي تعطي تصميمك قوّة.
ويعتمد على شخصيتك من تقبّل النقد وتحمّل الضغط لأن مؤ كل شي بتسويه بيكون جيّد وقد ما تغلط قد ماتتعلم. القسم من الأقسام العملية، يعني لازم تودّع كثير من الزيارات والطلعات وفي ناس ماتتحمل كذا! الشي الأكيد إِنَّك قبل التخصص وبعده مستحيل حتكون نفس الشخص، وحياتك رح تتغيّر لأنو يفرض عليك أسلوب حياة ياتتكيّف معاه ياتسحب نفسك أفضل. طريقتك في التفكير، نظرتك للأشياء، المصمم مستحيل يكون شخص عادي في أي شي يسويه، طبعاً المصمم الصح -.-

أتكلم عن جامعة الدمام، التخصص لسه جديد وأول دفعة هالسنة بإذن الله تخرج، القسم قاعد يتطوّر جداً وبشكل سريع ولله الحمد وأشوف الدفعات الجديدة قاعدة تتعلم بطريقة مختلفة عننا من حيث المواد وأسلوب التدريس، وهذا شي جيّد جداً، عمادة القسم عندنا جداً متفهمين وأعدادنا قليلة. مبنانا حالته حالة بس يقولون يقولون بنغيّره ؛p

بما انو السوق يفتقد للسعوديين والمتخصصين في هذا المجال إلا من رحم ربّي، أغلب اللي موجودين متعلمين من أنفسهم وتشوف تخصصاتهم أو شهاداتهم مختلفة تماماً عن وظيفتهم. هذا مايعني إنهم سيئين، بس أكيد الشخص اللي درس جرافيك ديزاين لأربع سنوات في الكلية غير الشخص اللي تعلمه من نفسه :)

بعد الدراسة الوظيفة مطلوبة جداً ولو ان الشركات الموجودة لك عليها من حيث البيئة هذا غير أن بعضهم لسه مايعرف أهمية هذا القسم ولا يعرف قد ايش يحتاجه. وحقوق المصممين مسلوبة للأسف على عكس برا :"(
عموماً الجرافيك مجال له قدرة كبيرة على التأثير في الناس وهذي نقطة قوة ممكن تأثر على أشياء كثيرة من ناحية قوّة الشراء أو حتى الأفكار التوعوية والاجتماعية المنتشرة. ممكن تشتغل مصمم مطبوعات من إعلانات وبطاقات أعمال وكذا، ممكن يكون عملك في جريدة أو دار نشر، ممكن تكون مسؤول عن الانفوجرافيكس لشركة معينة، ممكن تشتغل ضمن فريق الادڤرتايزنق أو في تصميم الشخصيات الكرتونية أو كرسام ديجتال والمجال واسع جداً



أتمنى أكون غطيت أكبر قد من التساؤلات وإذا في أي استفسار آخر لاتترددون أبداً :)

السبت، 16 فبراير 2013

أحياناً نعتقد أننا تخطينا الأمر وانتصرنا على أنفسنا وعلى الزمن، لكننا نكتشف، وبتدخل المفاجأة أننا واهمون فقط.
أعرفُ هذا جيّداً عندما أشاهد فيلماً وأبدأ بالبكاء على أتفه مشهد ليس فيه أيّة عواطف. لكنه يثيرني أو يثير ماأحاول جاهدة اخفاءه، طمسه، تجاهله والوقوف فوقه. 
ربّما لأنني لاأتحدث كثيراً. ربّما لأنني خبّأتُ كل الأحاديث لشخصٍ لم يأتِ بعد. أحياناً أتمنى لو يسألني شخصٌ عمّا تخفيه عينيّ لأدعهما تجيبانه، لأبوح بكلّ تلك السيناريوهات التي لم يطّلع عليها أحد. 

أشتهي أن أركض بسرعةٍ خلف شيءً غير محدد، أشتهي الوقوف على قمة والصراخ بكل قوّة، أشتهي أن أعبّر دونَ خوفٍ دون احساسٍ بالسخرية أو الاحتقار! 

عندما أفكّر في كلّ تلك المواقف التي كبتّها بداخلي ولم أخبر بها حتى نفسي، حملتُها معي لسنين حتى باتت تكدّر عليّ منامي، تُفاجئني في أحلامي وتظهر لي سراباً أُجبر على مطاردته.
كانت أياماً وحيدة لازلتُ أتجرّعُ قسوتها! لا أعرف لمَ تصرفتُ بهذه الطريقة، لكن دونما شك أعتقد أنني أخطأتُ تقدير المسؤولية، حسبتها قهر نفسك لأجل الآخرين والمضي وكأنّ شيئاً لم يكن. لكنني بخستُ نفسي حقها كما لايجب مطلقاً واليوم أدفع الثمن غالياً!


لو بإمكاني تغيير الماضي لفعلتُ الكثير الكثير، لكننّا نتعلم من أخطاءنا، وتلك الأخطاء الأكبر والأشد ضرراً هي التي نتعلم منها أكثر، هي التي تصنع منّا أشخاصاً جيدين، ناجحين والأهم مُلهمين. 

أقرأ أشياءَ قديمة كتبتها في مراحلَ مختلفة، أدرك كيف تطوّرت شخصيتي، أقرأُ نضوج أفكاري، وأقرأ أنني كبرت! 
يقشعّر بدني لهذه الفكرة. شيءٌ فطريّ يريدها، وجزء أكبر يهابها ويرفضُ القبول بها. يمرّ أمامي مشهد تلك الطفلة التي ارتدت يوماً شيئاً من ثياب أمّها، أغمضت عينيها، وتمنّت من قلبها أن تُصبح أمّاً! 

تغيّر الكثير الآن.

أعرف أنّ هناك شخصاً سيقرأُ هذا ولن يفهم، دائماً هناك من لايفهم. دائماً هناك من يسيء الفهم عمداً، لكنّ المفاجأة عندما تجد من يحاول. 

شكراً لكلّ أولئك الذين يحاولون :) 


Feature Post