الأربعاء، 31 يوليو 2013

ياخيرَ من نزل النفوس أراحلٌ؟*

هُناك الكثير مما يدور في رأسي، الكثير من المشاغل والكثير من الأفكار، لاأعرف متى سيكون هناك وقتٌ كافٍ؟ دائماً ينفدُ الوقتُ مني ولم يحصل مرةً أن كان هناك فائضٌ منه وأظنّ أنها مشكلة الجميع.
شاهدتُ في الأيام الماضية حديثاً عن علامات الساعة وأشراطها، هزّني هذا الكلام كما لم أشعر من قبل!
أيّ غفلةٍ نحنُ فيها اليوم؟ 
نظرتُ في التقويم فإذا برمضان قد بدأت عشره الأخرى!
ياألله مرّ الوقت كعادته سريعاً، وفي رمضان يتسارعُ الوقت أكثر وأكثر. 
قبل دخول الشهر خططتُ لأشياء كثيرة وأعمالٍ سأقوم بها لكنني لم أتمكن منها كلّها، شغلتني الدنيا، شغلني العمل، والجامعة، شغلتني أسرتي والالتزامات العديدة هُنا وهُناك، صحيحٌ أنّ احتساب الأجر في العمل يرفعُ قدره لكنني كنتُ أريدُ أن أتفرّغ لقلبي في هذا الشهر، كنتُ أريد أن أتصالحَ مع ذاتي وأن أجدد العهد كي أتمكن من مجاراة سنة قادمة بإذن الله.
السنةُ عندي تبدأ في رمضان، فيه أضعُ أهدافي وفيه أخطط للقادم. لأن النفس فيه تكونُ أقرب لخالقها والناسُ فيه يتحرّون الخير ويساعدون عليه، لذا فهو وقتٌ ممتاز للاستشارة والتفكير. 
صفاءُ الذهنِ مع الصيام والدعاء الذي نُردده ونسمعه ليل نهار، كلّ هذا يُعطينا أملاً وسكينة بأنّ "الدنيا لسه بخير"، الجميع في هذا الوقت يتعاون على البرّ والجميع يريدُ أن يكسب الأجر، هذه الهمّة التي نراها حولنا ونقرؤها في تغريداتنا ونشاهدها في البرامج المتنوعة. هذا النوع من الرجاء فيما عند الله والرغبة في التوبة يعطيني شعوراً جيّداً بل ممتازاً للغاية.
اليوم هو الثاني والعشرين من شهرِ رمضان. أكثرُ ما هزّني في حديثِ يوم القيامة أنّه فاقَ ماأتصور من أشياء!
لو تفكّرنا في الحياة الآخرة التي تنتظرنا لراجعنا أنفسنا واتجاهاتنا وأفكارنا والخواطر التي نحدّث بها أنفسنا، لو فهمنا حقاً لكانت حياتنا لاتُشبه هذه الحياة بأيّ شكلٍ من الأشكال، لو أدركنا أننا سنسأل لوحدنا عن كلّ مثقالِ ذرّة عملناه وأنّّ كلّ مانسيناه مكتوب ومسجّل منذ أن كُلّفنا بالفرائض لما تكلّمنا دون أن نفكّر ولما اتبّعنا لمجردِ الاتباع.
دعونا نراجع أنفسنا في الأيام القليلة الباقية، دعونا نخرج من رمضان بقلوبٍ سليمة همها الجنّة وغاية مُناها أن تحظى بشرفِ رؤية ربّها تبارك وتعالى، دعونا نُقبل على الله ولا نُضيّع ماتبقّى. الدنيا لن تتوقف أبداً وقد أعطيناها من الوقت مايزيد على ما تستحقه، لنُعطي العبادة وقتها علّها تكون البداية لحياة تنتهي برضا الله.
ومن يضمنُ لي عُمره ؟



أنصح بالاستماع لهذا المقطع
http://www.youtube.com/watch?v=DWf9emCpGsM

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Feature Post