الأربعاء، 26 يونيو 2013

السادس عشر من شهر شعبان


تزينّا كأنه العيد! 
رائحة العود تعمّ المكان، المباخر مجهزّة، القهوة معدّة على أحسن طريقة والتمر قد وضع في السلال استعداداً للانطلاق. 
كان هناك شعور سعيد جداً، العائلة كلها مجتمعة، الأقارب الذين حضروا من كل مكان، والفرحة التي اعتلت الجميع تماماً مثل يوم العيد.
في الخامسة مساءً انطلق الموكب نحو جامع أحمد بن عبدالرحمن الغامدي يرحمه الله. قد يسأل أحدهم لمَ كلّ هذه الأهمية؟ لأن هذا الانسان لم يكن يوماً عاديّاً ولذا فارتباط اسمه بأيٍّ كان لن يكون أبداً عادياً وسيصبح ذو شأن على الأقل لمن عرفه. 

حظيتُ بفرصة العيش مع جدّي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته لما يقارب الست سنوات أو تزيد، وقد كنتُ في سن تكوّن وجهات النظر والأفكار وكان له رحمه الله الدور الأكبر في صقل شخصيتي على ماأنا عليه اليوم. 
اليوم وبعد مرور ست سنواتٍ ويومين على وفاتِه لاتزال تلك التفاصيل الصغيرة جداً عالقة في ذهني وكأنني للتوّ عشتها معه، لازلت أذكر بالتفصيل كيف كنّا ننتظره ليصل من عمله للمنزل، نتسابق للسلام عليه و"آخر واحد أم عيال" يذهب ليرتاح، يشرب عصير البرتقال ويأكل شيئاً من التفاح ثم يحين موعد الغداء، نجتمع جميعاً حول المائدة ونتحدث كلٌّ عن يومه، "ايش أخذتِ اليوم يامريم؟" ثم بعد أن يُنهي كلّ منّا الاجابة، يحكي لنا شيئاً من التاريخ، أو قصةً حصلت له يوماً ما، ولا أظنّ أنّ أحداً جعلني أحبّ التاريخ أكثر منه، ولاأظن أن أحداً لقنني حِكماً كما فعل.
لازلت أذكر حبّه لشرب "الحليب مع هيل وزنجبيل"، لازلتُ أذكر سؤاله لنا عن سورة الكهف يومَ الجمعة، وكم حفظنا من السور في أيام الاجازات.
كنتُ أعدّ كعكة الزبادي وكان يحبّها لأنها "خفيفة" وأذكر يوماً أنني أعددتُ شيئاً ذو مذاقٍ هنديّ فقال لي فيما معناه:"حلو الواحد يعرف طبخات لكن نبغا أكل البلد". 
 زرع فيني حب القراءة وكنتُ أشاهد اقباله على الكتب، لازلت أذكر كتب الموسوعة العربية الخضراء التي كان يقرؤها، ولازلت أذكر البحث الذي أعددته في ثاني متوسط عن التدخين والذي استشرته فيه. كنتُ أريد معلومة من النت لكنّه علّمني كيف أحصل على المعلومة من الكتب. 
وحتى عندما كان يؤُمّنا للصلاة، نجتمع كلنا، يكبّر، يقرأ في الركعة الأولى: {ياأيّها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ماقدّمت لغد واتقو الله إنّ الله خبير بما تعملون...} ثم يكمل السورة في الركعة الثانية. كان يقرأ أواخر الحشر وأواخر البقرة كثيراً، ولازالت اليوم راسخة في ذهني أحفظها من ترديده وتُذكّرني كثيراً به. 
أسألُ الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجمعنا به في الجنّة. 
هذه الشخصية العظيمة والتي لا أشهد لها لوحدي، بل ولله الحمد كلّ من عرف جدّي شهد له بحسن الأخلاق، بالحكمة، بالدين وبحبّ مساعدة الآخرين. ولربّما غابت عنّي جوانب أكثر. 

الرجال العظماء لابدّ أن تسطّر سيرُهم بماء الذهب. وأنا اليوم إذ أكتب أرجو يكون هذا من برّي به يرحمه الله. 

في الأمس وعند ذهابنا للصلاة الأولى في مسجده يرحمه الله، تجددت عندي كلّ هذه الذكريات، وغمرتني السعادة.
 حتى بعد موته، لازلنا تلك العائلة الواحدة التي لم تُفرقها الصعاب، ولازلنا نتذكرّه في تفاصيل حياتنا كما لو أنه لازال بيننا. 
الموقف كان مهيباً، ليس لعظمة البناء فقط، بل لكونه بيتاً من بيوت الله، أسأل الله أن يجعله مباركاً وأن يطرح حبّه في قلوب العباد، وأن يتقبّله ويجزي جميع من قام عليه خير الجزاء. 

أريد لأطفالي أن يعيشو جوّ أسرةٍ يُشبه ماعشته مع جدّي رحمه الله، أريدهم أن يعرفوا عنه، وأن يحبّوه كما أحببته وأن يشعروا بالفخر تماماً كما أشعر به الآن. أريدُ أن أغرس فيهم نفس القيم، العائلة، التعليم، حسن الخلق وممارسات صغيرة مما كنّا نشاهده ويترك فينا أثراً كبيراً. 

اللهم أكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقّه من الذنوبِ والخطايا كما يُنقّى الثوبُ الأبيضُ من الدنس، اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنّة، اللهم اجمعنا به في الجنّة اللهم اجمعنا في الجنّة مع أهلينا وأحبابنا ياربّ العالمين. 
آمين. 

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

الأسبوع الثالث

هذا الأسبوع مختلف. 
أنهيت اليوم اليوم الثالث من دورة مهارة الادارة القيادية، وأنهيناه بطريقة مختلفة. اصطحبنا مدربتنا د. ريبيكا نستور إلى مجمع الراشد وبما أنها الزيارة الأولى لها للمملكة، فقد أحببنا أن نريها شيئاً من حياتنا. 
ردة فعلها تجاه الأمور التي نخبرها بها جميلة جداً، وهي شخص ودود وقيادي ناجح. تعلّمت بعض الكلمات العربية وقررت اكمال تعلم اللغة. أعجبتها رائحة المسك والقهوة العربية أيضاً. 
كانت تسأل كثيراً عن غطاء الرأس وعن المرأة في السعودية، ووجدت نفسي سعيدة وأنا أنقل صورة مختلفة عن القوانين في بلدي لشخص يزورها لأول مرة. 
أعطاني هذا شعوراً جيداً وأحببت التجربة. 
هذه الأيام الثلاثة كانت تجربة جميلة، المرة الأولى التي أكون فيها متفتحة للآخرين بأفكاري وحتى مشاكلي. كانت مليئة بالتمارين العملية والأنشطة الجماعية التي ساعدتني على تكوين علاقات جديدة جيدة.
كنّا نجلس في مجموعات من أربع بحيث يطرح كلّ منا مشكلة تواجهه وينتظر حلّاً من باقي الأفراد. تدربنا على مهارات الاصغاء والأسئلة الذكية. 
الأمر الذي أحببته بشدة إلى جانب كلّ هذا هو فكرة "Network" أو علاقاتك الاجتماعية مع الآخرين. ركزنا كثيراً على أنّ الوصول لأي نجتح يعتمد على هذه العلاقات وصنفناها بطرق مختلفة. مثلاً: هناك أشخاص مشجعين وأشخاص محبطين. هناك أصدقاء وهناك أعداء. هناك أشخاص يحضرون لك فرص جيدة وهناك أشخاص ينتظرون منك اعطاءهم الفرص. هناك أشخاص يؤمنون بقدرتك على النجاح وهناك أشخاص يشكلون مثلك الأعلى في النجاح. وهكذا. 
ترتيب هذه العلاقات تتيح لك فرصة لتعرف كم من الأشخاص المفيدين في حياتك، وعندما تقع في مشكلة أو تحتاج لمساعدة أو فرصة ستعرف لمن ستلجأ. كنّا نعبئ الخانات بأسماء أشخاص ربّما لانتحدث معهم يومياً وربما أسماؤهم فقط في أجهزتنا لكنهم مفيدين جداً وقد تكون فرص نجاحنا معهم كبيرة جداً. 

هذه النصائح البسيطة اضافة إلى كلّ الطاقة الايجابية التي حملناها معاً كانت دافعاً قويّاً لنا لننجز أكثر.
في النهاية قمنا بتحليل مواطن الضعف في شخصياتنا، واتفقنا أن نجتمع العام القادم في نفس هذا الوقت وقد عملنا على تطويرها واضافة نقاط قوة أكثر لشخصياتنا :) 


الاثنين، 24 يونيو 2013

التدريب الصيفي- نص أسبوع

انشغلت بشدة في الأيام الماضية، لذا لم أكتب، وأعتذر لكل من كان بانتظار معرفة المستجدات فيما يتعلق بالتدريب. 

 أدركت أنني هذا الصيف أتعامل مباشرة مع شخصَين لايعرفان المستحيل، أستاذتي في الجامعة والمسؤول عننا في التدريب. فكّرت في نفسي: "لابد أن أستفيد من هذا الأمر"! 
أن تكون شخصاً غير متذمراً شيء صعب جداً خصوصاً عندما يكون كلّ شيء حولك يشجع على التذمّر. والأصعب أن تكون أنت المبادر في الحديث الايجابي وعدم الاستسلام. ولاأعني هنا الكلام بل المبادرة بالأفعال. 

في مجال مثل الجرافيك ديزاين، إن كنت من الأشخاص الانهزاميين الذين يستسلمون بسرعة فلن تحصل على شيء، لأن هذا المجال يعتمد بشدة على التجربة وتقبّل النقد بشكل مباشر، لأنك حين تنتهي من التصميم "المبتكر" في نظرك عليك أن تعرضه على جمهور والذي عادةً يشكّل فئة كبيرة جداً ومتنوعة من الأشخاص الذين لايمكنك حصر اهتماماتهم أو خلفياتهم الفنيّة.
وحتى وإن افترضنا أنك ستعرضه على عميل محدد، لايزال عليك اجتياز حاجز الخوف من اظهار ماتظن أنّه أفضل مالديك ومع ذلك استقبال النقد برحابة صدر. 
لذا عندما تكون عندك مهارة "عدم الاستسلام" ستبلي جيّداً. جيّداً جداً. 

هذا الأمر ليس سهلاً أبداً ولم يكن يوماً، الموضوع يحتاج لممارسة ولأشخاص يساعدونك كما حصل معي. 
لستُ انهزامية، لكن كلٌّ منّا يمرّ بلحظات يفكّر فيها "لقد بذلتُ كلّ ماعندي" لكن أن تكون عندك الروح لتواصل من جديد والتفكير في كلّ الخيارات التي غابت عنك، هذه المهارة في نظري تستحق الاعجاب! 
قد يقول البعض، ليست مشكلة الموضوع سهل، لكنّ الكلام أسل صدقني، المحك عندما تتعامل مع الشخص في عمل أو داخل فريق، ثم يحدث وتواجهون بعض الصعوبات والتي قد تكون أساسية، مثل نقص المواد الخام، أو قلة الميزانية، أو عدم رضا العميل. ضع نفسك في هذا الموقف، كيف ستتصرف؟ "مو مشكلتي" أم أنّك ستبدأ في التفكير في البدائل حتى لو كلفتك المزيد من الوقت والجهد الغير مضمون في نهاية الأمر، وأتحدث هُنا عن الروح التي ستواصل بها العمل حتى وإن كنت مضطراً في كل الأحوال على انهاء العمل.  

إن كنت من الفئة الثانية، تهانينا لقد حصلت على كامل احترامي :) 

الأحد، 16 يونيو 2013

التدريب الصيفي- ٧

سبعة أيام فقط. حسناً أحسّ بأنها كانت سنة أو أكثر، الأيام ثقيلة جداً ولكن عندما أفكر لم يبقَ على رمضان سوى ثلاث جُمع أصاب بالهلع. 
اليوم كان طويلاً، أحد تلك الأيام التي تنام فيها ثلاث ساعات وتحسب أنّ الصباح قد طلع ثم تستيقظ على أذان المغرب وتحسبه الفجر، معقد قليلاً الشعور لكنّه غير جيّد على كل حال. 

اليوم بدأت بتصميم اعلان للجريدة عن خدمة يقدّمها المكتب الذي أعمل فيه. عندما تجرب أشياء مختلفة أو بالأصح تضطر أن تقوم بها، تتقلص عندك الخيارات أعني فيما يتعلق بما تحبّه وماتريد أن تقوم به لبقية حياتك. 

مثلاً، عالم التصميم واسع جداً وهو مليء بالتخصصات المختلفة مثل الرسم الرقمي ورسم الشخصيات الكرتونية وعالم الخط بأنواعه وهناك تصميم الشعارات وهناك أيضاً تصميم الاعلانات والقائمة تطول، وفي أثناء الدراسة يكثر السؤال، أين تجد نفسك؟ والجواب مُبهم غالباً والصورة غير واضحة، لذا عليك أن تجرب وأن تضع نفسك في خارج نطاق الأمان الخاصة بك حتى تكتشف ميولك. 

أذكر أول كورس رسم في الجامعة أصابني هلع غير طبيعي، وكنت أخاف من هذه المحاضرة بشكل أليم، لكن مع الوقت زادت ثقتي بنفسي وأصبحت أقدّر كل قطعة أقوم بها مهما كانت صغيرة. المسألة مسألة وقت وشيء من التعوّد. 

المهم أنني وتصاميم الجرائد والشعارات لسنا أصدقاء جداً، لذا كان اليوم تحدّياً بالنسبة لي. حتى وإن لم أحبه لكن عليّ أن أتأقلم مع تقبّل المتغيرات والأشياء الجديدة. 
أرجو أن ينال اعجابه وأن أخرج بشيء أكون راضية عنه. 

متحمسة للغد وياربّ يكون يوم حلو للجميع :) 

السبت، 15 يونيو 2013

التدريب الصيفي - ٦

بدأنا الأسبوع الثاني ونحنُ نأمل أن تكون الفائدة أكبر من السابق. وكعادة البداية، لم نكن قد انسجمنا مع طبيعة الدوام وكان من الصعب التنسيق بين الجامعة والعمل والمناسبات والارتباطات التي لاغنى عنها في فصل الصيف. 
الحقيقة أكثر ما أكرهه في كل هذه التجربة، أنني لن أحظى بالوقت الكافي لأمارس نشاطات شخصية لاتتعلق بشيء وليس منها فائدة سوى أنها سترفّه عني. بعد سنة كاملة من الجهد المتواصل يحتاج المرء لقليل من الراحة، إضافة إلى أنّ نهاية هذه الإجازة يعني بداية السنة الجديدة وبحث التخرج وبالعربي:"كرف سنة خامسة" نسأل الله الإعانة. 
لكنّ عزائي أنّ المؤمن لايرتاح إلاّ في الجنّة. وفي كلّ صباح أجاهد نفسي في استحضار فضل طلب العلم والسعي للعمل، لعلها تشفعُ لي عندما أسألُ عن شبابي فيما أفنيته!
اليوم كان فيه شيء من الرتابة، منذ الصباح ونحنُ نفكر في كيفية كسب هذا العميل الذي بدأنا معه منذ الأسبوع الفائت. لسنا نفهم بعد ما يريده بالضبط وأعتقد أن بيننا تواصلاً ليس بالجيّد. 
كنّا سعداء بأفكارنا العميقة وقدمنا له لوحة في اعتقادنا ممتازة لكنها لم تعجبه ببساطة. المشكلة أننا فكّرنا بينما أراد هو " كم صورة وكم لون"!
اليوم عملنا على فكرة جديدة، حاولنا أن نجمع بين مانفكّر فيه ومايريده. المضحك في الموضوع هو تعابير أوجه الأشخاص عندما يرون مااستغرق منك طول النهار لتعمله.
 تعابير غريبة ياأخي! 

المهم، اليوم قمت بالمساعدة في طباعة عمل ساهمتُ في اعداده، لاشيء يضاهي شعور طباعة التصميم الناجحة وفي المقابل أخطاء الطباعة تصيبك في مقتل وتقضي على مستقبل التصميم. 
قليلٌ من التوتر، وبالمناسبة بعد تعديلاتٍ أجريتها على الملف قرر البرنامج أن يتوقف على العمل واضطررت لاعادة كل شيء من جديد! 
لم يكن يوماً جيّداً لازلنا نحاول استيعاب الخلافات بين سوق العمل والمجال الأكاديمي، المجال الأكاديمي أكثر أماناً أعتقد،  ورغم كل الضغوط التي فيه إلا أنّه أقل تحدّياً من تغيّرات السوق وعملائه من الطبقات المختلفة. وأظن أنّ اعتياد هذا الفرق سيستغرق منّا أكثر مما كنا نتوقع. 

الخميس، 13 يونيو 2013

التدريب الصيفي- نهاية الأسبوع الأول

ثورة على السوق

الحياة دائماً تفاجئك بأشياء لم تخطط لها وكإنسان منظم لاتعجبني المفاجآت خاصة فيما يتعلّق بالعمل أو الدراسة. أعتمد كثيراً على قائمة المهام وأحب أن يكون يومي فيه أهداف أنجزها بنهايته. لكن تجري الرياح ... 
نهاية الأسبوع الأول من التدريب الصيفي. كبداية كانت جيّدة وفي آخر يومين تعلّمنا أشياء مهمة للغاية تميز العمل عن الدراسة. 
في الدراسة هناك دائماً وقت كافي يقدره الأستاذ المصمم وهو يعرف طبيعة عملك ومايحتاجه. في السوق العميل دائماً مستعجل ويبحث عن أفكار سريعة التنفيذ بمقاييس جودته لا بخلفيتك الأكاديمية. 
في الدراسة الفلسفة التصميمية ترفع من قيمة العمل بينما السوق يريد شيئاً له قيم جمالية بغضّ النظر عن فلسفته. 
في الدراسة أنت تتعامل مع فئة مختلفة تماماً والجمهور عادة هم أشخاص يقدرون الفن ويعرفون قيمة ماتفعل أما السوق ففيه الكثير ممن يعتبر ماتقوم به "طقطقة فوتوشوب" ويجد صعوبة في تقبّل تخصصك. 
لاأتحدث هُنا عن الكلّ لكن هذا ماواجهناه. أغلبية العملاء لايقدرون البحث الذي نقوم به ويريدون فقط أن يعرفوا النتيجة النهائية "الجميلة". -وأقول هنا أغلبية من خبرتي التي لاتتجاوز سنتين في العمل مع فئات مختلفة من المجتمع-

كنّا نعمل على مشروع استغرق منّا ثلاث أيام بمعدل ٦ ساعات يومياً، واكتشفنا بعدما سلمنا العميل المشروع مبدئياً أنه كان يريد منّا مايستغرق ١٠ دقائق. 
-صدمة؟ 
-جداً! 
-لابأس هكذا نتعلّم. 
صعب جداً أن تقنع نفسك بهذا الأمر والأصعب أن تنسى كل الفلسفة التي تعلمتها لترضي عميلك. كيف تجمع بين الاثنين؟ كيف تقنع العميل بفكرتك الجديدة وفي نفس الوقت تعمل بشيء ترضا عن قيمته بمختلف المقاييس. 
نتفق جميعاً أنّ السوق يحتاج لتوعية بما يتعلق بالجرافيك ديزاين. مثلاً في هذا المشروع استخدمنا "trend" المستخدم حالياً في مجاله، لكن بالنسبة لمجتمعنا تعتبر قفزة جريئة صعب أن يتقبلها الجمهور بهذه السرعة. وقد أخطأنا في تقدير هذا الأمر للأسف. 
نحتاج لوقت وصبر أو "طولة بال" كما يقال ونحتاج إلى خطة مدروسة لهذه التوعية. 
أتمنى لو يكون هناك مجموعة متحمسة لهذه الفكرة ويكون لها راعي وميزانية بحيث نقوم بعمل حملة توعوية عن التصميم الجرافيكي. أهميته، مجالاته، آخر ماتوصلت له التقنية وماإلى ذلك. 
لايعني استخدام الألوان والرسومات المعقدة أبداً أنك أفضل أو أنّ لديك من المال الكثير كما هو سائد! الفن في البساطة، وقد تكون هذه وجهة نظري لوحدي، لكن فنيّاً هذا هو المتعارف عليه. ويمكنكم البحث في أي موقع مختص بالتصميم والمقارنة بينما نشاهده على الشبكة وبين واقع تصاميمنا. 
بحثت عن عميل مفضّل لكن للأسف; الرجال يريدون الخطوط القوية والمجسّمات والألوان الصريحة والنساء يبحثون عن التفاصيل والنقوش والصور الحالمة. والمصمم بين هؤلاء يريد أن يتميّز بفنه ويثبت نفسه في مجاله. 
كيف لطريقته أن تبرز وفي نفس الوقت يرضي ذوق عملائه؟ 
أعتقد لو أن أحد الشركات الكبرى تبنت "ستايل" أو نمط جديد في تصاميمها لكانت مثالاً يحتذى به لباقي الشركات. لكنّ الجرأة في التغيير تحتاج لوقت طويل. 

هذا الأسبوع كان مزدحماً جداً بين الجامعة والتحضير للملتقى وساعات التدريب. أتمنى أن يكون الأسبوع القادم أفضل. 

الاثنين، 10 يونيو 2013

التدريب الصيفي- اليوم الثالث

لازلت أجد صعوبة في مقاومة هذا الخمول لكن اليوم أفضل من البارحة بكثير. اليوم تعلمت شيئاً أعتقد أنه مهم جداً أثناء العمل.  
عندما تريد كسب العميل عليك أن تعطيه عملاً جيداً وتتحدث في السعر لاحقاً، خصوصاً عندما تكون في مرحة التأسيس. لايمكك أن تبدأ بمبالغ لاتتناسب مع سمعتك في السوق. الشهرة تأتي لاحقاً وعندها يمكنك أن تفرض شروطك كما تشاء، لكن في البداية هناك العديد من التضحيات التي لابد منها. 
لاتتنازل على حساب جودة العمل لكن الأسعار قصة مختلفة. 
أيضاً لايمكن أن يكون هناك مبالغ محددة للجميع. يختلف هذا على حسب العميل وعليك أن تتعامل بذكاء مع هذا الموضوع. يمكنك أن تصمم شعاراً بمليون ريال لمؤسسة ويمكنك أن تقنعها به وأنه يستحق. لكن لو قدمته لشركة أخرى فلن تجد سوى الضحك والاستهزاء بما تعمل. وكما ذكرت بالأمس أن تفهم العميل يعني أن تنجح في العمل! 
أيضاً لايمكنك الاعتماد على الآخرين في كلّ شيء. عليك أن تطور مهاراتك التي تحتاجها في العمل حتى لاتضطر دائماً للاستعانة بطرف ثالث، وأتحدث هنا عن المهارات التي يمكن اكتسابها كالرسم والتصوير وليس توفير المواد الخام والتركيب فهناك شراكة لايمكن الاستغناء عنها في المقابل. 
العمل مختلف تماماً عن الدراسة وأعتقد أنّ الهدف الأساسي من التدريب هو معرفة طبيعة هذا الاختلاف. نعتمد في السوق على سرعة التنفيذ وهذا في الغالب مايهتم به العميل وإلا فسبدأ بالبحث عن بديل. لكن في الدراسة نأخذ وقتاً في التفكير ووقتاً أكثر في عملية التنفيذ وهذا يعتمد على نوعية مصادرنا وامكانياتنا كطلاب. أما في المؤسسة فلدينا خبرة المؤسسة لتدعمنا وتسرّع من هذه العملية. 
الحمدلله الذي يسّر لي هذه الفرصة الطيبة في هذا المجال. أنا في هذه اللحظة متأكدة تماماً أن اختياري لهذا التخصص لم يكن خطأً بل كان توفيقاً من الله لأجد نفسي في المكان الذي أنتمي له. وأنا أجزم أنّ هذا الشعور هو نعمة لايحس بها أغلب الناس لذا هي تستحق الشكر وتستحق التخليد. 

#الحمدلله 

الأحد، 9 يونيو 2013

التدريب الصيفي- اليوم الثاني

الساعات التي نقضيها مع صاحب المشروع هي الساعات التي نستفيد منها، أما باقي أوقات الدوام فتشبه إلى حدٍ ما تجمّعنا في الجامعة وطريقة عملنا. 
اليوم تعلمتُ أن أفهم شخصية العميل قبل أن أعطيه أفكاراً تصميمية. هذا الأمر يختصر الكثير من الوقت والجهد على المصمم. وكأي علاقة وكأي تواصل ناجح لابد أن تفهم الطرف الآخر. طريقة تفكيره، الأسلوب الذي يعجبه، خلفيته الفنية وماإلى ذلك. 
عليك أيضاً أن تعرف أن العميل "دايماً فاهم ودايم عنده سالفة" حتى ولو كان العكس صحيح.
وفي علم الادارة تقول القاعدة الأولى: العميل دائماً على حق!
والقاعدة الثانية تقول: اذا اختلفت مع العميل فارجع للقاعدة الأولى! 
عندما يحس العميل بأنه في أيدي أمينة فسعطيك المال وهو مرتاح، لذا نجد في السوق تفاوت بين الشركات، منها من لديه عمل جيّد لكن عملاؤه قليل، ومنها من عمله أقل مستوى لكن عملاؤه راضون ولايريدون غيره! ومنها وهو قليل من جمع بين رضا العميل والجودة في العمل. 
تحدثنا اليوم أيضاً عن الطابعات وأنواع الورق والتسلسل الذي يمرّ به التصميم قبل هذه المرحلة وأثناءها إلى أن يصل للعميل. عالم الطابعات والورق والأحبار هو عالم مثير جداً! وللأسف مصادرنا حول هذا الموضوع قليلة والأشخاص المتعمقون فيه قلة أيضاً! عليك أن تكون ذكياً جداً لتتقن المهارة وعليك أن تستخدمها بطريقة بحيث تنتج مطبوعات بجودة عالية لكن بأقل صرف للحبر وبأقل تكلفة على العميل وهنا يكون لك التميز! 

بدأنا أيضاً بالعمل على مشروع جدارية ونحنُ متحمسات لنصل للنهاية :) 


المشكلة فقط أنني لا أعرف كيف أوفق بين ساعات الدوام وبين الأنشطة الأخرى! رغم أنني أنام مبكراً لكنني أعود من التدريب وأنا لاأقوى على فعل شيء، يصيبني الخمول وأريد فقط أن أرتاح :/
لاأريد أن أضيع باقي العطلة بهذه الطريقة وعليّ أن أجد حلاً سريعاً لهذه المشكلة. 

السبت، 8 يونيو 2013

التدريب الصيفي- اليوم الأول

منذ تاريخ اليوم بدأت مرحلة جديدة من دراستي الجامعية، مرحلة أقرب للجديّة وشيء لم أعتد عليه.
هي تجربتي الأولى في العمل الحقيقي بداخل مؤسسة أمارس فيها ماتعلمته خلال الأربع سنوات الفائتة من تخصصي وهو الجرافيك ديزاين أو تصميم الوسائط المتعددة والمطبوعات. 
التدريب الصيفي رغم أنه سيأخذ شهرين ومايقارب ٢٠٠ ساعة من هذا الصيف إلا أنني واثقة بأنه سيكون تجربة فريدة من نوعها تؤهلني للعمل الحقيقي بعد التخرج بإذن الله. 

سأكتب هُنا عن تجربتي وسأستفيد من كل يوم أستيقظ فيه وأذهب للعمل. 
لماذا؟ أولاً: لأنني متأكدة أنها تستحق النشر.
ثانياً: لأشبع الفضول عند الأشخاص المتحمسين لخوض هذه التجربة ممن هم أصغر مني، ولكم تمنيت أن يكون هناك شخص ليجاوب عن تساؤلاتي بخصوص التدريب الصيفي لكن لم يهتم أحد لحماسي لذا سأكون أنا ذلك الشخص المهتم ;) 

كلّ صيف كنت ألتحق بمركز أو نشاط تطوعي، الصيف الماضي على سبيل المثال كنت أعمل في الصباح كسكرتيرة وأقوم ببعض الأعمال الإدارية وفي المساء كنت أذهب لمركز غراس وأساعد في أحد الملتقيات للمرحلة الثانوية وبين هذا وذاك كنت أقوم ببعض الأعمال المسلية وأمارس هواياتي من قراءة ورسم أو تصوير. 
هذه السنة لن أتمكن من القيام بأيّ من هذه الأشياء نظراً لالتزامي بالتدريب لذا سأحرص على أن أستمتع بطريقتي الخاصة، وسيكون كل يوم مميزاً كفاية لأفعل فيه شيء جديد وأتعلم مهارة جديدة. 

بما أنّ اليوم هو الأول فقد أمضينا معظمه في التعرف على طبيعة العمل، وُكّلنا ببعض المهام وعَرفنا دورنا خلال هذه المرحلة. الجميل في الموضوع أنّ المؤسسة تثق بنا وهي متحمسة بقدرنا لترى مايمكننا انجازه. 
دائماً من المهم أن يكون قائد الفريق محفزّاً لباقي المجموعة. شيء آخر تعلمته اليوم، هو ألاّ تصرح بمصادرك للجميع. في نفس الوقت عليك أن تعطي بعض المعلومات حتى تصبح شخصاً يثق الآخرون به،  بعض الأسرار مفيد وأتحدث هُنا عن علاقات العمل وليس الأشياء الشخصية. هذه الأسرار قد تكون مصادر معلوماتك أو بعض الموردين أو حتى طريقتك في البحث، لكن الكتمان الزائد في المقابل سيجعلك أنانياً ولن تحصل من الآخرين على أي شيء. وكما تقول القاعدة المشهورة  التوازن مطلوب في كل شيء. 
من الأمور أيضاً التي تعلمتها اليوم، لاترفض الفرص التي تأتيك حتى وإن كنت قد فوضت شخصاً بالمهمة. بمعنى، أحياناً نلتزم بالعمل مع الأشخاص لأنهم الوحيدون المتفرغون حالياً وفق شروطنا أو مانرغب به، لكن ربّما يأتي شخص متمكن أكثر دون موعدٍ سابق، سيكون رفضه هنا نوع من الغباء لأن الهدف في النهاية هو جودة العمل وليس سرعته وخصوصاً عندما يكون أمر سيستخدم على المدى البعيد وسيخدم المؤسسة تقريباً للأبد. 

كان يوماً جيّداً كونه اليوم الأول، وربّما هناك أشخاص توفرت لهم فرص أفضل في العمل مع مؤسسات أكبر من التي أعمل لديها لكنني على ثقة بأن لاأحد سيجعل منها تجربة تشبه تجربتي بأي شكل من الأشكال، 

تمنّوا لي التوفيق :) 

Feature Post