الأربعاء، 2 يوليو 2014

"مشاكل اليوم مابدها حل امبارح" !

سامسونج أطلقت قبل فترة "الغسالة الذكية" شفت اعلانها قريب ومن ضمن الميزات العديدة الي أبهرتني إنّ فيها امكانية التشغيل بالواي فاي بمعنى لو الأم قاعدة بالصالة وحبت تشغل الغسالة تفتح أبليكيشن من جوالها وتعطي أمر "غسيل". 
هذي الصورة هي تطور طبيعي للثورة التكنولوجية اللي قاعدين نعيشها بس لمن يوصل الوضع إلى الغسالة وليش مركزة عليها هنا لأنّ الغسيل عملية أساسية في كل بيت، الثورة في الجوالات ممكن تصنف ضمن الكماليات على الرغم من إن الجميع أصبح يملكها، لكن لمن يوصل الموضوع لثلاجة، غسالة، تلفزيون، مكيف هذي الأشياء اللي تستهدف كل الناس بمختلف مستوى تعليمها وبغض النظر عن خلفياتها وتجاربها السابقة مع التكنولوجيا، وتخاطبها بلغة سهلة واضحة أساسية، لمن نوصل لهذي المرحلة يصير التنبؤ بالمستقبل شي صعب! 
هذا على مستوى العالم، طب على مستوى محلّي وين قاعدة تاخذنا الثورة التكنولوجية؟

أثناء فترة تسليمنا لمشاريع التخرج وبعد ماكنت مبهورة بتطور أفكار البنات من مجرد نظرية إلى مشاريع متكاملة مبتكرة تلامس قضايا اجتماعية نعيشها كل يوم، ورح تشوفونها قريباً بإذن الله، حضرت حفل تدشين أحد المناهج الجديدة. الشاهد في الموضوع إن المنهج استغرق العمل عليه سنوات طويلة وأعجبني كثير كمية الدقة واهتمامهم بأدق التفاصيل في كل اللي قدموه الله يعطيهم العافية.
صار لي فترة طويلة بعيدة عن طلاب الصفوف المبكرة لكن تفاجأت إن الوسائل التعليمية اللي كانت معروضة مع إنّ أفكارها مصممة لمنهج دقيق إلا أن مخرجاتها تشبه بالضبط الشي الي شفته لمن كنت أنا أدرس بالابتدائي. 
هالشي استوقفني كثير وتتابع هذي المواقف من ثورة سامسونج إلى أعمال الطالبات إلى هالمنهج اللي رح تعتمده الوزارة ورح يطبق للخمس أو العشر سنوات القادمة!
أتخيّل ايش كان ممكن يصير لو كان فيه قسم متخصص لتصميم المواد التعليمية والوسائل العملية لتوصيل المعلومات للطلاب والطالبات؟ الثورة اللي قاعدين نعيشها شملت كل شي من أفكار إلى مواد إلى تكنولوجيا إلى وإلى.. مو معقولة إني من ٢٠ سنة إلى الآن لازلت أستخدم نفس المواد بنفس الإخراج مع كل التطور اللي قاعدين نعيشه؟
يعني نتخيل كذا بيت فيه غسالة ذكية ويروح ولدهم المدرسة يلقى سبورة طباشير؟
أنا مش مع ان التكنولوجيا تطغى على التعليم بالعكس المواد المهارية وتعلم الحِرف ضرورة من ضرورات الحياة لكن لابد يكون للتعليم نصيب الأسد في مواكبة التطور لأن الجيل يُبنى من المدرسة ويتوقع منها تكون محضن يوجه الطلاب للاستخدام السليم والذكي لكل الأشياء اللي بسهولة في وقتنا الحالي يقدر يحصل عليها.

كم طفل عنده آي باد؟ على الأقل في كل بيت طفلين إلى ثلاث لكن كم واحد منهم يستخدم هذي التقنية في غير اللعب ومشاهدة يوتيوب؟ 

لمن أدخل على بيهانس وأتفرج على الأفكار اللي تستهدف أطفال المراحل الإبتدائية وأصغر واللي في نظري مرحلة مهملة في كثير من الأحيان بحجة إنهم "صغار" وأشوف الوسائل التعليمية المصممة وفق سيكولوجية الطفل وتعامله مع العالم الخارجي واستخدامهم للخشب والبلاستيك والوسائل "المصنعة" خصيصاً للأطفال بحيث تكون صديقة لهم، يعجبني وأنبهر وأرجع للواقع وألقى الأساتذة لازالوا بالدبل ستك والدباسة وصور الكلب آرت؟ ليش لازالت هذي الوسائل الأساسية تعتمد على اجتهاد المعلم ودرجة حرص المدرسة ومين اللي قاعد يراقبها؟  
فيه فجوة كبيرة وفيه مشكلة مو بس قاعدة تأثر على تقبّل الطفل للمعلومة لكن على مجتمع بأكمله! لمن يكون فيه فرق كبير بطريقة تلقي المعلومات بين مايعتبر رسمي وصحي ومفيد وآمن "المدرسة" وبين الحياة الحقيقية ومتطلباتها!
أي علم لمن نجي نتعلمه نبدأ من الأصل وكيف بدأ وكيف تطور إلى مانوصل للأشياء المتوقعة لهذا العلم في المستقبل. الحمدلله التقنية سهلت علينا خطوات كثيرة جداً واختصرت علينا بحث طويل في الكتب والمراجع وصار سهل علينا نقرأ تاريخ الأشياء ونبحث في أصلها، لكن المشكلة إننا نغرز في التاريخ ونوقف البحث. 
في مهارات كثير ومعلومات أساسية تعلمتها في الجامعة كنت أتمنى لو إني أعرفها من مراحل مبكرة، كنت رح أطورها من بدري ورح أعرف غيرها بصورة متتابعة وسريعة، لكن للأسف كان مفروض أستنى دخولي الجامعة ومحاضرة في سنة خامسة عشان أعرفها.

ماأعرف هل الخطاب هنا موجه للوزارة؟ للمصممين إنهم يتبرعون؟ أو للمدرسين عشان يجتهدون أكثر؟ كل اللي أعرفه إن فيه مشكلة مضايقتني جداً ومتحسفة على طاقات قاعدة تضيع في غير محل.  


Feature Post