الثلاثاء، 16 يوليو 2013

كل مرحلة يصلها الانسان في حياته، ماهيَ إلا بداية لمرحلة جديدة. كأبسط مثال، أذكر جيّداً فرحتي بالتخرج من الثانوية، وعندما ينتهي امتحان القدرات والتحصيلي تشعر أنّ الدنيا تبتسم وأن أكبر همومك قد انقضى، لكنني لم أكن أعرف أنّ تلك اللحظة كانت ضرورية لبداية رحلة طويلة جداً وليست الأخيرة. 
لم أكن لأستوعب هذا الأمر في تلك الفترة، لكنني الآن أفهمه جيّداً، ينتهي هذا الكورس في الجامعة وأخرج منه بمشروع رائع يثني عليه الجميع، أتوقع أنني أصبحت ملمة بأغلب خيوط الموضوع، لكن وعند أول مشروع حقيقي أتعامل معه، أكتشف أن هناك الكثير من الأمور التي لا أعرفها وأنّ كل ماتعلمته ماهو إلا نقطة صغيرة جداً في عالم التصميم.
ربّما تكون جمالية العلم والشيء المدهش فيه الذي يحثنا على الاستمرار في طلب المزيد، هو أننا لانعرف متى نتوقف. كلّ معلومة تجرّ التي بعدها وكلّ اكتشاف يأتي من يطوّره. 
التحديات في هذه الحياة لاحصر لها، الشيء الوحيد الصعب في كلّ هذا هو تقبّلك لفكرة أنّ ماتعلمته ماهو إلا البداية أو المفتاح لعالم واسع في الخارج ينتظرك. 
صادفني شعور غريب، وأظنّه قادني إلى كلّ هذا التفكير، كنتُ بدأت مشروعاً في الفترة الماضية وكأنني طالبٌ في الابتدائية يتعلّم الرياضيات للمرة الأولى، رغم أنّه كان في مجال الجرافيك، إلاّ أنّ كل مافيه جديدٌ عليّ ولم يكن سهلاً. في البداية صدمت، كنتُ أظنّ أن ماعندي من معلومات يكفي على الأقل في الوقت الحالي، لكنني أدركت أنّ المعلومة نفسها غير مفيدة ١٠٠٪ بمعنى، لو أنني تعلمت كل المفاهيم المختلفة ستظلّ هذه المفاهيم في تطوّر، وسيظل هناك العديد مما لا أستطيع الحصول عليه دفعة واحدة، لكنّ أهم مانتعلمه هو كيف نتعلّم.
الكلام فلسفي هنا لكنّه مهم ركّز معي، 
إذا تعلمت أساليب البحث المختلفة، مواقع جيّدة، كتّاب متخصصين، مصادر مختلفة للمعلومات، مصادر خاصة بك لايعرفها كلّ أحد، هُنا حتى لو كنت لوحدك، أقصد دون المعلم أو المجموعة، فستعرف كيف تنتج بالصورة المطلوبة. 
كما أسلفت الحياة كلها تحدّيات، ولا حدود لتطوّر العلم، علينا أن نواكب هذا التطوّر إن أردنا أن نظل متميزين في مانقوم به 
ليس سهلاً أن تصل لمرحلة ثم تكتشف أنك لازلت تحتاج أن تبدأ من جديد بعدها. لكنها سنّة الحياة ولك الخيار إمّا أن تكابر وتكتفي بما لديك، أو أن تستمر في التعلم بروح الطالب الشغوف. 
هناك شعور جميل جداً أشعر به عند كل محطة أنهيها وأبدأ من بعدها مرحلة جديدة، لذّة العلم في مختلف مجالاته ليس لها مثيل! والعائد هنا شخص مثقف، فِكر مختلف واحترام تكسبه من الجميع. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Feature Post