الخميس، 4 أبريل 2013


أحست بالعبرة تخنقها.
فتحت النافذة أرادت لرئتيها أن تتسع، أرادت أن تزفر حتى تُخرج أوجاعها من كُلّها، لكن لم تكن ذراتُ الغبار لتسمح بذلك! 
مع أجزاء الثانية الأولى التي استنشقت فيها الهواء، غصت بعبرة أخرى، هذه المرة كانت عبرة حقيقة! تصاعدَ صوتُ سعلتها حتى خافت أن تُخرج ماأكلته قبل سويعات، حمداً لله أنقذتها قنينة ماءٍ تركتها لها أمها بالأمس. 

حملت نفسها وخرجت تبحثُ عنه.
في جوفها الكثير من الكلام لتقوله، تريدُ أن تحكي له عن كلّ ماصادفها خلال هذا الأسبوع؛ أولئك الذين سخروا منها، ذلك الموقف الذي أحرجت فيه، تلك الصديقة التي خرجت معها ذلك المقال الذي أعدته. شيءٌ ما في السياسة لم تفهمه وبحثها العلمي الذي يحتاج لمراجعة!
لديها الكثير الكثير مما خبأته له لتحكيه بشغف. فهو الوحيد الذي يسمع وهو الوحيد الذي يريدُ أن يفهم! 

خرجت تتراقصُ قدماها في خفة، فتحت الباب وأطلقت نظرها في كلّ الأرجاءِ تبحث، لكنّها لم تجده.
أخذت تحدّث نفسها وتخلق له عذراً تلو الآخر، مالذي شغله عنها؟ أيعقل أن لديه موعداً أهم؟ انتظرته طويلاً وهي تأمل نفسها أنّ الساعة القادمة ستحمله إليها. خاب توقعها، واختنقت هذه المرة بعبرةٍ أشد.

رجعت لغرفتها تقودها الظنون. لم تعتد على اخلافه وعوده، لم ترد أن تصدق أنّه يمكن أن ينشغل بماهو أهم. ألقت بنفسها على الفراش ودمعتها لم تلبث أن رطبت خدها الذي تأذى من الأتربة. نامت وهي تتمتم:

"غابَ قمري وتركني وحيدة!"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Feature Post