الثلاثاء، 21 يناير 2014

نص أدبي.

لاشيء وليد الصدفة. 
كل الانفعالات والمشاعر التي نمر بها هي نتيجة لتراكمات مسبقة، أمور تغاضينا عنها، مواقف لم نتفق معها، برامج اقتنعنا بوجة نظرها والكثير من الأشياء التي لم نلقِ لها بالاً! 
تلك اللحظة التي نغرق فيها بكمية عميقة من المشاعر التي تباغتنا ليست في الحقيقة إلا حصيلة لكل مامرنا به قبلاً. 
احتَضنتُه بين يديها لدقيقة كاملة أو تزيد، لم يصرخ، لم يتحدث كالعادة وكأنّ كل شيء كان مهيئاً لها تلك اللحظة حتى تعي فكرةً قبل فوات الأوان.
احتَضنتُه كما لم تفعل من قبل!
كانت حرارة دموعها تبلل طرفاً من كتفه لكنه لم يشتكِ أو يتذمر على غير العادة!
تعثرت في عينيه، ابتسمت له، ثم بدأ يتحدث ويسأل ببراءته التي طالما أسرتها. 
تلك الدقيقة غيّرت شيئاً في تفكيرها للأبد..

قبل أن تمسكه بدقائق كانت تحمد الله على كل حال، لم يكن كأي دعاء رتّلته فهذه المرة كان نابعاً من قلبها ثم احتضنته وأدركت أن كل النعم بمافيها هُوَ، يمكن أن تذهب مابين غمضة عين وانتباهتها..
لاشيء تخشاه في هذا العالم أكثر من فقدها لأحد أحبابها. هذا الخوف الذي تذبل معه في كل يوم لأنها لا تحتمل توابع الفكرة.
لو أنّ العالم أدرك ماشعرت به في تلك الدقيقة لما كان هناك متجبرون أو ظلمة لأنهم سيكونون على يقين حاضر بأنّ كل شيء مصيره للزوال!
أرادت أن توصل هذا المعنى لكل من تعرف، أرادت أن تصرخ به بأعلى صوتها لكنها لم تستطع! وحتى وإن فعلت فلن يجدي نفعاً لأنّ الانسان يجب أن يعيش التجربة حتى يدرك معنى قوياً كهذا ولربما يعرفه الكثيرون لكنهم لم يجرّبوه مثلها.

تلك الدقيقة جعلتها تشعر بالفضل لكل تلك الأيام والمحن التي مرت بها والتي ربما أصّلت شيئاً مختلفاً في طريقة تفكيرها ونظرتها للأمور جعلتها تقرؤ بين السطور وتُحس شيئاً لا يُعير أكثر الناس له أدنى انتباه.
تأملت في حالها وحال من عرفت. يعيش الناس ربما في بيت واحد لكنهم يخوضون تجارب مختلفة تماماً وتتكون لهم تبعاً لذلك شخصيات ووجهات نظر لاتشبه بعضها وقد تتعارض في كثير من الأحيان. كلّ تجربة هي قدر الله الذي يهيئنا لمستقبلٍ لانعرفه، وكأنّ مامرّ من حياتنا هو معسكر تدريبي لما سيأتي بعده، وكأنها مراحل نجتازها لنتأهل لما بعدها..
ولو عاش انسان آخر في وضعك الراهن دون أن يكون له خلفيتك الماضية فلن يتحمّلها ربما أو ربما ينسحب ويتذمر لأنه لم يتوقعها.
تأملت في هذه التقلبات التي تمر بها مؤخراً، اعترتها رعشةٌ مما سيأتي، مما تخبّئ لها الأيام من أحداث. لم تعرف كيف تُطمئن نفسها، لم تعرف إن كان بامكانها أن تهربَ من هذه الأفكار، أن تتخلص منها وتريح عقلها الذي لايتوقف مطلقاً عن التفكير!
هذه الأفكار كأغنيةٍ علقت في عقلك، ترددها حتى تستولي عليك، تصبح وأنت تترنم بها ثم تصل لمرحلة تريد اخراجها من ذاكرتك دون جدوى! حتى تمسي وأن تلعنها.
لو كانت هذه الأفكارُ خرساء لكان الأمر أهون، لكنّها تثرثر طوال الوقت. تحاول أن تصرخ، تريد صوتاً أعلى منها، تُسرّع من خطواتك، تركض، تبتعد قدر الامكان، تصرخ بصوتٍ أعلى. دون جدوى. 
تركض بسرعة أكبر، تضع سمّاعة في أذنك، تستمع لأي شيء، لايُهمّ مايكون المهم أن له صوتاً أعلى من الأفكار في رأسك، تردد الكلمات بصوت مرتفع. دون جدوى! 
تجلسُ يائساً في النهاية، يظنّ من حولك أنّك مجنون، لكنّ الحقيقة أنّك طبيعيّ جداً، ورغم أنّ الجميع قد يكون مكانك الآن إلاّ أنّ أحدهم لايجرؤ على الاعتراف بذلك. 
تجلس يائساً، تتأملّ حالك. تنهار بالبكاء، تنهار دون مقدمات. دمعاتٌ متتالية تنهمر من عينيك دون ارداتك، دون أن تطلب إذناً! وفجأة تجد نفسك تشهق بكاءً حاراً وتتمنى لو ينزل المطر الآن في هذه اللحظة لتتمكن من طمس وجهك بين قطراته.
لكنّ المطر لم ينزل ودموعك لم تتوقف. 
تأخذ نفساً عميقاً، تعيدُ لملمة أشتاتك وتنطلق من جديد وكأنّ شيئاً لم يكن. يقابلك صديق قديم في الطريق تضحك له وتدردش وكأنك غيرُ الشخص الذي انهار قبل لحظات. تكمل حياتك على هذا النحو بصورة علّق عليها أحدهم مرةً بأنها هستيرية.

لم تكن ليلتها مختلفة عن هذه الرواية، شيء هستيريّ لم تفهمه بالضبط، كان أعمق منها، وأكبر من أن تشرحه لأحد. تلك الليلة أدركت أننا حصيلة مانختبر، انتابها احساس بأنّ ماتمر به يحمل غداً جميلاً، لم يكن احساساً صادقاً لكن كان عليها أن تتشبث به بكل قوتها حتى تستطيع أن تعيش للغد. ارتعشت مرةً أخرى لكنّ هذه الرعشة لم تشبه سابقتها.
تمتمت بقناعة تامة: لاشيء وليد الصدفة.. 

تمت.

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

السنة الماضية في مثل هذا الوقت تقريباً كان لدينا مشروع يدعى:"صدمة حضارية" الفكرة هي أن تأتي بمدينة لها ميزة غير معروفة تعرضها بطريقة فنية مبتكرة بهدف انو أي أحد يشوف أو يسمع أو يشترك فيها يعيش تجربة حقيقية للميزة المطروحة. 
لمن تكون انت في خضم المشروع غير لمن تتفرج عليه ولمن تتفرج عليه وعندك خلفية ممتازة عنه غير لمن تكون مشاهد عابر. هذي السنة واليوم تحديداً الدفعة اللي أصغر مننا عملو نفس المشروع و حضرنا اليوم عرضهم. 
الأفكار كانت مختلفة تماماً عن اللي طرحناها وفعلاً تستغرب قد ايش في أشياء غير معروفة عن حضارات معروفة جداً. مثلاً أحد المشاريع كان يتكلم عن فيتنام وإنهم مشهورين بالقهوة! مشروع ثاني كان يتكلم عن الفاشن النازي وكيف انو هتلر عيّن هيوجو بوس كمصمم للبدل العسكرية للنازيين! 
مين كان يتخيّل بس؟
النقاشات اللي انطرحت وكمية المواضيع الغنيّة كانت ممتازة، وهذا أحد أكثر الأشياء اللي أحبها بالديزاين. التصميم مش شكل ولا رموز جميلة التصميم فكرة عميقة تحكي تاريخ تحكي قصة حتى لو كانت شخصية. أما التصاميم السطحية فتموت بوقتها بدون مايذكرها أحد. 
مع كلّ هذي الثقافات المختلفة من الشرق لين الغرب كان الختام مشروع يتكلم عن فلسطين. عنوانه كان "سُرّاق"  صاحبة المشروع اسمها سميّة العقيل ويمكن الاسم مألوف للبعض.

                                     
سميّة من الأشخاص الي أي مشروع تسويه يكون فيه لمسة عربية، لمسة أصالة لمسة مختلفة وجميلة جداً. 
المشروع كان يتكلم عن الحضارة الفلسطينية المسروقة وكيف انو تاريخ فلسطين جالس يُعرض في متاحف عالمية على انو تاريخ اسرائيلي! 
كان في عبارة جميلة جداً مكتوبة في بداية المعرض "الكبار يموتون، والأطفال ينسون" !
إلى أيّ مدى هذي العبارة صحيحة؟ 
إلين آخر سنة بالثنوي كنت أحس بانتماء شديد لعروبتي، لديني، لتاريخ الإسلام، لكن ومن أول سنة بالجامعة وفي بداية المشاريع لمن نبدا نبحث عن مصممين معروفين وندرس طرقهم بالتصميم لين آخر سنة تقريباً لمن نناقش برضو أعمال مصممين معروفين ونحلل كيف فكروا وعكسوا نقاط قوتهم في المطبوعات وغيرها. هذا الانبهار العجيب اللي نتلقاه كلّ يوم في كلّ محاضرة من كل النواحي يخلي همّة الواحد مش زي قبل. 
مع كذا في أول مشروع أنا اخترت مصمم عربي وفي آخر مشروع برضو فكرة وطنية. بس هذا كان اجتهادي الشخصي، اختياراتي المبنية على خلفيتي الفكرية اللي نوعاً ما مختلفة. 
اليوم وسمية تتكلم، نبرة صوتها والجوّ اللي عيشتنا فيه، لمن سألوها ليش هالموضوع قالت بكل بساطة: "أنا كبرت على هذا الموضوع". خنقتني العبرة واستوعبت قد ايش احنا مقصّرين تجاه قضايانا اللي محد يفهمها غيرنا ومع كذا سمحنا للناس تتكلم بلساننا وتحكي أشياء غالباً تكون غلط! 
السؤال مش ليش، السؤال ليش لأ؟ 
مسؤولية المصمم تتعدى رفع ذائقة الناس الجمالية إلى تعليم الناس وتثقيفهم بالأشياء اللي غافلين عنها. وإذا كانت نتائج شغلنا جميلة ايش الفايدة إذا كانت ماتعبّر عننا؟ عن مشاكلنا؟ عن بيئتنا؟ 
ايش الفايدة اني أتخرج بعد خمس سنين وأنا شغلي يشبه أي مصمم في العالم بس الفرق اني بكتب بالعربي؟ 
لو كان في شي حتى بعد الثنوي يأكد على هذي القضايا، يرفع حسّ المسؤولية لدى الناس الجامعيين خصوصاً بمختلف تخصصاتهم كان طلعنا بمخرجات مختلفة. مخرجات تعبّر عن ثقافتنا وعن التزامنا بالقيم. 
المصممين اليوم، على الأقل المصممات في منطقتنا يعتبرون الدفعات الأولى لمفهوم الجرافيك في المنطقة. تخيّلوا بعد عشرين أو ثلاثين سنة لمن نسأل مين بدا؟ ايش شغلهم؟ ونجي نسوي تحليل ونقد فني لهذا الشغل، كم مشروع بنلاقيه فعلاً يعكس الفترة اللي احنا نمرّ فيها؟ ،وكم مشروع بيكون لمصمم مثقف تأثر بالعولمة وبموجة التطور الحالية؟ 
كم تصميم سويت يعبّر عن ثقافتك؟ عن بلدك؟ عن دينك؟
هذي المسؤولية، هذا الوعي لو مات فينا ايش بيكون وضع الجيل القادم؟ أنا مش قاعدة أتلكم عن اهتمامات شخصية، أنا أتكلم هنا عن واجبنا تجاه العلم اللي تعلمناه. 
بالنهاية خيارات كلّ شخص تختلف، طريقة تعبيره بفنّه تختلف، كلّنا نعرف انو الصورة هي أقوى طريقة  للتعبير عن الفكرة وأنا متأكدة انو في مجموعة كبيرة جداً تحمل نفس الهم وعندها نفس التوجه. 
كنت أتمنى انو خلال دراستي أخذت مادة مفصلة تحكي تاريخ الفن الاسلامي، شي متخصص محترم مش خبط لزق أي كلام. 
أنا مش ضد اننا نتعلم من الثقافات الأخرى بالعكس هذا الشي يوسّع مداركنا ويختصر علينا شوط كبير، لكن بالنهاية وبعد ماآخذ هذا العلم كيف أصبّه بطريقة تعبّر عني، تعبّر عن البيئة اللي تشبهني هنا المحك. وهذا لايعني انو تكون المخرجات تقليدية أو كلاسيكية بالعكس التحدّي اني أوظفها بطريقة تتماشى مع العصر الحالي لكن ماتفقد روحها المتفردة.

فكّروا فيها، كم من الأشياء اللي كنّا نشوفها عظيمة وصار طاريها مثل أي شي عادي؟ 




السبت، 19 أكتوبر 2013

من يضمن لي النجاح؟

عندما تقابل أشخاصاً بمهارات عالية، أعلى منك! 
بخبرة طويلة، أطول بكثير من خبرتك!
بعلاقات ناجحة لا تشبه شيئاً من علاقاتك الحالية!
لهم باع طويل في مجال من مجالات اهتمامك أو تخصصك ومع كلّ هذه الفروقات أو الامتيازات لم ينجحوا، لم يحققوا ذاتهم، وانتهى بهم المطاف بمشاهدة التلفاز والعيش وحيدين ليس لهم من كل مما عرفوا سوى الذكريات!
ثم تنظر لنفسك ومع المقارنة التي فكرت بها سابقاً تجد أنّ فرصتك بالنسبة لهم لاتساوي إلا صفراً. مالذي يمكن لمبتدئ مثلك أن يحقق؟ من سيعيرك الانتباه المطلوب؟ وكم هي فرصة تحقيقك لما ترغب به فعلاً؟ 
صدّق أو لا الفرصة هُنا تشبه نسبة واحد إلى مليون، لكنّ هذا "الواحد" هو السبب الوحيد الذي يدفعنا للاستيقاظ يومياً والعمل بجد والاستمرار في القيام بما نقوم به لأجل الحصول على هذه الفرصة الوحيدة التي يمكن أن تغيّر حياتنا وتقلب موازيننا رأساً على عقب. 
الأمر يشبه احتمالات عودتك لبيتك من العمل. كم نسبة الحوادث على الطريق؟ كم عدد الأشخاص الذين تعرفهم فقدوا حياتهم أو أقاربهم في حوادث السير؟ كم نسبة الإصابة بالتماس بالكهرباء؟ ماهي احتمالات أن يسقط عليك شيء حاد؟ أو أن تقع على الطريق؟ أن تحترق بكوب الشاي؟ أو أن تُجرح بسبب صديق؟ 
باختصار الاحتمالات السيئة التي يمكن التفكير بها ليس لها حصر! ويمكن أن نستمر في تعداد الأشياء التي لن تصل بسببها إلى منزلك حتى اليوم التالي! 
لكن..
ولكنك لاتزال تذهب للعمل أو الدراسة يومياً حتى مع علمك بكل هذه النسب! 
هذه الفرصة التي تساوي واحد في المليون التي تنتظرها قد تكون أشياء بسيطة كمقابلتك لشخص معين وقد يكون هدفك هو فقط الاستقرار الوظيفي لكنّها تشكل مخاطرة في أسوأ حالاتها وهُنا تكمن المتعة، لو عرفت الطريق دون مفاجآت لأصابك الملل لكنّ هذه الأحداث التي لا نتوقعها والأشياء التي لم تخطط لها هي ماتجعلك شخصاً مميزاً بتجارب مختلفة عن الآخرين. هذه الأمور هي التي تصنع منّا شخصيات لاتُشبه بعضها! وتجعلنا نهتمّ باكتشاف بعضنا واكمال النقص الذي نجده. 
فكّر بأصدقائك مثلاً، بعضهم يخاف من أشياء معينة بناءً على تجربة مرّ بها، البعض الآخر يحب الشتاء جداً، بعضهم لديه ذكريات سيئة مع حيوانات معينة. هذه المواقف التي مروا بها تؤثر فيما بعد على سلوكياتهم، ردات أفعالهم وربّما بعض من قراراتهم في الحياة! 
لايمكن أن نضمن النجاح. لايمكن لأحد أن يعطيك وثيقة تؤكد على وصولك لغايتك مهما كانت مهارتك ومهما بلغت من الذكاء. ومع ذلك لازلنا متمسكين بتلك الصورة في مخيلتنا، واثقين، ناجحين وقد أصبح ما حلمنا به حقيقة.
بصيص الأمل ونسبة "الواحد" هي مايبقيني متحمسة لاغتنام الفرص لعلّ أحدها يغيّر الواقع إلى أفضل ماأحلم به.

 ملاحظة: هذه التدوينة مستوحاة من مسلسل فني عُرض في التسعينات*



الجمعة، 20 سبتمبر 2013

أحبّ في بلدي

قبل أيام شاهدت مقطعاً على اليويتوب يتحدث فيه طبيب عن اختلاف استجابة المرضى للعلاج بناء على توقعاتهم السابقة وأنهى حديثه بأنّ مانفّكر فيه قبل القيام بأي شيء يؤثر فعلياً على حكمنا على الأشياء وهو ما أثبته بناءً على تجارب فعلية وليس كلاماً نظرياً فقط. 
دائماً ماأدخل في حوارات عن الوطن والثقافة المحلية وكيف ينظر أبناء البلد للبلد وأظنّ هذا الحال الجميع هُنا، يكفي فقط أن تدخل لتويتر حتى تعرف حجم السوء عند الكلام عن موضوع كهذا، ودائماً أستاء من هذه النقاشات وأفكر فيها طويلاً، لم لايستطيع الناس أن يروا شيئاً من الجمال أو الحسن حتى يضيفوه عند الانتقاد اللاذع الذي يقدمونه؟ لم لايستطيعون أن يتحدثوا عن أي مشروع وطني دون أن يدخل شيء من السخرية لحديثهم؟ ولاأعني هنا أنني استنثاء. 
أظن أن ماقاله الطبيب يشرح القصة، نحنُ نتحدث عن كلّ شيء بناء على التاريخ الطويل الذي يحكيه لنا آباؤنا وتثرثر به الأمهات مع قهوة الضحى وفي محادثات الواتس أب، نتحدث بناء على تجاربنا وتجارب أصدقائنا القليلة ربّما لكنها كفيلة بأن تخبرنا عن الوضع السيء الذي نعيشه وعن المشاكل العديدة في مختلف القطاعات التي نعاني منها. 
لاأحد يختلف على وجود المشكلة لكن ماذا لو كان هناك منظار آخر ننظر به للأمور؟ 
أفضل طريقة لفعل هذا هو أن تضع قدمك في حذاء شخص آخر شخص لايملك أي فكرة عن المشاكل الكبيرة ويهتم فقط باكتشاف شيء جديد جميل كل يوم وهو ماحصل معي. 
هذه السنة أدرس عند دكتورة أمريكية الأصل عاشت في السعودية لثمان سنوات وهي "بكل صدق" لاتريد مغادرتها. في كلّ محاضرة لاتنفك تنبهنا عن جمال هذا البلد وعن جمال ثقافتنا والأخلاق التي نعامل بها بعضنا وأهمية الشعور بهذا الأمر كمسؤولية علينا نحنُ مصممات المستقبل. 
في البداية كنّا نضحك باستهزاء "مو من جدها؟" وحتى أصدقاؤها في الخارج يلومونها لأنها اختارت السعودية مكاناً لإقامتها اضافة إلى أنها تدرس في جامعة حكومية أنّ مجال حريتها هنا بالمقارنة مثلاً مع جامعة أهلية محدود جداً. 
أعجبني تفكيرها جداً ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول أن أنظر بمنظورها للأشياء ليس بالحرف ولكن لنقل بطريقة لاتشبه نظرتي السابقة، في نفس الوقت كنت أفكر في كلّ الأشخاص الناقمين على وجودهم هنا والذين يريدون الخروج بأي طريقة ممكنة! 

مالذي أحبّه في بلدي؟ أو لنبدأ بسؤال أبسط، ماذا أحب في عائلتي؟ في نهاية الأسبوع مثلاً؟ في الأشخاص من حولي؟ 
أحب الاجتماعات العائلية في كلّ أسبوع، أحب فكرة العائلة التي يقدسها معظم الأشخاص، أحب الاهتمام الذي يوليه الآباء لأبنائهم والأبناء بالمقابل لآبائهم، أحبّ الدين الذي أراه في تصرفات الناس، في القائهم السلام على بعضهم، في تحريهم أخبار من يحبّون، في حرصهم على حضور صلاة الجماعة والجمعة تحديداً، أحب عندما أرى شاباً يمسك بيد والده ليساعده على النزول من السيارة للمسجد، أحبّ عندما يتسابق الجيران لمساعدة بعضهم وتقديم "الواجب" عندما يمرّ أحدهم بضائقة أياً كانت.
وصدّق أو لا هذا جزء من ثقافة البلد التي لن تجدها في أي دولة أجنبية إلاّ ماندر والتي لاينفك البعض من نهشها وانتقادها!  
البلد ليس فقط في الدوائر الحكومية والخدمات التي يقدّمها، البلد أو الوطن هو الأشخاص الذين يشعرونك بالأمان ويضيفون شيئاً من الحب لما يفعلونه، البلد هو طباع الناس من حولك والدكاكين الصغيرة و بسطة الخضار والشيخ الذي يلقي درساً بعد صلاة العشاء وأشياء أخرى أبسط مماتظن!
أتفق معك أن هناك الكثير من المشاكل والأشياء التي تنقصنا لكننا كأي بلد في العالم، ربّما نحنُ متأخرون أكثر بكثير مما نريد لكن مهما بلغنا من درجة في التقدم سنظل نطلب المزيد وسنظل "مش عاجبنا شي" لأنها الفطرة التي تقتضي بالمزيد والمزيد دون أن تقتنع بما تملك. وهو شيء مزعج جداً حينما يصبح عادة تقوم بها دون تفكير، وإذا استمرينا على هذا النحو فسينتقل لأبنائنا وأبنائهم وسنظل ندور في حلقة مفرغة لا خلاص منها.
لذا في المرة القادمة التي تقود فيها سيارتك أو تخرج لعملك أو تتحدث مع أهلك حاول أن تنظر بعين الشكر لا بعين الانتقاد لماتملك ومايمكنك أن تفعله واسأل نفسك بكل صراحة مالذي أحبه في بلدي؟ 

الخميس، 29 أغسطس 2013

عندما تنظر للوراء..
في الواقع نحنُ لاننظر عبثاً، تتطلب هذه النظرة جرأة كبيرة وقلباً قويّاً كي لايظلّ عالقاً في هذه النظرة للأبد. من السهل علينا أن نتذكر الماضي خصوصاً ذلك الذي لانريد أن نتذكره، من السهل أيضاً أن نبكي على مافات ونتحسر على كلّ الأشياء التي أردناها ولم نحصل عليها، 
الماضي الذي نخضعُ لجلساتٍ كي نتجاوزه، والحقيقة التي نستمرّ في الكذب على أنفسنا حتى لا نُصدم بها رغم أننا نعلم ومن حولنا يعلم لكنّ التمثيل يروق لنا بكل بساطة فهو فطريٌّ وسهل ولايكلّف شيئاً، بل ويحفظ مكانتنا الاجتماعية والوظيفية وصورتنا أمام أنفسنا! 
عندما تنظر للوراء..
تلك النظرة التي تأتي بغصةٍ تشرقُ معها، 
تلك النظرة التي لابدّ منها حتى تتمكن من اكمال حياتك وأنت متصالح مع ذاتك!
تلك النظرة التي لابدّ أن تتجردّ فيها من كلّ الزيف الذي يحيطُ بك،
النظرة التي لابدّ أن تكون صادقاً فيها، تنظرُ بقلبك قبل عينيك..
مايحدث غالباً أننا لاننظر، بل نكتفي بالردم ونكتسي بالماديات أكثر وأكثر حتى نصبح بعيدين جداً عن أرواحنا، بيننا وبينها مسافة طويلة لايمكن تجاوزها بدون خلع كلً هذه الفقاعات، ولذا نتوه، لذا نجهل مانحبّ، ونصل لمرحلةٍ نصبحُ فيها تابعين بلا هدف ونصبحُ في عراك دائم مع أنفسنا وربّما تصل للاكتئاب.. 
عندما تنظر للوراء..
اسمح لنفسك بالبكاء، بالصراخ، اسمح لها بأن تعبرّ عمّا تشعر به، 
اسمح لها بتجاوز كلّ المثاليات التي تريدها أن تعيش بها فقط في هذه اللحظة، 
اسمح لها أن تتألم ولاتقسُ عليها، 
لابدّ لها أن تتألم حتى تفرح ولابدّ أن تبكي حتى تشعر بطعم الابتسامة فيما بعد، 
وبعد كلّ هذا عندما تنظر للوراء، انظر بثقة على قدرتك على تجاوز كلّ الأخطاء الماضية وبناء مستقبلٍ يمثلك، يعبّر عن أفكارك الخاصة، عن روحك المتميزة دون أن يقوم أحدٌ بالعبثِ بماضيك ومقايضتك به لأنك ستكون حينها في مرحلة بعيدة أبعد ممايظنّ على الأقل،

الأربعاء، 14 أغسطس 2013

- كنتُ أتمنى أن أحصل على أكثرَ من هذا، 
قالتها بنبرةٍِ من الأسى غصت بها.
سألتها سؤالاً بديهياً؛
- مثل ماذا؟ 
وكما في تحقيقات الشرطة تسأل الأسئلة البسيطة كي يظنّ الجميع ألا شيء بين طيّات السؤال، لكنّ الحقيقة أن سؤالاً كهذا عادةً ينتظره الشخص طويلاً حتى اذا أتيحت له الفرصة لم يحفظ وقتاً في سرد مابداخله. 
قالت:
- كانت لديّ طقوسي المختلفة، تقول أمي دائماً إنني كنتُ الأحنّ بين إخوتي، ذلك الشخص الذي يفكر في تحقيق رغبات الآخرين حتى يراهم سعداء ويسعد هو بالمقابل. ربّما كبرت هذه الصفة معي عندما كبرت حتى باتت بصمة عارٍ تلاحقني أينما كنت. 
ظننتُ أنني وبوصولي لهذا العمر قد تجاوزت هذه المرحلة التي أخلط فيها بين الإيثار وتضييع ماأستحق لكنني لم أفعل والنتيجة أنني خسرتُ كثيراً مما بين يديّ لأجل هذا.

لم أفهم تحديداً ماتريدُ قوله لكنني لم أشأ أن أقاطعها، أحياناً لا يحتاج الشخص الذي أمامك أن تفهمه بقدرِ ما يحتاج منك أن تُصغي بقلبك لما يقول، قصتها لم تكن مختلفة عن كثيرٍ مما سمعت لكنّ شيئاً ما في صوتها شدني بصورةٍ لم أرد لها أن تتوقف! اكتفيتُ بايماءة.
-رأيتُ حلماً جميلاً قبل أيام، لم أرد أن أستيقظ منه أبداً. كنتُ سعيدةً فيه بصورة لم أختبرها في الواقع بعد. كنتُ بين أناسٍ أحبهم ويمسك بيدي أحدهم، لكنّهم لم يشبهوا أحداً ممن أعرف، حاولتُ أن أستفسر عن أسماءهم لكنّهم لم يلقوا بالاً لسؤالي وبدأنا بعدها في الضحك، ذلك النوع المحبب من الضحك النابع من القلب لا بقصد السخرية بل للتعبير عن الأنس وكأننا كنّا نتذكر موقفاً طريفاً مررنا به في طفولتنا أو ماشابه.
أتذكرُّ المكان الذي جلسنا فيه جيداً، السماء كانت زرقاء صافية، وهناك على مدّ البصر رمالٌ ذهبية، لكنني لم أرَ بحراً أو أيّ أثرٍ للمياه، ربّما كنّا في صحراء لكنني لم أحس بالحرّ. المهم أنّه كان حلماً لم أرد أن أستيقظ منه. لكن وككل الأحلام لابدّ أن تنتهي. قضيتُ ذلك اليوم في مزاجٍ عكر، لم أستطع الاستيقاظ فعلياً ممارأيت وكان كلّ شيءٍ حولي يذكّرني بأنني لن أصل لجزءٍ من هذا الحلم. 
-قاطعتها:
- لكنّكِ تبالغين، أنا أرى كيف تعاملين من حولك وكما يقول درويش" لازال في الحياة مايستحق" 
- أعرف أنّ هناك مايستحق لكنّه ليس معي بعد! لم أصل إليه، لم أجد نفسي فيما حولي.
انفجرت هنا بالبكاء ووجدتني واقفةً في صمت من لايدّ له ولا حيلة، حتى أنني لم أحاول أن أضمها أو أمسك بيديها، اكتفيتُ برؤيتها هناك غارقة في أحزانها، في الواقع الذي تريدُ الخلاص منه، في الأشخاص الذين لم تتعرف عليهم بعد لكنّها تعرف أنهم أصدقاءُ جيّدون وسيقدرونها وسيهتمون بها. بكاؤها كان صارخاً وقال أكثر مما قالته شفتاها الجميلتان. فتاةٌ في عزّ شبابها ناقمةٌ على حياتها ومجتمعها، لا ينقصها شيء سوى عاطفةٍ غنيّة. كم من الأشخاص بيننا لهم قصةٌ مشابهة، بدأتُ أشفق عليها، لم تتوقف دموعها، وفي الحقيقة كنتُ أشفق على نفسي، لأن بداخلي يسكنُ شيءٌ من حلمها الذي لم أصل إليه حتى وأنا في مقتبل الخمسين. 
قاطعَت حبل أفكاري. 
-أتعلمين؟ لديّ الكثير لأتوقعه من هذه الحياة، لكنني أعتقدُ أن عدم حصولي عليه هو سببٌ لأتعلّق بالآخرة. تمنيتُ العيش في مدينة هادئة بها من الجمال الإلهي ماينمّي تأملي، أحبّ السماء وأحبّ الهواء. كم اشتهيتُ رحلةً على التلة أو حتى في مزرعة. تمنيتُ زاويةً في البيت الصيفي حيثُ أحيكُ وأكتب، حيثُ أعيشُ قصةً خيالية وأصدقها بكلّ جوارحي ولا أبالي. طبيعتي هادئة ولا أريدُ بيئةً لا تشبهها، الصخب يتعبني، في الموسيقى، في المدينة، في الأصوات، في الألوان وفي كلّ شيء. تمنيتُ أنني سأخرج للتسوق مع صديقتي ثم نحتسي القهوة ونفكّر في حفلة المساء هكذا بكل سذاجة. تمنيتُ أنني سأسافر لأجد نفسي، لأتعلم ثقافاتٍ مختلفة، لأملك قصصاً مختلفة وأحكيها فيما بعد لغرباء سيصبحون يوماً أصدقائي.
تمنيتُ أنني سأستيقظُ يوماً لأجد نفسي في منزلٍ لا أسمعُ فيه سوى هديرِ البحر المجاور وزقزقة العصافير التي تعلنُ بداية اليوم. 
- تأملتها وهي تتحدث، عيناها كانتا جميلتين، انتفخت زهواً بماتمنتّه أحسستُ بكلماتها وكأنها واقع. غصصتُ هنا لكنني تمالكتُ نفسي، لا أريدها أن تشعرَ بضعفي ليس وهي تحاول إيجاد شخصٍ تستندُ عليه في أزمة تفكيرها. 
- لو أنني أستطيع تحقيق كلّ هذا! لكنني أفكّر في حياتي الحالية وأجدُ المسافة طويلة جداً بينها وبين ما أريد. ماأطلبه هو من سابعِ المستحيلات. ربّما ولدتُ في زمانٍ لا يُشبهني وطلبتُ أكثر مما أستحق فحُكم عليّ بنهايةٍ تسحقني ببطء. وكأنه نوعٌ من الانتقام بشيءٍ من السخرية..
- لاأصدق هذا! شخصٌ بهذا التفكير عليه ألاّ يستسلم، إن أردتِ تحقيق هذه الأحلام فعليكِ العمل من أجلها بكامل قواك! لاشيء فيها مستحيل صدقيني هي أشياء بسيطة لكن ربّما تحتاج لتخطي بعض الصعاب والمحطات قبل تحقيقها. وماطعم الأحلام إن لم نقاتل من أجلها؟ ماطعم الحياة إن لم نملك أحلاماً نقاتل من أجلها؟ 
- أجل ولكن...
-ماذا؟ تريدين الموت إذن؟ هذه الحالة لن توصلك سوى للموتِ البطيء، اشغلي نفسك بالدراسة، بالعمل، في تخيّل الحلم واقعاً وليس مجرد العتب على ماحولك. كلّ هذا زائف، وهذه ليست النهاية أبداً لا زالت الحياة أمامك، حاولي أن تعيشيها بذكاء واستمتعي حتى في القتال من أجل حقك. أريدك فتاة قويّة فتاةً تعرف ماضيها لتستفيد منه لا لتبكي على أطلاله! 
- أحسست أنني انفعلتُ قليلاً لكن ربما كان هذا ضرورياً، فجأة اتجهت نحوي وضمتني بقوةٍ أحسست بشعور غريب معها، آخر مرة أحسستُ بهذا الشعور كنتُ في العاشرة من عمري، قبل موتِ أمي بفترة، وهاهي اليوم صديقتي تعيدُ إليّ نفس الشعور! ربّما هو فرق السنِّ بيننا وربّما هو هذا الحوار المليء بالعواطف. 
- لاأعرف لم فعلتُ هذا، لكن يجبُ عليّ أن أرحل الآن ولابد من خاتمةٍ ننهي بها اللقاء. أعدك لن أستسلم.
- لازال هناك ضوءٌ في العتمة ياصديقتي، ابحثي عنه وتشبثي به بكامل قواك ولا تسمحي لأحدٍ أن يسلبك إيّاه حتى لو كان هذا الشخص هو أنتِ!

غادَرت وهي تكفكفُ دموعها بابتسامة، وبقيتُ مستيقظةً تلك الليلة غارقةً في أفكاري حتى لمحتُ خيوط الصباحِ تتسلل من النافذة دون أن أحس بالوقت. وضعتُ رأسي على الوسادة واستغرقتُ في نومٍ عميق حملني لحلمٍ يشبه حلمها ومكانٍ حيثُ أردنا أن نكون سوياً في عالمٍ لا يشبه شيئاً مما نعيشه. 

تمت. 

السبت، 3 أغسطس 2013

جماليات التصميم التفاعلي

رح أتكلم لكم شوي عن المادة الصيفية اللي أخذتها.. 
أول شي الاسم ماله علاقة باللي أخذناه، احنا درسنا Material Application لكن هم دمجوا الكورسين سوا والقصة انو  قبل الصيف كان في مشكلة في الجداول وانو احنا أخذنا هذي المادة من قبل لكن قبل لا نتخصص فكانت تتكلم عن مواد البناء والصبغ والخشب وكذا أشياء مالها علاقة بتخصصنا أبداً. الدفعات اللي بعدنا تحسن وضعهم وعطوهم شي مفيد جداً وحبينا ناخذه عشان نستفيد المهم انو قصة لين غيروا اسمها ونزلت المادة والحمدلله. 
أول مابدينا كان حماس وكذا بعدين بدا معدّل الشغل يزيد بشكل مزعج لكن الحقيقة انها كانت مفيدة جداً وتمنيت لو أخذتها من قبل كانت بتفيدني بكورسات ثانية. 
الهدف الأساسي منها انها تعلمك طرق مختلفة ومواد مختلفة وكيف تتعامل معها، وركزنا بشكل أساسي عالورق. 
أخذنا تقريباً ٩ مشاريع خلال شهرين وهي كمية دسمة بمعدل مشروع كل أسبوع. 
أكثر مشروع استمتعت فيه كان عجينة السراميك وعجينة الورق وأظن المشاريع تتكلم أحسن مني :$ 
الشي اللي أشوفه يفرق بين بنت من كلية التصاميم وبنت من أي قسم ثاني هو مهاراتها اليدوية، التخصص هذا يجبرك تستخدم يدينك وتهتم بتفاصيل كثيرة غيرك ماينتبه لها. تعجبني هذي المهارات لأنها تفيدني بحياتي بشكل عام مش بس بالجامعة، مثلاً لمن أجي أنسق شي أعرف كيف أختار القطع بشكل مبتكر، أعرف كيف أتخيل الشكل براسي قبل لا أشوفه. 
برضو مثلاً لمن تصادفني مشكلة، مافي شي مستحيل وكل شي له تصريفة وحل، الكورس هذا أكد على هالشي جداً. أحياناً كان في مشاريع لازم أسويها قبل بيوم عشان تنشف ويصير عندي وم واحد بس ألون وأضبط الفنشنق فتصير أخطاء مافي وقت تعدلها ولازم مخك يشتغل بسرعة وتفكر في حل بديل سريع لأنو التسليم تسليم والتأخير مش ف صالحك أبداً وعلى قولة مس ندى "اللي عطتنا الكروس" من كان له حيلة فليحتال :) 
بالطبخ بالخياطة بتنسيق الحفلات والديكور بالتفاصيل اللي تعطي لمسات جميلة وفخمة للأشياء. هذا الشي ممكن يكون موهبة أو شي فطري لكن تخصص التصميم ينميها ويصقلها. 

هذا رابط للبورتفوليو اللي سلمناه بنهاية الكورس للي حاب يطلع على نوعية الشغل اللي سويناه 

مشاهدة ممتعة وأنتظر تعليقاتكم :) 

Feature Post