تردني الكثير من الأسئلة عن كيفية اختيار تخصصات الماجستير ذات العلاقة بالتصميم. والحقيقة المؤسفة، أننا في نظام التعليم نعتمد كثيراً على المنطق، بمعنى إذا درست بكالوريوس الرياضيات فسأكمل لاحقاً في وظيفتي أو في الدراسات العليا مايحمل الرياضيات في اسمه وخلفيته.
الدراسات العليا في دول العالم لاتسير بهذا المنطق، لايستلزم تخصصك في المجال الذي تريد أن تكمل فيه، قد تكون شهادة البكالوريوس علم آثار، تعمل بعدها في مؤسسة فنية، يعجبك المجال وتقرر أن تدرس الماجستير في التصميم أو إدراة الأعمال. بالطبع الطريق سيكون أسهل لمن يختار نفس مجاله لكنه غير مستحيل لغيره.
هناك العديد من التخصصات الحالية التي تستقبل الطلاب من تخصصات مختلفة Multidisciplinary Course ، قد يكون هناك معماري وصحفي أو رسام ومسوق في نفس التخصص ولايعني ذلك أن التخصص سيوجه اهتمامه على أحدهم ولكن طريقة الطرح وطبيعة المشاريع ستكون مختلفة.
تهدف معظم التخصصات التي تتبع هذه الإستراتيجية لتأهيل الطلاب للحياة بعد الجامعة حيث سيكون على الجميع العمل سوياً بغض النظر عن مجال التخصص. وليس الأمر بالسهولة التي يتخيلها البعض، الخلفيات المختلفة التي ننشأ عليها والثقافات التي نحملها تجعلنا مختلفين في تسلسل تفكيرنا وسرعة عملنا وطريقة تعاملنا مع الآخرين وعندما نضطر للتعامل مع تخصصات مختلفة تماماً يتطلب الأمر الكثير من التدريب والصبر.
هناك العديد من التخصصات الحالية التي تستقبل الطلاب من تخصصات مختلفة Multidisciplinary Course ، قد يكون هناك معماري وصحفي أو رسام ومسوق في نفس التخصص ولايعني ذلك أن التخصص سيوجه اهتمامه على أحدهم ولكن طريقة الطرح وطبيعة المشاريع ستكون مختلفة.
تهدف معظم التخصصات التي تتبع هذه الإستراتيجية لتأهيل الطلاب للحياة بعد الجامعة حيث سيكون على الجميع العمل سوياً بغض النظر عن مجال التخصص. وليس الأمر بالسهولة التي يتخيلها البعض، الخلفيات المختلفة التي ننشأ عليها والثقافات التي نحملها تجعلنا مختلفين في تسلسل تفكيرنا وسرعة عملنا وطريقة تعاملنا مع الآخرين وعندما نضطر للتعامل مع تخصصات مختلفة تماماً يتطلب الأمر الكثير من التدريب والصبر.
قد يختار شخص دراسة بكالوريوس جرافيك، ماجستير جرافيك كمثال وهذا سير طبيعي للتخصص ويعود لأسباب شخصية وأمور لا أستطيع الحكم عليها إلا بمعرفة التفاصيل. على أية حال، عندما فكرت أن أكمل الدراسات العليا فكّرت في المواضيع التي استهوتني أثناء دراسة البكالورويس ومالذي قد أختار منها لأتعمق فيه، كتبت كلمات تختصر التوجه الذي أريده وبدأت بالبحث. رحلة البحث عن جامعة أو تخصص مناسب رحلة طويلة ممتعة جداً وأفضل لحظة فيها بالطبع عندما تصلك رسائل القبول وتبدأ في حصر اختياراتك.
اختياري لدراسة الماجستر لم يأتي مصادفة، هو أحد أسباب اختياري للعمل في الجامعة من الأساس وهو ما أريد من الطلاب الحالين التفكير فيه، البعض ممن يقدم على وظيفة معينة لا يعي الأمور المترتبة عليها وقد يقع في اختيارات لا يعرف تبعاتها لذا على الباحث التروي وأن يحسب الخمس سنوات القادمة من عمره جيداً قبل أن يحسم أمره.
لاتقبل بأول عرض عمل بعد تخرجك فقط لإعتقادك بأنك لن تجد أفضل منه، من تجربتي البسيطة جداً الفرص موجودة وتبحث عن من يستحقها، وسّع دائرة بحثك وابتعد قليلاً عن المدينة التي تسكنها وستجد أن المجال أوسع مما تظن وأن هناك العشرات من المسميّات الوظيفية التي لم تكن تعرف بوجودها والتي يمكن لك أن تبتكرها وتستحق منك محاولة معرفتها من خلال مقابلة أشخاص مختلفين وحضور فعاليات ومناسبات لمجالات تهمك.
لماذا تريد أن تقدم على الدراسات العليا؟
عليك أن تحدد أهدافك قبل أن تخوض الرحلة حتى لاينتهي بك الحال من فئة العاطلين أصحاب الشهادات المغردين عن سوء الحياة وعدم الإنصاف. إذا كنت تريد الحصول على وظيفة معينة أو منصب في وظيفتك الحالية يتطلب شهادة معينة، ابحث جيداً عن المتطلبات وابني علاقاتك قبل أن تبدأ في الدراسة وكن على تواصل دائم مع ماتريده. لا تنهمك في الحصول على درجات معينة أو الاستمتاع بالسفر ثم تعود بعد غياب سنتين لتطالب بوظيفتك. يحدث الكثير في سنتين.
أما إذا كنت ترغب في الإلتحاق بركب البحث العلمي من جهة أكاديمية فالطريق مختلف قليلاً لأن التقديم على الماجستير غالباً سيكون عن طريق الجهة التي تعمل لديها حالياً (الجامعة أو مركز الأبحاث) وستكون اختياراتك مختلفة في توجهها لأنها تركز على البحث أكثر من المهارات بحسب التخصص.
الماجستير لايركز كثيراً على تعليمك مهارات عملية فنية، إلا إذا كان التخصص مهني فني بحت مثلاً illustration عدا ذلك، تركز دراسة الماجستير على تعليم أساليب البحث والإطارات التي يمكن أن تتبعها في أعمالك. أيّ المفكرين تقرأ؟ أي الباحثين ستتبع كأسلوب؟ أي نوع من المدارس تتفق معه ولماذا؟ يتوقع منك أن تتعلم أساليب البحث وتتبعها بطريقة منهجية لإنتاج إما رسالة بحث thesis أو مشروع عملي بالإضافة لبحث مرافق له ويختلف الإثنان في بعض التفاصيل ولكن طبيعة دراسة الدرجة العلمية غالباً تتشابه.
عامل آخر مهم في اختياراتك هو مدينة الدراسة وأي أنظمة التعليم تتبع، بشكل عام النظام الأمريكي يختلف عن البريطاني من ناحية طريقة التقييم والمتطلبات للتقديم والتخرج. عدد الساعات ومسميّات الدرجة العلمية قد تختلف أيضاً لذا عليك أن تحدد بعد هدفك التفاصيل التي يتطلبها. لاتريد أن ينتهي بك المطاف بفرق مسمّى لايقبله نظام العمل.
عامل آخر مهم في اختياراتك هو مدينة الدراسة وأي أنظمة التعليم تتبع، بشكل عام النظام الأمريكي يختلف عن البريطاني من ناحية طريقة التقييم والمتطلبات للتقديم والتخرج. عدد الساعات ومسميّات الدرجة العلمية قد تختلف أيضاً لذا عليك أن تحدد بعد هدفك التفاصيل التي يتطلبها. لاتريد أن ينتهي بك المطاف بفرق مسمّى لايقبله نظام العمل.
معظم الطلاب الذين أصادفهم في الجامعة اختاروا الماجستير لأسباب تتعلق بالوظيفة، أرادوا الإختصاص وبناء علاقاتهم في سوق العمل من خلال علاقات الجامعة وسمعتها. قد تعتقد أنك تعرف بالتحديد مالذي تريده من الدراسة، لكنّ التجربة ستغير الكثير من أفكارك السابقة. أذكر أنّ هذه الأسئلة ألحت علي كثيراً أثناء فترة التطبيق الصيف الماضي، كان الجميع يتساءل عن سبب اختياري للدراسة رغم أن مهاراتي جيدة ومناسبة لسوق العمل.
يصعب على شخص لم يعش في ظروف مشابهة لك أن يتفهم حقيقة شغفك ولست مطالباً بإقناع الجميع بأسبابك. لكن قبل أن تقدم على خطوة بهذه الجرأة وتختار الإبتعاد عن كل مااعتدت عليه فكّر جيداً في أهدافك حتى لا تتراجع عند أول تحدي.
يصعب على شخص لم يعش في ظروف مشابهة لك أن يتفهم حقيقة شغفك ولست مطالباً بإقناع الجميع بأسبابك. لكن قبل أن تقدم على خطوة بهذه الجرأة وتختار الإبتعاد عن كل مااعتدت عليه فكّر جيداً في أهدافك حتى لا تتراجع عند أول تحدي.
أعتقد أن الدراسات العليا على مستوى محلّي لها تقدير مختلف، وأعتقد أيضاً أنّ التجربة بحد ذاتها جديرة بالتفكير، غيّر الماجستير فيني الكثير من ناحية التخطيط للمستقبل وطريقة تقييمي للأولويات إضافة للعلاقات المميزة التي حظيت بها مع باحثين وريادين وطلاب بخلفيات مختلفة. الغربة تعلمك النضج وتصقل الكثير من شخصيتك وتضعك أمام تحديات عليك أن تواجهها لوحدك وليست سهلة بكل تأكيد بالمقابل تعطيك فرصة عظيمة للتفكير وإعادة النظر في سير حياتك وكيف ترى مستقبلك، تتيح لك الفرصة للتعرف على عالم مختلف وأسلوب حياة قد يغيّر فيك للأبد!