“ستدرك في وقت متأخر من الحياة، أنّ معظم المعارك التي خضتها لم تكن سوى أحداث هامشية أشغلتك عن حياتك الحقيقية. اجعل هذا الإدراك مُبكراً”
-غازي القصيبي رحمه الله-
على عكس البدايات، تكون النهايات منطفئة، رتيبة، قد مرّت بالكثير من الأحداث التي استهلكت طاقة الوصول. نقترب للنهاية بقلوب منهكة، متوهجة ربما لفكرة الإنتهاء من مرحلة معينة أثقلت علينا لكنّها في نفس الوقت على أعتاب مرحلة غير أكيدة، جديدة وتحمل الكثير من التساؤلات.
الحيرة، الخوف وعدم التيقن قد تجعلك شخص مختلف كلياً لكنهّا أيضاً تأتي في صحبة الحماس والإنطلاق، الأدرينالين المندفع نحو المجهول الذي تبذل كلّ مافي وسعك لتصل إليه. ذلك المجهول الذي نضع له الخطط ونضبط أجندتنا لتحقيقه ونسميه: المستقبل.
الحيرة، الخوف وعدم التيقن قد تجعلك شخص مختلف كلياً لكنهّا أيضاً تأتي في صحبة الحماس والإنطلاق، الأدرينالين المندفع نحو المجهول الذي تبذل كلّ مافي وسعك لتصل إليه. ذلك المجهول الذي نضع له الخطط ونضبط أجندتنا لتحقيقه ونسميه: المستقبل.
تمرّ الرحلة سريعاً، خمس سنوات أو سنة سنتين، تبدأ دائماً بنفس الفكرة، كيف ستمضي؟ لكنها تمضي دون أن تشعر وفجأة تجد نفسك في نهاية المطاف في اليوم الذي كان بالأمس يدعى المستقبل وكأنك للتو قد بدأت.
في رحلة السنتين الماضية، تعلمت أن لاأحمّل الأمور أكثر مما تستحق، أن أتقبل الواقع الذي يفرض عليك أحياناً شروط قد لا تعجبك أو لم تخطط لها، والأهم: أنّ أي حدث ماهو إلا شي لحظي سينتهي بنهاية اليوم وسيكون لك فرصة الإنشغال بغيره أقرب مما تعتقد.
في رحلة السنتين الماضية، تعلمت أن لاأحمّل الأمور أكثر مما تستحق، أن أتقبل الواقع الذي يفرض عليك أحياناً شروط قد لا تعجبك أو لم تخطط لها، والأهم: أنّ أي حدث ماهو إلا شي لحظي سينتهي بنهاية اليوم وسيكون لك فرصة الإنشغال بغيره أقرب مما تعتقد.
تعلمت أيضاً أن أكون أكثر وعياً بالأشخاص من حولي وتعاملهم مع الحياة وتأثير ذلك علي، أعتقد أنّ الإنسان هو أكثر مخلوق مدهش للتأمل، ردات فعله، تصرفاته، اختياراته والأهم أخطاؤه التي لايستطيع التعلم منها ولاينكف يعيدها مرة تلو الأخرى، ولعلّ اللافت تحديداً هو تعاملي مع جنسيات مختلفة لاأستطيع حصرها لكنها جميعاً تنتهي إلى نفس الإنسان: يسعى خلف رغباته، يخطئ في معركة، يخسر أخرى أو ينجح ويدعي فضل كل ذلك لذكاءه.
الأشخاص الذين تحيط نفسك بهم مهمون جداً، أولئك الذين تفرضهم عليك الحياة من زملاء العمل أو الدراسة أو غيرها والذين تقضي معهم جلّ وقتك، وأولئك الذين تختار أن تجعلهم الأقرب لقلبك والأكثر استماعاً لفكرك. وقد يكون الصمت أو الوحدة اختياراً محايداً لاتضطر معه لبذل مجهود في علاقاتك، لكننّا بشر والبشر في النهاية محتاجون لبعضهم. وبقدر ماأحب أنّ أشيد بأهمية إعتماد الإنسان على نفسه واستقلاليته وسعيه لأحلامه بقدر ماأعي في هذه المرحلة تحديداً أنّ الرحلة قد تختلف كلياً إذا أحسنت اختيار الرفقة.
رحلة الدراسة بالأخص مهمة جداً وتصقل الإنسان أكاديمياً وإجتماعياً بطريقة مميزة، يتعلم منذ السنوات الأولى أن الجامعة لاتشبه المدرسة وأنّ قوانين هذا الصرح ليست كغيرها. يتوقع منك معلمك أن تبذل وسعك، أن تسهر كي تنجز، أن تقدم هدفك التعليمي على غيره، بالأصح ألاّ يكون لك هدف سوى التعليم. أو على الأقل هذا مايوحي لك به عندما يعاتبك، يأنبك ويضغط عليك في مواعيد التسليم التي تخرج عن سيطرتك ببساطة لأنك إنسان تحتاج للوقت كي تتعلم وتحتاج للوقت كي تنجز. أفضل طريقة تتعلم بها هي الفشل، تخطئ فتعرف أن لاخيار لديك إلا أن تتفادى الخطأ في المرة القادمة. لايمكنك محوه من الذاكرة، لايمكنك إنكار حدوثه، تستطيع فقط أن تتعلم منه وصدقني أخطاؤك هي أفضل معلم حتى على المستوى الشخصي.
ربما يكون حديثي هنا غير متجانس وأقرب للفضفضة، لكن وأضيف: ننسى كثيراً في هذه الرحلة أن نتفقد قلوبنا، الأخلاقيات التي نتعامل بها ومالذي يعنيه أن نكون منغمسين في العمل.
تفقد قلبك هذا المساء، فكّر في الإنسان الذي تريد أن تكون عليه، الإنسان الذي تريد أن تُعرف به، وهذا أو ذاك هو نتاج تعاملك اليومي مع من حولك، اللمسات البسيطة التي تضعها في الطريق، اهتمامك بصحتك، بعائلتك، بصقل شخصيتك بقدر الإهتمام الذي تبذله لعملك أو تخصصك، تأملك فيمن حولك والإنتباه للتفاصيل التي قد تغيرك كلياً.
بالتأكيد أن الإنجاز العلمي لايضاهيه في القيمة شيء لنفسك ولمجتمعك ولايعني اهتمامك بغيره أن تهمله أو تجعله في آخر القائمة، لكنّ أي إنجاز مهما يكن ليس إلاّ مرحلة تنتقل بعدها لمرحلة أخرى، الإنجاز الذي تقتل نفسك لأجله اليوم وتخسر نفسك فيه ليس إلا جزء من رحلتك الطويلة في الحياة ويوماً ما لن يكون إلا جزء من الذكريات ولن يبقى إلا ماتعلمته تحمله معك لمرحلة أخرى.
تفقد قلبك هذا المساء، فكّر في الإنسان الذي تريد أن تكون عليه، الإنسان الذي تريد أن تُعرف به، وهذا أو ذاك هو نتاج تعاملك اليومي مع من حولك، اللمسات البسيطة التي تضعها في الطريق، اهتمامك بصحتك، بعائلتك، بصقل شخصيتك بقدر الإهتمام الذي تبذله لعملك أو تخصصك، تأملك فيمن حولك والإنتباه للتفاصيل التي قد تغيرك كلياً.
بالتأكيد أن الإنجاز العلمي لايضاهيه في القيمة شيء لنفسك ولمجتمعك ولايعني اهتمامك بغيره أن تهمله أو تجعله في آخر القائمة، لكنّ أي إنجاز مهما يكن ليس إلاّ مرحلة تنتقل بعدها لمرحلة أخرى، الإنجاز الذي تقتل نفسك لأجله اليوم وتخسر نفسك فيه ليس إلا جزء من رحلتك الطويلة في الحياة ويوماً ما لن يكون إلا جزء من الذكريات ولن يبقى إلا ماتعلمته تحمله معك لمرحلة أخرى.
عندما تقترب النهاية وقبل أن تصل فكّر مالذي فعلته هذه الرحلة لك، مالذي أضافته ومالذي قد تتعلم منه وتستطيع تطويره، فكّر عند خط النهاية بقلبك وكيف هو بعد هذه الرحلة، هل استحقت العناء؟ هل كانت الأفضل؟ هل كنت لتغيّر فيها شيئاً؟ لاتقسُ على نفسك فلايزال هناك متسع للأفضل وتذكر أنّ المستقبل الذي خططت له قد حدث بالفعل أو على الأقل جزء منه.
النهايات كالبدايات لولا دهشة الوصول .. . دامت لك البدايات المشعة بالطمأنينة و النهايات المثمرة بالرّضا يامريم ( ).
ردحذفحبيبتي بشاير اللهم آمين ولكِ بالمثل. يسعدني دائماً قربك ()
حذفأهلا و سهلا
ردحذفنثمّن لكم ما تضيفونه للتدوين
ندعوكم لزيارة موقعنا للتفاعل و المتابعة
https://sociopoliticarabsite.wordpress.com/
وافر التقدير
أهلا و سهلا
ردحذفنثمّن لكم ما تضيفونه للتدوين
ندعوكم لزيارة موقعنا للتفاعل و المتابعة
https://sociopoliticarabsite.wordpress.com/
وافر التقدير