الأربعاء، 14 أغسطس 2013

- كنتُ أتمنى أن أحصل على أكثرَ من هذا، 
قالتها بنبرةٍِ من الأسى غصت بها.
سألتها سؤالاً بديهياً؛
- مثل ماذا؟ 
وكما في تحقيقات الشرطة تسأل الأسئلة البسيطة كي يظنّ الجميع ألا شيء بين طيّات السؤال، لكنّ الحقيقة أن سؤالاً كهذا عادةً ينتظره الشخص طويلاً حتى اذا أتيحت له الفرصة لم يحفظ وقتاً في سرد مابداخله. 
قالت:
- كانت لديّ طقوسي المختلفة، تقول أمي دائماً إنني كنتُ الأحنّ بين إخوتي، ذلك الشخص الذي يفكر في تحقيق رغبات الآخرين حتى يراهم سعداء ويسعد هو بالمقابل. ربّما كبرت هذه الصفة معي عندما كبرت حتى باتت بصمة عارٍ تلاحقني أينما كنت. 
ظننتُ أنني وبوصولي لهذا العمر قد تجاوزت هذه المرحلة التي أخلط فيها بين الإيثار وتضييع ماأستحق لكنني لم أفعل والنتيجة أنني خسرتُ كثيراً مما بين يديّ لأجل هذا.

لم أفهم تحديداً ماتريدُ قوله لكنني لم أشأ أن أقاطعها، أحياناً لا يحتاج الشخص الذي أمامك أن تفهمه بقدرِ ما يحتاج منك أن تُصغي بقلبك لما يقول، قصتها لم تكن مختلفة عن كثيرٍ مما سمعت لكنّ شيئاً ما في صوتها شدني بصورةٍ لم أرد لها أن تتوقف! اكتفيتُ بايماءة.
-رأيتُ حلماً جميلاً قبل أيام، لم أرد أن أستيقظ منه أبداً. كنتُ سعيدةً فيه بصورة لم أختبرها في الواقع بعد. كنتُ بين أناسٍ أحبهم ويمسك بيدي أحدهم، لكنّهم لم يشبهوا أحداً ممن أعرف، حاولتُ أن أستفسر عن أسماءهم لكنّهم لم يلقوا بالاً لسؤالي وبدأنا بعدها في الضحك، ذلك النوع المحبب من الضحك النابع من القلب لا بقصد السخرية بل للتعبير عن الأنس وكأننا كنّا نتذكر موقفاً طريفاً مررنا به في طفولتنا أو ماشابه.
أتذكرُّ المكان الذي جلسنا فيه جيداً، السماء كانت زرقاء صافية، وهناك على مدّ البصر رمالٌ ذهبية، لكنني لم أرَ بحراً أو أيّ أثرٍ للمياه، ربّما كنّا في صحراء لكنني لم أحس بالحرّ. المهم أنّه كان حلماً لم أرد أن أستيقظ منه. لكن وككل الأحلام لابدّ أن تنتهي. قضيتُ ذلك اليوم في مزاجٍ عكر، لم أستطع الاستيقاظ فعلياً ممارأيت وكان كلّ شيءٍ حولي يذكّرني بأنني لن أصل لجزءٍ من هذا الحلم. 
-قاطعتها:
- لكنّكِ تبالغين، أنا أرى كيف تعاملين من حولك وكما يقول درويش" لازال في الحياة مايستحق" 
- أعرف أنّ هناك مايستحق لكنّه ليس معي بعد! لم أصل إليه، لم أجد نفسي فيما حولي.
انفجرت هنا بالبكاء ووجدتني واقفةً في صمت من لايدّ له ولا حيلة، حتى أنني لم أحاول أن أضمها أو أمسك بيديها، اكتفيتُ برؤيتها هناك غارقة في أحزانها، في الواقع الذي تريدُ الخلاص منه، في الأشخاص الذين لم تتعرف عليهم بعد لكنّها تعرف أنهم أصدقاءُ جيّدون وسيقدرونها وسيهتمون بها. بكاؤها كان صارخاً وقال أكثر مما قالته شفتاها الجميلتان. فتاةٌ في عزّ شبابها ناقمةٌ على حياتها ومجتمعها، لا ينقصها شيء سوى عاطفةٍ غنيّة. كم من الأشخاص بيننا لهم قصةٌ مشابهة، بدأتُ أشفق عليها، لم تتوقف دموعها، وفي الحقيقة كنتُ أشفق على نفسي، لأن بداخلي يسكنُ شيءٌ من حلمها الذي لم أصل إليه حتى وأنا في مقتبل الخمسين. 
قاطعَت حبل أفكاري. 
-أتعلمين؟ لديّ الكثير لأتوقعه من هذه الحياة، لكنني أعتقدُ أن عدم حصولي عليه هو سببٌ لأتعلّق بالآخرة. تمنيتُ العيش في مدينة هادئة بها من الجمال الإلهي ماينمّي تأملي، أحبّ السماء وأحبّ الهواء. كم اشتهيتُ رحلةً على التلة أو حتى في مزرعة. تمنيتُ زاويةً في البيت الصيفي حيثُ أحيكُ وأكتب، حيثُ أعيشُ قصةً خيالية وأصدقها بكلّ جوارحي ولا أبالي. طبيعتي هادئة ولا أريدُ بيئةً لا تشبهها، الصخب يتعبني، في الموسيقى، في المدينة، في الأصوات، في الألوان وفي كلّ شيء. تمنيتُ أنني سأخرج للتسوق مع صديقتي ثم نحتسي القهوة ونفكّر في حفلة المساء هكذا بكل سذاجة. تمنيتُ أنني سأسافر لأجد نفسي، لأتعلم ثقافاتٍ مختلفة، لأملك قصصاً مختلفة وأحكيها فيما بعد لغرباء سيصبحون يوماً أصدقائي.
تمنيتُ أنني سأستيقظُ يوماً لأجد نفسي في منزلٍ لا أسمعُ فيه سوى هديرِ البحر المجاور وزقزقة العصافير التي تعلنُ بداية اليوم. 
- تأملتها وهي تتحدث، عيناها كانتا جميلتين، انتفخت زهواً بماتمنتّه أحسستُ بكلماتها وكأنها واقع. غصصتُ هنا لكنني تمالكتُ نفسي، لا أريدها أن تشعرَ بضعفي ليس وهي تحاول إيجاد شخصٍ تستندُ عليه في أزمة تفكيرها. 
- لو أنني أستطيع تحقيق كلّ هذا! لكنني أفكّر في حياتي الحالية وأجدُ المسافة طويلة جداً بينها وبين ما أريد. ماأطلبه هو من سابعِ المستحيلات. ربّما ولدتُ في زمانٍ لا يُشبهني وطلبتُ أكثر مما أستحق فحُكم عليّ بنهايةٍ تسحقني ببطء. وكأنه نوعٌ من الانتقام بشيءٍ من السخرية..
- لاأصدق هذا! شخصٌ بهذا التفكير عليه ألاّ يستسلم، إن أردتِ تحقيق هذه الأحلام فعليكِ العمل من أجلها بكامل قواك! لاشيء فيها مستحيل صدقيني هي أشياء بسيطة لكن ربّما تحتاج لتخطي بعض الصعاب والمحطات قبل تحقيقها. وماطعم الأحلام إن لم نقاتل من أجلها؟ ماطعم الحياة إن لم نملك أحلاماً نقاتل من أجلها؟ 
- أجل ولكن...
-ماذا؟ تريدين الموت إذن؟ هذه الحالة لن توصلك سوى للموتِ البطيء، اشغلي نفسك بالدراسة، بالعمل، في تخيّل الحلم واقعاً وليس مجرد العتب على ماحولك. كلّ هذا زائف، وهذه ليست النهاية أبداً لا زالت الحياة أمامك، حاولي أن تعيشيها بذكاء واستمتعي حتى في القتال من أجل حقك. أريدك فتاة قويّة فتاةً تعرف ماضيها لتستفيد منه لا لتبكي على أطلاله! 
- أحسست أنني انفعلتُ قليلاً لكن ربما كان هذا ضرورياً، فجأة اتجهت نحوي وضمتني بقوةٍ أحسست بشعور غريب معها، آخر مرة أحسستُ بهذا الشعور كنتُ في العاشرة من عمري، قبل موتِ أمي بفترة، وهاهي اليوم صديقتي تعيدُ إليّ نفس الشعور! ربّما هو فرق السنِّ بيننا وربّما هو هذا الحوار المليء بالعواطف. 
- لاأعرف لم فعلتُ هذا، لكن يجبُ عليّ أن أرحل الآن ولابد من خاتمةٍ ننهي بها اللقاء. أعدك لن أستسلم.
- لازال هناك ضوءٌ في العتمة ياصديقتي، ابحثي عنه وتشبثي به بكامل قواك ولا تسمحي لأحدٍ أن يسلبك إيّاه حتى لو كان هذا الشخص هو أنتِ!

غادَرت وهي تكفكفُ دموعها بابتسامة، وبقيتُ مستيقظةً تلك الليلة غارقةً في أفكاري حتى لمحتُ خيوط الصباحِ تتسلل من النافذة دون أن أحس بالوقت. وضعتُ رأسي على الوسادة واستغرقتُ في نومٍ عميق حملني لحلمٍ يشبه حلمها ومكانٍ حيثُ أردنا أن نكون سوياً في عالمٍ لا يشبه شيئاً مما نعيشه. 

تمت. 

السبت، 3 أغسطس 2013

جماليات التصميم التفاعلي

رح أتكلم لكم شوي عن المادة الصيفية اللي أخذتها.. 
أول شي الاسم ماله علاقة باللي أخذناه، احنا درسنا Material Application لكن هم دمجوا الكورسين سوا والقصة انو  قبل الصيف كان في مشكلة في الجداول وانو احنا أخذنا هذي المادة من قبل لكن قبل لا نتخصص فكانت تتكلم عن مواد البناء والصبغ والخشب وكذا أشياء مالها علاقة بتخصصنا أبداً. الدفعات اللي بعدنا تحسن وضعهم وعطوهم شي مفيد جداً وحبينا ناخذه عشان نستفيد المهم انو قصة لين غيروا اسمها ونزلت المادة والحمدلله. 
أول مابدينا كان حماس وكذا بعدين بدا معدّل الشغل يزيد بشكل مزعج لكن الحقيقة انها كانت مفيدة جداً وتمنيت لو أخذتها من قبل كانت بتفيدني بكورسات ثانية. 
الهدف الأساسي منها انها تعلمك طرق مختلفة ومواد مختلفة وكيف تتعامل معها، وركزنا بشكل أساسي عالورق. 
أخذنا تقريباً ٩ مشاريع خلال شهرين وهي كمية دسمة بمعدل مشروع كل أسبوع. 
أكثر مشروع استمتعت فيه كان عجينة السراميك وعجينة الورق وأظن المشاريع تتكلم أحسن مني :$ 
الشي اللي أشوفه يفرق بين بنت من كلية التصاميم وبنت من أي قسم ثاني هو مهاراتها اليدوية، التخصص هذا يجبرك تستخدم يدينك وتهتم بتفاصيل كثيرة غيرك ماينتبه لها. تعجبني هذي المهارات لأنها تفيدني بحياتي بشكل عام مش بس بالجامعة، مثلاً لمن أجي أنسق شي أعرف كيف أختار القطع بشكل مبتكر، أعرف كيف أتخيل الشكل براسي قبل لا أشوفه. 
برضو مثلاً لمن تصادفني مشكلة، مافي شي مستحيل وكل شي له تصريفة وحل، الكورس هذا أكد على هالشي جداً. أحياناً كان في مشاريع لازم أسويها قبل بيوم عشان تنشف ويصير عندي وم واحد بس ألون وأضبط الفنشنق فتصير أخطاء مافي وقت تعدلها ولازم مخك يشتغل بسرعة وتفكر في حل بديل سريع لأنو التسليم تسليم والتأخير مش ف صالحك أبداً وعلى قولة مس ندى "اللي عطتنا الكروس" من كان له حيلة فليحتال :) 
بالطبخ بالخياطة بتنسيق الحفلات والديكور بالتفاصيل اللي تعطي لمسات جميلة وفخمة للأشياء. هذا الشي ممكن يكون موهبة أو شي فطري لكن تخصص التصميم ينميها ويصقلها. 

هذا رابط للبورتفوليو اللي سلمناه بنهاية الكورس للي حاب يطلع على نوعية الشغل اللي سويناه 

مشاهدة ممتعة وأنتظر تعليقاتكم :) 

الأربعاء، 31 يوليو 2013

ياخيرَ من نزل النفوس أراحلٌ؟*

هُناك الكثير مما يدور في رأسي، الكثير من المشاغل والكثير من الأفكار، لاأعرف متى سيكون هناك وقتٌ كافٍ؟ دائماً ينفدُ الوقتُ مني ولم يحصل مرةً أن كان هناك فائضٌ منه وأظنّ أنها مشكلة الجميع.
شاهدتُ في الأيام الماضية حديثاً عن علامات الساعة وأشراطها، هزّني هذا الكلام كما لم أشعر من قبل!
أيّ غفلةٍ نحنُ فيها اليوم؟ 
نظرتُ في التقويم فإذا برمضان قد بدأت عشره الأخرى!
ياألله مرّ الوقت كعادته سريعاً، وفي رمضان يتسارعُ الوقت أكثر وأكثر. 
قبل دخول الشهر خططتُ لأشياء كثيرة وأعمالٍ سأقوم بها لكنني لم أتمكن منها كلّها، شغلتني الدنيا، شغلني العمل، والجامعة، شغلتني أسرتي والالتزامات العديدة هُنا وهُناك، صحيحٌ أنّ احتساب الأجر في العمل يرفعُ قدره لكنني كنتُ أريدُ أن أتفرّغ لقلبي في هذا الشهر، كنتُ أريد أن أتصالحَ مع ذاتي وأن أجدد العهد كي أتمكن من مجاراة سنة قادمة بإذن الله.
السنةُ عندي تبدأ في رمضان، فيه أضعُ أهدافي وفيه أخطط للقادم. لأن النفس فيه تكونُ أقرب لخالقها والناسُ فيه يتحرّون الخير ويساعدون عليه، لذا فهو وقتٌ ممتاز للاستشارة والتفكير. 
صفاءُ الذهنِ مع الصيام والدعاء الذي نُردده ونسمعه ليل نهار، كلّ هذا يُعطينا أملاً وسكينة بأنّ "الدنيا لسه بخير"، الجميع في هذا الوقت يتعاون على البرّ والجميع يريدُ أن يكسب الأجر، هذه الهمّة التي نراها حولنا ونقرؤها في تغريداتنا ونشاهدها في البرامج المتنوعة. هذا النوع من الرجاء فيما عند الله والرغبة في التوبة يعطيني شعوراً جيّداً بل ممتازاً للغاية.
اليوم هو الثاني والعشرين من شهرِ رمضان. أكثرُ ما هزّني في حديثِ يوم القيامة أنّه فاقَ ماأتصور من أشياء!
لو تفكّرنا في الحياة الآخرة التي تنتظرنا لراجعنا أنفسنا واتجاهاتنا وأفكارنا والخواطر التي نحدّث بها أنفسنا، لو فهمنا حقاً لكانت حياتنا لاتُشبه هذه الحياة بأيّ شكلٍ من الأشكال، لو أدركنا أننا سنسأل لوحدنا عن كلّ مثقالِ ذرّة عملناه وأنّّ كلّ مانسيناه مكتوب ومسجّل منذ أن كُلّفنا بالفرائض لما تكلّمنا دون أن نفكّر ولما اتبّعنا لمجردِ الاتباع.
دعونا نراجع أنفسنا في الأيام القليلة الباقية، دعونا نخرج من رمضان بقلوبٍ سليمة همها الجنّة وغاية مُناها أن تحظى بشرفِ رؤية ربّها تبارك وتعالى، دعونا نُقبل على الله ولا نُضيّع ماتبقّى. الدنيا لن تتوقف أبداً وقد أعطيناها من الوقت مايزيد على ما تستحقه، لنُعطي العبادة وقتها علّها تكون البداية لحياة تنتهي برضا الله.
ومن يضمنُ لي عُمره ؟



أنصح بالاستماع لهذا المقطع
http://www.youtube.com/watch?v=DWf9emCpGsM

الخميس، 25 يوليو 2013

التدريب الصيفي- مسك الختام

أنهيتُ قبل يومين تجربة التدريب الصيفي واليوم أنهي المادة الصيفية "الماتيريال" وهي تجربة فريدة، هذا الصيف في الواقع كله عبارة عن تجارب فريدة. 
لاأصدق أنّ سنةً واحدة فقط تفصلني عن التخرج! لاأصدق أنني قريباً جداً سأحصل على وظيفتي الرسمية، هذا الصيف كان مقدمة بسيطة للمستقبل الذي ينتظرني فقط بعد سنة، رغم أنّ لديّ احساساً قويّاً أنّ ماقدّره الله لي مختلف تماماً عمّا أفكر به. 

المهم دعونا نتحدث عن أبرز ماتعلمته من هذه التجربة. كمصممة كانت المرة الأولى الفعلية التي أضع فيها ثمناً لما أقوم به. والموضوع أصعب بكثير مما تظن. القيمة الحقيقة للعمل لاتقدّر بثمن، وقتك ورسوماتك، بحثك والساعات التي تقضيها في تبنّي فكرة قد تُرفض ببساطة بسبب اختلاف الأذواق. أن تضع رقماً يساوي قيمة كلّ هذا، أعني لو تُرك الخيار لي لكان شيئاً مختلفاً لكني تعلّمت أن أقدر جهدي بخطٍ يوازي مقدرة العميل، هناك أشخاص ليس لديهم مشكلة أن يدفعوا، وهناك أشخاص عليك أن تكون حذراً في كلّ ماتقوله لهم، في الحالتين يجب أن تقنع العميل أن مافعلته يستحق. 
من أبرز ماتعلّمته أيضاً أن أسلوبك في تسويق عملك هو مايحدد نجاحك. في الواقع مجال العمل لا يختلف عن أي مجال آخر، والعملاء والمصممون هم بشر في النهاية، المشكلة أننا ننسى أحياناً مهارات الاتصال والذكاء العاطفي حين نتعامل معهم بظننا أنه لا يهمّ، لكنّه فعلياً ما يصنع الفرق. 
المصمم يفضّل العميل السهل الذي يُعجب بأفكاره لكن يساهم فيها في نفس الوقت، والعميل يريد أن يُحسّ بأنّه أولوية لدى المصمم وأن رضاه أي العميل هو مايحدد إتمام العمل ونجاحه. 
تحدّث عن مشروعك، عن فكرتك عن رأيك وكأنه جزء منك، تحدّث عنه بشغف واشرح أهميته وسبب تميزّه، إذا لمعت عيناك وأنت تتحدث إذاً فقد نجحت في إقناع من أمامك، وطاقة كهذه يصعب ألاّ تنتقل للطرف الآخر ويصعب ألا يُعجب بها. 
في نفس الوقت كُن مرناً وتقبّل النقد، أحياناً ومع حماس الفكرة، نواجه كل نقد على أنه انتقاص ونُغفل حقّ العميل في إبداء رأيه بكل صراحة. في النهاية، أنت تصمم له هوية ستستمر مع مشروعه للأبد تقريباً أو شيئاً يتحدث عن منتجه أو بمعنى آخر يسوّق له. حين يشعر العميل بأن ما قمت به ماهو إلا ترجمة لأفكاره لكن بنظرة محترفة سيقتنع وسيقبل بعرضك. 

لا يسعني استحضار كل ماتعلمته في وقت واحد، لهذا السبب كنتُ أكتب أسبوعياً عن تجربتي، أريد أن أختم بنقطة مهمة جداً وهي اغتنام الفرص. تحدثتُ عنها مسبقاً لكنّها تستحق الإعادة. عليك أن تكون مستعداً لأي فرصة تأتيك وذلك بتطوير مهاراتك مسبقاً في المجالات التي تريد اغتنامها. 

حين أعود لأول كتاباتي عن هذا الموضوع، أقرأ كمية الحماس التي شعرتُ بها عند أول مرة كنتُ في اجتماع عمل وأقارنها بآخر جلسة تصوير ختمنا بها أسبوعنا الأخير، صحيح أنّ شيئاً من الملل أصابني في النهاية، لكنّها نفس الروح التي دخلتُ بها ونفس الطاقة. استمتعت وتعلمت الكثير، ولستُ نادمة أبداً على أي قرار اتخذته، شكراً لكلّ الأشخاص الذين جعلوا من هذا الصيف تجربة لا تُنسى :) 


سأقوم لاحقاً بترتيب الأعمال التي أديتها وعرضها، وسأتحدث عن كورس الماتيريال في تدوينة لاحقة لأنو قصته قصة xD  

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

كل مرحلة يصلها الانسان في حياته، ماهيَ إلا بداية لمرحلة جديدة. كأبسط مثال، أذكر جيّداً فرحتي بالتخرج من الثانوية، وعندما ينتهي امتحان القدرات والتحصيلي تشعر أنّ الدنيا تبتسم وأن أكبر همومك قد انقضى، لكنني لم أكن أعرف أنّ تلك اللحظة كانت ضرورية لبداية رحلة طويلة جداً وليست الأخيرة. 
لم أكن لأستوعب هذا الأمر في تلك الفترة، لكنني الآن أفهمه جيّداً، ينتهي هذا الكورس في الجامعة وأخرج منه بمشروع رائع يثني عليه الجميع، أتوقع أنني أصبحت ملمة بأغلب خيوط الموضوع، لكن وعند أول مشروع حقيقي أتعامل معه، أكتشف أن هناك الكثير من الأمور التي لا أعرفها وأنّ كل ماتعلمته ماهو إلا نقطة صغيرة جداً في عالم التصميم.
ربّما تكون جمالية العلم والشيء المدهش فيه الذي يحثنا على الاستمرار في طلب المزيد، هو أننا لانعرف متى نتوقف. كلّ معلومة تجرّ التي بعدها وكلّ اكتشاف يأتي من يطوّره. 
التحديات في هذه الحياة لاحصر لها، الشيء الوحيد الصعب في كلّ هذا هو تقبّلك لفكرة أنّ ماتعلمته ماهو إلا البداية أو المفتاح لعالم واسع في الخارج ينتظرك. 
صادفني شعور غريب، وأظنّه قادني إلى كلّ هذا التفكير، كنتُ بدأت مشروعاً في الفترة الماضية وكأنني طالبٌ في الابتدائية يتعلّم الرياضيات للمرة الأولى، رغم أنّه كان في مجال الجرافيك، إلاّ أنّ كل مافيه جديدٌ عليّ ولم يكن سهلاً. في البداية صدمت، كنتُ أظنّ أن ماعندي من معلومات يكفي على الأقل في الوقت الحالي، لكنني أدركت أنّ المعلومة نفسها غير مفيدة ١٠٠٪ بمعنى، لو أنني تعلمت كل المفاهيم المختلفة ستظلّ هذه المفاهيم في تطوّر، وسيظل هناك العديد مما لا أستطيع الحصول عليه دفعة واحدة، لكنّ أهم مانتعلمه هو كيف نتعلّم.
الكلام فلسفي هنا لكنّه مهم ركّز معي، 
إذا تعلمت أساليب البحث المختلفة، مواقع جيّدة، كتّاب متخصصين، مصادر مختلفة للمعلومات، مصادر خاصة بك لايعرفها كلّ أحد، هُنا حتى لو كنت لوحدك، أقصد دون المعلم أو المجموعة، فستعرف كيف تنتج بالصورة المطلوبة. 
كما أسلفت الحياة كلها تحدّيات، ولا حدود لتطوّر العلم، علينا أن نواكب هذا التطوّر إن أردنا أن نظل متميزين في مانقوم به 
ليس سهلاً أن تصل لمرحلة ثم تكتشف أنك لازلت تحتاج أن تبدأ من جديد بعدها. لكنها سنّة الحياة ولك الخيار إمّا أن تكابر وتكتفي بما لديك، أو أن تستمر في التعلم بروح الطالب الشغوف. 
هناك شعور جميل جداً أشعر به عند كل محطة أنهيها وأبدأ من بعدها مرحلة جديدة، لذّة العلم في مختلف مجالاته ليس لها مثيل! والعائد هنا شخص مثقف، فِكر مختلف واحترام تكسبه من الجميع. 

الأربعاء، 10 يوليو 2013

التدريب الصيفي- الأسبوع الخامس

بدايةً كلّ عام وانتو بخير :)
في الفترة الأخيرة كنت جداً مشغولة مع الجامعة والتدريب. صرت أقولها كثير صح؟ لا بس من جد الفترة الأخيرة كانت شي موطبيعي. 
الأسبوع اللي فات سلمت ٦ مشاريع بيوم واحد اشتغلت عليهم لمدة ٤ أيام تقريباً وكان انتحار، بس الحمدلله سلمتهم وأخذت درجة كويسة. غير كذا كان عندي التزامات عائلية وكم التزام مع عملاء وزحمة. لكن حمدلله كانت نتائج ممتازة. 
أحياناً أحس اني تهورت جداً لمن أخذت كورس صيفي مع التدريب، بعدين أرجع أفكر هذي المادة جداً مفيدة ومستحيل كنت آخذها وسط الترم ومن جد قاعدة أتعلم. مشكلتها الوحيدة ان طلباتها كثير وتقريباً كل كلاس عندنا تسليم لكن الله يسهّل :) 
طيب خلصنا حلطمة نرجع للمفيد.

الأشخاص السلبين في هذه الفترة متكاثرين بشكل أليم. مزعج هذا الأمر جداً وبودي لو أستطيع استخدام كاتم صوت معهم. 
الحياة ليست سهلةً أبداً، هناك الكثير من التضحيات عليك أن تقدمها، لكن لو كانت في ذهنك رؤية لما تريد الوصول له لن تجد الأمر بهذا الحزن. يمكن للاثنين أن يصلو، الشخص السلبي والمستمتع لكن أحدهما سيخسر كل علاقاته، لأنّ لاأحد يحب المحبطين. وعندما أبتسم هذا لايعني بأنّ حياتي مثالية، لكن"على هذه الأرض مايستحق الحياة".
عندما تحدثنا عن العلاقات في الدورة الأخيرة التي حضرتها اكتشفنا أن هناك أشخاص في حياتنا لايجب أن نفاتحهم بأي فكرة أو مشروع جديد لأنهم ببساطة سيعقدون الأمور ويزيدونها سوءاً. الواقعية لاتعني السلبية أبداً، أنا واعية بالصعاب والمخاطر وحجم المغامرة التي عليّ القيام بها لكن لو لم أجرب فلن أعرف أبداً إن كنت سأنجح أو لا.

أحياناً أحس بأنني انتحارية. أحب الخط العربي جداً والموضوع شخصي جداً حينما يتعلق الأمر بالخط. قبل أيام جاءنا عميل يريد لوحة بمساحة جدار ويريدها أن تنتهي خلال يومين. مستحيل؟ اممم في البداية فكرت أنّه مستحيل، طيب أنا لستُ متخصصة لكن الأساسيات عندي، ثم إنّ العمل على مشروع كهذا هو حلم بالنسبة لي، والفرصة لاتأتي مرتين.
قبلت ووعدت بأنني وزميلاتي سنعمل جاهدين على انهائها. لايزال الموضوع جارياً وأنا واثقة أنه سيتم بعون الله على أكمل وجه.

كلّ يوم يزداد عندي اليقين بأن الشخص الجيّد المحبوب هو الشخص الناجح. بمعنى أن الموضوع موضوع مهارات اتصال وتسويق أكثر من فن أو بمعنى آخر People's man
هناك الكثير من المبدعين المغرورين للأسف، وهناك فئة أكثر منهم "مايعجبهم العجب"، في بداية مشوارك المهني وقبل أن تصل لمرحلة الغرور هذه "الغير محبذة أصلاً" عليك أن تساير الناس. ياأخي كلّ هذا العلم الذي عندك هو من توفيق الله وفضله فلماذا تتكبر؟
اليوم كنّا نستعرض بعض الأعمال الفنية التي لاقت رواجاً في الفترة الأخيرة. أغلب الفناينين فيها ليسوا "فلتة زمانهم" لكنّم سوّقوا لأنفسهم بالطريقة الصحيحة واغتنموا الفرص. عندما تعرف ماتريده بالضبط ستعرف أيّ الفرص التي تقبل أو ترفض. هناك العديد من أصحاب الحرف الماهرين فيما يعملونه، لكن كم منهم تعرف؟ هذا هو الفرق.




الاثنين، 1 يوليو 2013

التدريب الصيفي- الأسبوع الرابع

بعد أن أنهيت الأسبوع الماضي، دورة مهارات القيادة والتي قابلت فيها شخصيات أثرت في المجتمع وأعطتني الأمل حقيقة بأنّ المستحيل يمكن أن يتحقق. 
في الوضع الراهن هُناك الكثير من المحبطين خصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي ممن يتحدثون عن هذا البلد وعن أوضاعه بطريقة سلبية جداً، يصلك من هذا الكلام رسائل محبطة وتفقد الأمل في تغيير الواقع. لكنّ مقابلة النماذج الناجحة والتي سعت ووجدت نتيجة لبذلها يؤكد لك أنّ الواسطات وهؤلاء المحبطين ليسوا كلّ شيء في الحياة. وعادةً للأسف يكون هؤلاء ممن ينتقد ولايعمل. 
المهم أنّ الدنيا لسه بخير وأنّ لكلِ مجتهد نصيب وأنّ ربّي "لايضيّع عملَ عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى" وحتى وإن لم تجد ثمرة جهدك في الدنيا وهو الأمر الذي نتميز به عن غيرنا من غير المسلمين، فلدينا وعدُ الله وهو كفيل بجعلنا نعمل ونبذل حتى آخر رمق لنا في هذه الدنيا. 
سألخص أبرز النقاط التي استفدتها من الدورة في تدوينة لاحقة بإذن الله. 
عندما عدت للعمل بعد غياب أسبوع، كنت متحمسة جداً، خصوصاً وأننا كنا قد تناقشنا عن الفرق الناجحة وكيفية إدارة المؤسسات. في اليوم الأول قمت بتقديم عرض يلخّص ماتعلمته، والحمدلله كانت التعليقات جيّدة. 
قمنا بعد ذلك بجلسة تصوير، وهو الأمر الذي استمتعت به جداً. أفتقد الوقت الذي كنت أقضيه مع الكاميرا. التصوير بالنسبة لي شغف لاحدود له، في الصيف الماضي كنت مستمتعة جداً بتحدٍّ مع صديقاتي بتصوير مشهد يومياً عن مواضييع مختارة، وكانت النتائج جميلة جداً. 
المهم انتهينا من التصوير، وكانت تجربة جيدة.
اضافة لذلك قمت بتصميم شعار يعتمد على الخط العربي. وهو شغفي الثاني، لذا أستطيع القول بأنّ نتائج العملين كانت مرضية إلى حدّ ما بالنسبة لي ويكفيني أنني استمتعت أثناء القيام بها ناهيك عن النتيجة. 
من المهم جداً أن تحب ماتعمل. العمل في مجال التصميم قد يستغرق منك أيام وقد تطول المدة للأشهر. عليك أن تؤمن بالفكرة، أن تبحث عن مراجع ومصادر وأعمال مشابههة حتى تتشبع بها، عليك أن تعيش في جوّ المشروع حتى تحس بأنّه مشروعك الخاص، عندها فقط يمكنك أن تخرج أفضل ماعندك. 
الحياة ليست بهذه السهولة وهناك العديد من المشاريع الصناعية مثلاً أو العقارية، التي بالنسبة لي مملة! لكن في العمل الناجح نحنُ نضع وجهات نظرنا الشخصية جانباً ونلتفت إلى قيمة المشروع والعائد الذي يمكن لنا أن نستفيده منه. وعندما نُجبر على القيام بعمل لانحبّه نتأقلم مع ذلك وننظر من زوايا مختلفة حتى نجد عائداً يمكننا أن نركز عليه ليربح كلا الطرفان في النهاية. 

-If you can't believe, fake it- 



Feature Post