الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

أينَ إيمانُك يُنقِذك من كلّ هذا؟!


حينما يرتعشُ قلبُك بحثاً عن حُضنٍ يرتمي فيه،
تتذكّرُ تلك الأيام حينما كنتَ تركضُ باتجاه أحدِ أبويك طالباً العونَ منه والنصرة، تبكي حرقةً  حينما لم يعد لك سندٌ تتكئ عليه يربّتُ عليك يطمئنك ولو كذباً بأن الآتي هو الأجمل وأن أفضل الأيام لم تعِشها بعد،
لاتملِكُ الآن سوى أن تلملِمَ نفسك في انكسار تذهبُ لأقربِ معتزل تقفل على نفسك الباب حتى يبدأ مسلسلُ البكاء المعتاد.
تبكي حسرة، ألماً، ظُلماً وندماً ربّما على أرواحٍ فرّطتَ بها وأخرى لم تأخذ منها سوى الهوانِ والذلّة!

قالت كلماتَها وقد سمحَت لنفسها أن تتحدث على لساني بلغةٍ لا يفهمُها سوانا!
لقد ملكت عقلي ووجدتُني أهزّ رأسي تأييداً لكلّ حروفها! لم أعتد وجود شخصٍ مثلها، في العادة لاأحد يفهم، في العادة لاأحد يحاول أن يفهم إلا مُكرهاً!  

كثيرةٌ هي المواقف التي ترى نفسك فيها وحيداً وكأنّك تجلسُ مع العالم في قوقعةٍ شديدة التحصين أوكأن سوراً من زجاج العزلِ يُحيط بِك، لاأنتَ تفهم لُغتهم ولاهم يستمعون لما تقول، مالذي أوصلك لهذا؟ ربّما قلبُك يحتاج للانعاش، لحقنةِ مسكن أو ربّما جُرعةٍ مركزة من وهمٍ جديد ..

تغيّر كلّ شيء!

الحياة تُعلمك أموراً لاتدري كيف اهتديتَ لها ولو علِمنا الغيب لاخترنا الواقع!
الحمدُالله الذي جعلنا مسلمين،
أن تغمُرَ نفسك وتعلّق قلبك بالله ليس بالأمرالسهل فهو يحتاجُ للجهاد والقسوةِ أحياناً، توكلك على الله هو السبيل الوحيد للخروج من كل هذا الكرب..


تفكّر معي، 
الله وحدَه هو من له جنود السماواتِ والأرضِ وهو وحده القاهرُ فوق عباده. الله على كل شيءٍ قدير وهو بكلِّ شيءٍ مُحيط جلّ في عُلاه! أتظُنُّ أنّ الله لايسمعُ ويرى؟ أتشكُّ في قُدرته؟
إذاً لم لاتُسلّم له أمرك؟ لم لا تحمدُه على كل شيء وعلى كلّ حال؟
أتعتقدُ أن شيئاً في الأرض أو السماء يُعجزه عن رزقِك؟ عن نصرك؟ عن اخراجك من حالةِ الضيق إلى نوره سُبحانه؟
سُبحانَ بديعِ السماواتِ والأرض سُبحان من أمرُه بين الكافِ والنون،
منذ أن أدركتُ معاني تُشبه هذه في جُلّها أصبحَ لوجودي في هذا الكون معناً آخر، أصبح لمعيّة الله سُبحانه طعمٌ آخر، هُناك حبّ وهُناك لذةٌ في المناجاة، في القرب وفي طلب المولى تبارك لاإله إلّا هو، 
تخيّل معي أنّ الله يُحيطُك بكلّ هذه النعم، يحميكَ من الموت من الألم منذ ولادتك وفي أوّل خُطواتِك، كم مرةً وقعتَ على الأرض حينها؟ كم مرةٍ تعثّرت على عتبةِ بابٍ أو درجةٍ حادة؟ أشُجّ رأسُك حينها؟ أفُقِعت عينُك؟ من الذي رعاكَ وحماك؟ أهو فهمُك؟ عِلمك؟ أمّك؟ أم أنها رحمة الله تتقلبُ فيها منذ نعومة أظفارِك؟
أتعتقدُ أنّ الله سيتخلّى عنك أو يخذُلك وأنتَ تدعوه؟ وأنت تطلبُ عونه؟ وأنت تسأله التوفيق والسداد؟ أنتَ عند ظنّك بالله!  لقد أعطاكَ أكثر من ذلك دُونما سؤال أوَتعتقد أنّه سيحرمُك وأنتَ تسأل؟

ربّنا تبارك وتعالى يريدُ أن يرى مِنك قلبَاً مُعلّقاً به وحده سُبحانه، يريدُك متوكّلاً عليه ويريدُ قلباً يدعوه ويتذلل بين يديه وحده، ومن يتوكّل على الله فهو حسبُه!
كُن على ثقة بأن ماأصابَك لم يكُن ليُخطِئك وماأخطأكَ لم يكُن ليُصيبَك وأنّ الوحيدَ القادر على رفعِ ضُرّك أقربُ إليكَ من حبلِ الوريد وهو يحولُ بينك وبين قلبِك وليسَ من أحدٍ أقدرَ عليك منه، فلاتبخل على نفسِك برحمةٍ ترجوها منهُ سبحانه!

*اللهم تقبّل توتبتي و اغسل حوبتي وأجِب دعوتي وثبّت حجتي واهدِ قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة صدري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Feature Post