الأحد، 15 مايو 2016

"قوة التغيير" من يملكها؟

قبل أن تقرأ النص أنصحك بمتابعة هذا المقطع  :) 

قبل فترة كانت لدينا محاضرة عن الدرايڤ لس كارز "driverless cars" قدمها كرس تشوا مدير قسم تطوير التنمية الحضارية في شركة آيكوم العالمية. منصبه يتطلب اجراء أبحاث عن مستقبل التكنولوجيا وعرض النتائج على الشركات وإقناعها بضمان الإستثمار في مستقبل المدن وكيفية تخطيطها.
 بدأ يتكلم عن آخر ماوصلت له التكنولوجيا في السيارات وعن الوضع حالياً في شركات متقدمة جداً في تقنيتها ونسبة الأمان فيها. الفيديو الذي تم عرضه من فنجان قبل فترة يلخص جزء كبير من الأفكار العامة التي أوردها مع زيادة تفاصيل ونسب وأرقام عن ماهية المستقبل.
ما شدني بعد المحاضرة، ثارت أسئلة كثيرة عن هذا النوع من التطور، البعض يعتقد بأنه حكر على العواصم الذكية مثل لندن ونيويورك أواليابان ومؤخراً دبي والبعض رأى بأنه يمكن أن تصل التقنية لكل مكان لأن تكاليفها وخسائر الأرواح فيها لاتكاد تذكر لدرجة كافية لاقناع الحكومات بالاستثمار فيها.
نقطة أخرى أثارها النقاش من ناحية فقدان الخصوصية وفكرة وجود شركات تملك معلومات تنقلاتك بالتفصيل الممل! فكرة الخصوصية بشكل عام بوجود السوشال ميديا هي موضوع نقاش كبير وكم تملك هذه البرامج من معلومات عنك الآن وكيف تستخدمها ولمن تبيعها! لكنّ هذا كله يحدث من خلف الشاشة، ماذا لو تطور الموضوع لجزء من تفاعلك الفعلي مع العالم هل تتضخم الفكرة وتصبح أكثر جدية أم أنها لاتؤثر كثيراً؟ 

في نقاش آخرعن قوّة التكنولوجيا، طرح موضوع ملكية القوة ومن فعلياً بيده السلطة؟ قبل عشر سنوات من الآن كانت نكبات المجتمع يلقى لومها على عاتق السياسيين دون أن يختلف اثنان على هذا. دور الأحزاب السياسية في تغيير وضع المجتمعات كان فاعلاً ووحيداً دون أن يسمح لأي صوت آخر أن يعلو عليه. في الدول المتقدمة اختلف الوضع حالياً، وفي دول كثير أخرى صارت السياسة تتأثر بشدة بصوت الناس الذي تصل له من خلال التكنولوجيا والسوشال ميديا كمثال. 
في المقابل أصحاب السوشال ميديا أصبح لهم التأثير الأكبر على الرأي العام من خلال نقلهم للفكرة ودعمهم لها أو من خلال كونهم نافذة للتعبير المفتوح، ولأن حصصهم في السوق المالية كبيرة فتأثيرهم ملموس على أرض الواقع فيما يتعلق بقضايا المجتمع والبيئة. كمثال مبادرة مؤسس فيس بوك لإصلاح أنظمة الهجرة في أمريكا مع عدد من ريادي العالم الافتراضي من مختلف الجنسيات. أن تملك مثل هذه الإدارات القدرة على تغيير أنظمة سياسية تغيير لايستهان به والمستقبل الذي يطويه شيء يصعب التكهن بمدى انتشاره ونفوذه! 

المظلة التي تندرج تحتها هذه الفكرة من السيارات بلا سائق أو غيرها من نفس المجال هي الإقتصاد المشترك sharing economy وهي جزء من العولمة بالتأكيد، العالم يكبر بشكل خارج عن سيطرة الحكومات والأماكن المتاحة للسكن والمواصلات تتناقص بسرعة لاتتكافئ مع حاجة الناس مع السنين. فكرة أن يملك كل شخص سيارته الخاصة وبيته الخاص سوف يأتي وقت وتعتبر من الرفاهية الحصرية ثم المستحيلة بالتدريج. في المقابل فكرة أن تترك كل شي وتعيش في الجبال أو الصحراء ستكون نوع من الترف لأن المدينة في الطرف الآخر تتوسع بعمرانها لتغطي حاجة السكان وبالتالي المساحات الخضراء تعتبر إلى حد ما هدر للموارد. خذ الصين كمثال حالي لانعدام المساحات الخضراء من حدائق وغيرها داخل المدينة وحصرها في الأطراف فقط كمزارع لتصدير مايفي من الطعام للمدينة وأي مساحة خضراء في غير مكانها غير قابلة للنقاش. 


في العالم العربي، وفي جزء كبير من آسيا وأفريقيا، في المدن التي لليوم لايتوفر فيها واي فاي، نسبة البطالة فيها عالية، البنية التحتية غير مكتملة أو غير كافية! في الثقافات التي يُعد فيها امتلاك سيارة فخمة حلم يجمع الإنسان قيمته طول حياته، وحين مكانته الإجتماعية تقاس بحجم الڤيلا اللي يسكنها وعدد المرافق اللي تخدمها حتى لو كانت عائلته مكونة من شخصين فقط؛ إلى أي مدى قد تكون فكرة السيارات بدون سائق والمنازل بالغرف المشتركة وغيرها قابلة للتنفيذ؟ وكم بُعد المستقبل الذي يفصلنا عنه؟ هل نوفرها لدعم السياحة؟ أم أنها ستصل لكل بيت في المدينة؟ 
أترك لكم الجواب. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Feature Post