٢٢ ابريل ٢٠١٤
مين منا مايستخدم تويتر؟ أنا شخص متابع جيّد للأحداث فيه ولاحظت انو لو حاب تصير مشهور أو توصل لأكبر عدد متابعة كل اللي عليك تسويه تحط جنب تغريدتك هاشتاق السعودية أو المرأة في السعودية أو تنتقد شي حاصل في البلد.
للأسف في الفترة الأخيرة كثير انشهر أشخاص على حساب بلدهم والمؤسف أكثر انهم لقو من يطبل لهم. كنت مرة أتضايق لمن أقرا هذا الكلام بس ماعرف كيف ممكن أتصرف معاه أو مع اللي يكتبه. وبعدين جلست أفكر، هل الموضوع يستدعي كلّ هذي السلبية في الحديث؟ هل حياتنا بهذا السوء اللي مايخلينا نشوف إلا الأسود من كل شي؟
مشكلتي مع الصور النمطية مش إنها غير صحيحة. فيه كثير ستريو تايبز لها أساس لكن المشكلة إنها فقط جزء من الحقيقة وهذا الجزء هو اللي جالس يطغى على الساحة إلى مانوصل لمرحلة يصير كل أحد يجي بيتكلم عن البلد بطريقة ثانية يحتاج يعدل نظارته. وبحكم تخصصي واهتمامي بالفن لاحظت هذي الظاهرة كثير عند الفنانين السعودين. لمن ربنا يفتح عليه ويروح يعمل معرض عن النساء في السعودية خارج السعودية كل الفكرة اللي بيوصلها بتكون عن الإضطهاد والظلم اللي بنعيشه في المنطقة وعن الحقوق اللي محنا قادرين نحققها وعن طبعاً قيادة المرأة للسيارة وغيرها وغيرها. لمن تعمل بحث عن المرأة السعودية في قوقل، هل بيطلع لك انجازاتها وطموحاتها والنجاح اللي حققته على مستوى المنطقة؟ في الصناعة في ريادة الأعمال في الطب في الأبحاث في الجوائز؟ لا كل اللي بيطلع لك حقوقها الضايعة في "السواقة" ولو جربت قوقل امج رح تشوف العجب.
مرة أتنرفز من تركيزنا الكبير على الجوانب اللي ناقصة عندنا. مشكلة السلبية والنقد اللي ٢٤ ساعة انو يخلق جو غير منتج! جوّ صعب نبدع فيه لأن مهما سوينا مابيتعدل الوضع ومهما قلنا أو فعلنا رح نظل "سعوديين"
أخذت هذي الفكرة وردة الفعل اللي تركته عندي وقلت خليني أحوله لشي مفيد. كنت أقرا في هذيك الفترة مقال بيحكي عن كيف تحوّل غضبك لابداع فني، وقلت الفكرة أوسع من ابداع فني الفكرة ممكن تتحول إلى بحث حقيقي مثبت بأرقام!
وفعلاً بدأت!
بدأت ب تأثير لغة المجتمع على إنتاجية الشباب السعودي. واللغة هنا أقصد فيها مضمون الكلام مش أصله يعني ماأتكلم عن عربي ولا إنجليزي اللي أقصده هو سلبية الكلام وايجابيته وتأثيره.
كنت أعتقد إن الإعلام هو السبب في إن الشباب عندنا مشتت وإنو مش لاقي شي يمثله أو يدعمه أو من هذا القبيل لكن بعد البحث اطلعت على دراسة في الدوحة عن حرية الإعلام بينت إن الشباب العربي عموماً والخليجي خصوصاً ممكن يتعرض للإعلام ويتأثر فيه لكن الدافع الأكبر والمحرك لتصرفاته نابع من القبيلة والدين أو بمعنى آخر انو عاداتنا وتقاليدنا وديننا هو أكبر مؤثر لتصرفاتنا. طيب احنا عندنا أكبر دافع وسبب وجيه يخلينا نصير منتجين. احنا مسلمين! والموضوع مش بسيط إحنا مسؤولين عن عمارة الأرض وبناءها! طيب إذا كان عندنا دافع بهذي القوة أجل فين المشكلة؟
بدأت أحط أسئلة وأوزع استبيانات. كان من ضمن الأسئلة مثلاً هل تعتقد إنو انت لو نجحت رح تخدم بلدك وكانت كثير من الأجوبة تقول لا. سألت برضو هل لديك قدوة في الحياة؟ كم عدد الأشخاص الناجحين الذين تعرفهم شخصياً؟ ايش الصورة اللي تخطر ع بالك أول ماتسمع كلمة سعودي؟ هل تتأثر بالكلمات السلبية عن الشباب السعودي؟ هل تعتقد إن لأنك سعودي فهذا يبرر لك بعض التصرفات؟
وكانت الأجوبة عجب عجاب :)
بس الشاهد في الموضوع إن الأشخاص اللي كان لهم قدوة جيدة كان تصورهم أفضل عن نفسهم في المستقبل. والأشخاص اللي لقيو دعم سواء من مدرستهم أو من الأهل كانت أهدافهم بعيدة المدى ويشوفون انهم رح ينجحون في المستقبل. أما الأشخاص اللي اختاروا مغني أو رياضي كقدوة كانو يشوفون المستقبل بعد ٢٠ سنة غير جيّد أو إنهم خارج الصورة. الجميع في الاستبيان قال إنو يسمع كلمات غير جيدة عن الشباب لكن لمن سألتهم تتأثرون؟ كان في عوامل أخرى زي القدوة والهدف بعد ٢٠ سنة أقوى في تأثيرها عليهم.
احنا لمن نتكلم، لمن نكتب، نغرد أو نعيد إرسال الرسائل اللي تتكلم بسلبية عن أوضاعنا مش جالسين نوعي الناس ونحلّ المشكلة إلا في حالات قليلة. الشي اللي حاصل إن السلبية هذي قاعدة تأثر على المراهقين أكثر من الشباب وتحديداً في المتوسط والثنوي. تخيّل معي شخص يسمع هالكلام من أبوه. يقراه من ٦ أشخاص على الأقل ف تويتر، يوصله بالواتس اب ويحكون عنه أصدقاؤه بالمدرسة ويجلس على هالحالة لسنوات. ثم فجأة لمن يدخل الجامعة ويتخرج يحطم آمال الجميع لأنو ماحقق النجاح اللي مفروض يوصل له أو إنه اكتفى بوظيفة وراتب آخر الشهر!
أي موضوع في الحياة لمن ندخله وف بالنا صورة مسبقة عنه تأثر كبير على حكمنا ونظرتنا له. فمابالك لو كان هذا الموضوع هو مستقبلك؟ بالإضافة إلى أن قوة الأمة هي اللي تخرج قائد قوي مش بالحلطمة أو الانتقاد ولكن بالعلم والتشجيع.
الصعوبات كثيرة ومانختلف على هالشي لكنّ الإنسان لمن يسعى ربنا يفتح عيله ولو كان من كل هذا ماتحقق إلا لذة انجازك لكفى!
كمصممة واجهت صعوبات كثيرة في تطويع فكرة كبيرة زي كذا لمشروع تخرّج، بس بتوفيق الله قدرت وكان "أكسجين"! مشروع تخرجي الي لازلت فخورة جداً فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق