منذ بدأت دراسة الماجستير وأنا أمام مراجع ومفكّرين كثر شدتني مؤلفاتهم وأرغب في التعرف عليهم أكثر. استمتعت حتى الآن بالتجربة وإن كان من شيء أندم عليه فهو أنني لم أقرأ بما فيه الكفاية في السابق، مهما كنت قارئاً نهماً فلايزال هناك الكثير لتقرأ عنه، كنت أعتقد أنني وصلت لمرحلة كافية من الإستعداد للدراسات العليا ولكنّ تركيزي انصب في تعلّم اللغة وفهم النصوص العلمية والمحاضرات، نجحت في هذه ولله الحمد وأنا فخورة جداً بنفسي إذ لم اضطر لتعلّم اللغة من جديد رغم أنّ تعليمي كان في مدارس حكومية توفّر الأساسيات فقط في الإنجليزية إلا أنني استطعت أن أتحدثها وأستخدمها بكفاءة ولله الحمد.
في البكالوريوس كان التركيز أكثر على تعلّم المهارات الفنية والتقنية، ماذا يعني التصميم وكيف تطبقه في وسائط مختلفة، أعتقد أنني توجهت للماجستير لأنني كنت أرغب في التعمق أكثر في الأفكار والفلسفة التي تكمن خلف ذلك، الأبعاد الإجتماعية، السياسية والإقتصادية لإختيارات السوق وقراراته في عالم التصميم الواسع، وحتى الآن حققت جزءاً من هذه المعرفة ولكنني في كل مرة أصل لخيط منها، تفتح أمامي العديد من الموسوعات التي لم أعرف بها قبلاً وهكذا فهي سلسة غير منقطعة، تعطيك الجواب حيناً وتستمتع بشتيتك وإلهاب حماسك للمزيد حيناً آخر.
في نهاية هذا الشهر سأقوم بتسليم الفكرة المبدئية لمشروع التخرج، قد يبدو الأمر سلساً وبديهياً وحاضراً قبل قيامك بالتقديم على الرسالة، ولكن مع كل هذه المعرفة الجديدة التي تلقيتها، اختلفت الموازيين ورغم أنّ المجال لايزال محدوداً في ذهني إلاّ أن خياراته اتسعت وتشعبت بطريقة يجب أن تحلّ في نهاية المطاف.
لايمكنك أن تكون حيادياً في توجهك وخصوصاً كونك من دولة عربية وتدرس في جامعة أوروبية، في عديد من المواقف والمحاضرات الدراسية يشار للعرب، للشرق الأوسط، للإسلام وبالتأكيد لوضع المرأة في كلّ هذا، في كثير من المواقف يعبّر عن الخليج ب "دبي" وهناك الكثير ممن لايعرف عن الإسلام سوى داعش وعن السعودية سوى حياة البدو وأنها الوحيدة التي لا تسمح للنساء بقيادة السيارة. كطالبة سعودية هناك الكثير من التساؤلات التي توجه لي عن خلفيتي الثقافية والإجتماعية عن الزواج تحديداً وعن حرية الرأي والعلاقات مع العائلة وإمام المسجد!
في كثير من الأحيان يتم السؤال بصورة تضع الأضواء علي وتجبرني على الإجابة كأن يقوم المحاضر بالسؤال: هل يوجد أحد من الخليج هنا؟ ثم يطرح تساؤله الذي يحمل نظره مجحفة في كثير من الأحيان. كلّ هذا وإن كان في جزء منه يحمل المتعة في التعريف بالخلفية التي أنتمي لها كما أتمنى لها أن تُعرّف إلا أنها تضع لك العديد من الإطارات التي يمكن أن تعرّف بها والتي يستحيل أن تكون حيادية على الإطلاق.
في كثير من الأحيان يتم السؤال بصورة تضع الأضواء علي وتجبرني على الإجابة كأن يقوم المحاضر بالسؤال: هل يوجد أحد من الخليج هنا؟ ثم يطرح تساؤله الذي يحمل نظره مجحفة في كثير من الأحيان. كلّ هذا وإن كان في جزء منه يحمل المتعة في التعريف بالخلفية التي أنتمي لها كما أتمنى لها أن تُعرّف إلا أنها تضع لك العديد من الإطارات التي يمكن أن تعرّف بها والتي يستحيل أن تكون حيادية على الإطلاق.
من السهل جداً أن أختار موضوعاً ينتقد النساء، الحقوق، الهوية وغيرها من المواضييع التي تُشبع عند كثير من الناس الألقاب والإعلام الذي يمكن أن يغطيها فيما بعد كـ"أول سعودية" ويغلفها بحبّ الإصلاح والسعي للأفضل وهناك الكثير من الأمثلة عمّن نجح في إيصال انتقاده لمجتمعه لدور العرض الأوروبية وغيرها دون أن نجد لنقده أي شي ملموس على الواقع. مثل هذه المواضيع المتسفزة تعجب بشدة أساتذتي وتشدهم لمعرفة المجهول عن الشرق الذي لايستطيعون السفر إليه أو فهم تفكيره، ويمكن من خلالها الوصول بسهولة للرعاة والصحف وغيرها ولكن هل أريد ذلك؟ هل أريد أن أسلك الطريق السهلة؟ أعتقد أنني أفضل من هذا.
لم أعش طويلاً في لندن، لكنني أعرف أنني في كل مرة أتعامل مع شخص أوروبي أفتقد شهامة العرب وحسّ الواجب لديهم. أفتقد كرم ضيافتهم وحسن أخلاقهم، أفتقد اهتمامهم بالتفاصيل الجميلة في المظاهر والملافظ. بالتأكيد هناك شواذ لكل قاعدة ولكنني أعتقد أن فترة إقامتي علمتني أننا أفضل مما نعتقد بكثير وأنّ لدينا من معادن الأخلاق مايفتقده العالم المادي في الغرب وهو شيء لايمكن فرضه أو اكتسابه على مجتمع لم ينشأ عليه يوماً، هي أمور يجب أن تكبر عليه كي تكبر فيك ولايمكن لشخص لم يعش بأسلوبها يوماً أن يفهم مالذي تعنيه.
الإنتقاد وسيلة جداً فعّالة للتطور، لكنّ السؤال هو كيف تكون ناقداً محترفاً؟ كيف تنتقد دون الإساءة وفي نفس الوقت بجرأة ووضوح؟
أن تتيسّر لك الفرصة لتكمل تعليمك على حساب الدولة، أن تبتعث لتتعلم شيء جديد وتطور نفسك، ليس عادياً وربما غير متاح لكثير من الدول، فرصة قصيرة ولكنها يمكن أن تغيّر حياتك بالكامل، اختياراتك فيها مهمة، وتطوير فكرك باستغلال مايتاح لك وماتجتهد في البحث عنه ربما لن يكون بحوزتك لاحقاً. أحسن استخدامه وأحسن التفكير بتوازن دون أن تثور على كل شيء أو تتقوقع في العزلة.
لم أعش طويلاً في لندن، لكنني أعرف أنني في كل مرة أتعامل مع شخص أوروبي أفتقد شهامة العرب وحسّ الواجب لديهم. أفتقد كرم ضيافتهم وحسن أخلاقهم، أفتقد اهتمامهم بالتفاصيل الجميلة في المظاهر والملافظ. بالتأكيد هناك شواذ لكل قاعدة ولكنني أعتقد أن فترة إقامتي علمتني أننا أفضل مما نعتقد بكثير وأنّ لدينا من معادن الأخلاق مايفتقده العالم المادي في الغرب وهو شيء لايمكن فرضه أو اكتسابه على مجتمع لم ينشأ عليه يوماً، هي أمور يجب أن تكبر عليه كي تكبر فيك ولايمكن لشخص لم يعش بأسلوبها يوماً أن يفهم مالذي تعنيه.
الإنتقاد وسيلة جداً فعّالة للتطور، لكنّ السؤال هو كيف تكون ناقداً محترفاً؟ كيف تنتقد دون الإساءة وفي نفس الوقت بجرأة ووضوح؟
أن تتيسّر لك الفرصة لتكمل تعليمك على حساب الدولة، أن تبتعث لتتعلم شيء جديد وتطور نفسك، ليس عادياً وربما غير متاح لكثير من الدول، فرصة قصيرة ولكنها يمكن أن تغيّر حياتك بالكامل، اختياراتك فيها مهمة، وتطوير فكرك باستغلال مايتاح لك وماتجتهد في البحث عنه ربما لن يكون بحوزتك لاحقاً. أحسن استخدامه وأحسن التفكير بتوازن دون أن تثور على كل شيء أو تتقوقع في العزلة.
اول سعودية اشكرك على كتابتك وبينتي انتقادك للكثير اللي اختارو الطريق السهل واحترامك لكونك عربية وسعودية بالمقام الاول شي كبير ماهو بسهل احرمك واتمنى لك التوفيق وشكرا لك مرة اخرى
ردحذفشكراً فهد تشرفت بمتابعتك
حذف