الأحد، 2 سبتمبر 2012

حقيبةُ الدّموع



كتبتُ قبل فترة: "أشتهي حزم حقيبتي والسفر" حسناً لم أحسِب أن أمنيةً كهذه ستتحقق بهذه السرعة وعلى غير ماأردت.
أجل لقد حزمتُ أمتعتي لكن ليس إلى روما أو اليونان كما تمنيت بل إلى مصيرٍ مجهول لاأدري كيفَ نهايته!

إلى متى ستستمرّ هذه الحكاية؟ أما آن لهذا الفصل أن يُطوى؟ كلّما فكرتُ بهذه الطريقة تذكرتُ قصص أنبياء الله عليهم السلام، كم دامت مِحنهم، سبعَ سنين؟ ثلاثاً وعشرين سنة؟ ألف سنةً إلّاخمسين عاماً؟
عن أيّ همّ أتحدّث ياترى؟ لاشيء هُنا يُذكر.. 
لكنّني أتساءلُ فقط، ومامن مُصغي، وهذا الهمّ يُطبق على صدري وأحسّ بأنني سألفِظُ قلبي قريباً، قريباً جداً وعندها لن يأسف أحد.
أحياناً تكونُ الكتابة هي الشخص الوحيد الذي يمكنني أن أعتمدَ عليه في فَهمي بالطريقة التي أريد، هي باختصار مستودعُ اسراري، رغم أنه قد حدَث ولاقيتُ الويلاتِ بسببِها، لكنّه لم يكُن خطأها، فقد تلطّخت قهراً بدماءِ غضبي وحزني وربما انكساري في كثيرٍ من الأحيان ..

عهِدتُ نفسي قويّة، لكنّ هذا العُود بدأ ينحني.. أن تقف بنفسك على نفسك أن تكونَ لها أمّاً وأباً وأشياءَ أخرى وأدواراً أكبر من استيعابك ربّما، ليس بالأمر السهل مُطلقاً، ولم تكن الحياةُ يوماً سهلة ولا أحسبها ستكون فقد خُلق الإنسانُ في كبد.
ثمّ وإن حصل أن مررتَ بغصّة لم يعذُرك أحد!
لستُ أنسى تلك النظرة في عينيك عندما رأيتني أبكي لأول مرة وكأنك اندهشت لأني قد أحسّ بالألم وأبكي، حسناً لم يكن بكائي في ذلك اليوم ألماً لكنه كان قهراً وظلماً..
اليوم رأيتُ تلك النظرة نفسها لكن ليس على وجهك.. لم تكن هنا وربّما كان هذا من حسنِ حظي وحظك، اندهاشٌ عجيب ولاأدري أيظنّ الآخرون أنْ ليس لك قلباً يتأثر؟ أو ربّما يفاجئهم التوقيت، ولربّما اعتدنا على سترِ دُموعنا وكأنها خطيئةٌ نقترفها في الخفاء فقط! حتى إذا رأوها استنكروا ذلك وجهِلوا كيفية التصرف!
بكيتُ هذه المرّة ألماً وقهراً وظلماً.
لم أطلب منك شيئاً; حضنٌ أرتمي به وكلمات تُطيّب بها خاطري ولو كذباً، لابأس! هذا الكذبُ محمودٌ إن كان سيجبرُ ولو وهْماً قلباً أُترفَ بالحزن ولم يعد يجدُ للفرحِ طعماً..

رحمةُ الله أكبر من كلّ هذا!

ولستُ أعترض على قدره ولستُ يائسةً من الفرج، أبداً! فإنّه لاييأس من رَوح الله إلّا القومُ القانطون، لكنني فقط بدأتُ أشعر برغبة قويّة بأن ينتهي كلّ هذا! 
أريدُ لهذه الحياة أن تنتهي، أريدُ رؤية الله عزّ وجلّ، أريدُ جنّةً عرضُها السماوات والأرض حيثُ لاهمٌ ولاكدر، 

لامزيدَ من المجاملات، ليس على حسابِ نفسي، ليس هذه المرة، تعبتُ من الأقنعةِ التي يُلبسنا إيّاها المجتمع لأجل خاطرِ هذا وذاك، تعبتُ من كلّ هذا الجبروتِ الذي أراه فيك في ازدياد بينما أنكسُر أنا أكثر وأكثر! ولأيّ شيء كلّ هذا؟ أحسّ بأنني أقاتلُ لأجلِ سرابٍ لن أبلُغه. الثمنُ رخيصٌ جداً ولم يكلّف أحدٌ نفسه بأن يبذل رُبع قيمته!

أتعلم، التفتُ لوهلةٍ حولي لاأجدُ أحداً، لم يعُد يؤنِسني القمر، تخيّل أنني لم أنتبه لاكتماله إلا بعد ليلتين وقد بدأت استدارته بالنُّقصان! تخيّل كم أنا غارقةٌ في التفكير! حتى أنني لم أعد أشتهي الطعام ولا القهوة! أُعدّها فقط لأتذوّق رائحتها لا لاحتسائها.. 

لن تقرأ هذا وإن حدث فاحساسي لن يصل إليك كما أريد، حتى أنت لم تعُد نفسك وهذا مايزيدُ الطّين بِلة.
بقي أن أنكفئ على نفسي مجدداً وكالعادة سأبحثُ عن بصيص أملٍ بين الركام، الفرقُ أنني فقدتُ الرغبة حتى في هذا ولستُ أفكّرُ في حلولٍ سوى الجذريةِ منها كانهاء القصة مثلاً واغلاق الكتاب..

أنظرُ لحقيبةِ السفر أمامي، وتخنقني العبرة، ربّما لن أصرّح مجدداً بما أتمنى ربّما سأكتفي بهمسِها لقلبي خشية أن تحصل على غيرِ صورتها التي أردت  .. 
  

هناك تعليقان (2):

  1. لا تحقُبي الدموع ، السفر الشارد لا نوضب له حقيبه
    أنفثيها لَلسماء على هيئة دعوات ،
    سَيعيدها طارقة على نافذتكِ بَأذنه مُغيثةً لكِ ()
    حماكِ الله من الهم وَشر أهل الأرض ♡

    ردحذف
    الردود
    1. لم أزل أرسلها للسمآء كلّ يوم، لم أزل أدعو بتعجيل الفرج كلّ ليلة ..
      ربّي يسمع منك ويحميكِ حبيبتي 3>

      حذف

Feature Post