الأحد، 12 أغسطس 2012

بيني وبينَ أمّي


الحمدُلله..

الحمدُلله على كلّ شيء، الحمدُلله على كلّ حال، الحمدُلله على تلك المصائب والبلايا التي تُعرّفنا بربّنا أكثر، تُقرّبنا منه أكثر، تُشعرنا برحمته تكلؤنا وتحتوينا حتى لنُحسّ عنايته الإلهية تغمُرنا من حيثُ لاندري، ثم الحمدُلله الذي جعلَ الموت وسيلةً إلى لقائه وسبيلاً للوصول إلى عظيم احسانه وكرمِه حيثُ الراحة من غموم الدنيآ والنعيم الأبدي بالقربِ والأنس .. 
لله الحمدُ من قبلُ ومن بعد على ماأخذ وماأعطى حمداً يليقُ بجلاله وعظيم سلطانه.

لاأدري أيكونٌ يومٌ بعد هذا؟ وهل سيكتبُ لي حياةٌ أكون فيها على حالٍ طالمآ أردته؟
لازال لديّ الكثير لأحلمَ به ولازلتُ أحتفظُ بذلك الصندوق ياأمي الذي صنعناهُ سويّاً لأخبئ فيه أشياءً لم أُرد لأحدٍ أن يكتشفها، لقد كانت سرّي الصغير الذي أحبُّ ولازلت، هذا السرّ الذي كبُر يوماً بعد يوم حتى لم يعدِ الصندوقُ يسعُه، ولستُ متأكدةً إن كانت أكبرُ صناديق الكونِ تفي لملئها حُلماً، 

كل ليلة أخرج ياأمي أتأمل السماء، أعدُّ نجومها، أنسُجها كما أريد أحلاماً في سماءٍ صافية، نقيّة لاتزيدُها حُلكتها إلاّ سِحراً ولايُضيئها شيءٌ مثل البدر في أبهى حُلله ونجمتان تحلّقانِ قريباً منه، ولاأدري أهو الأنسُ بقربِ الحبيب أم أنّهما تحرسانه من أعيننا؟

لو تعرفين كم أنا مفتونةٌ بالقمر!

في صِغري كانت الأحلام حياةً واقعية تحتاجُ فقط أن أكبرَ قليلاً، أن أتزوّج وأن أحظى بطفلي الأول أداعبُه وأحنُو عليه تماماً كما تفعلين، لم يكن في سمائي سواكِ لأكونَ مثله!
الواقعُ الآن اختلفَ كثيراً ولم يحدُث أنه توافق مع حُلمٍ أردته، كلّ الأحلام الآن لا تناسبُ أيّاً من مقاساتِ هذا العالم لاشيء هُنا يحدُث كما نريد! تمنيّتُ لو أنني تعلّمتُ هذا منذ صغري تمنيتُ لو أخبرني أحدُهم قبل سنين أنّ هذه الدنيا ليست لنا، لو أنني عرفتُ أنني أنتمي لمكانٍ آخر حيثُ الحلم لايحتاجُ سوى أن تفكّر فيه ليتحقق! لو وألفُ لو، لكنّها لاتساعدني سوى بفتحِ بابٍ جديد لشيطانٍ أبذُل جهدي لاخراسه، 
لاأريدك أن تفهمي أنني غارقةٌ في وهمٍ أنتظر مُعجزة ليحدُث، لاتخافي ياأمي فأنا أعملُ بجدٍّ لكي يكون كل يومٍ اضافةً جديدة أصل بها لهذا الحلم الذي تجاوز مرحلة الخيال ليُصبح هدفاً أعمل لأجله وأعيشُ بسببه .. 

حُلمي الآن لايحتويه إلا السماء ولربّما كان أكبرَ منها! هو أعظمُ وأرقى وأنبل من كلّ حطامِ الدنيا وبرزخهآ.


أحلمُ بالجنّة،

وليست أيّ جنة! أريدها فردوساً حيثُ السقف عرشُ الرحمن جلّ في علاه، أريدُ فيها راحةً لاكدَر بعدها، وطمأنينةً دون فزعٍ أو قلق وبين من أحبّ، حيث القصورُ والولدان المخلدون، حيث ماتشتهي أنفسنا وأكثر!
وأعظمُ من ذلك، رؤية الله عزّوجل! لاشيء في هذه الدنيا يكفي شغفي لاشيء يُبهجني ولاشيءَ أتوقُ إليه، فالحياة الحقيقة تبدأُ من بعدِ الحياة، حيثُ وجوهٌ يومئذٍ ناضرة إلى ربّها ناظرة، حيثُ الحسنى وزيادة حيثُ "يقول الله تبارك وتعالى: تريدونَ شيئاً أزيدُكم، فيقولون: ألم تُبيّض وجوهَنا، ألم تُدخلنا الجنّة، وتُنجِينا من النار، قال صلى الله عليه وسلم: فيُكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئاً أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل" يااااه وما نعيمُ الجنّة سوى النظرِ لربّنا تبارك وتعالى؟ سوى قربه جلّ في علاه؟

لاأظنّ أن هُناك حلماً سيكبُر أكثرَ من هذا!

*{ربّ هب لي حكماً وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين واجعلني من ورثة جنّة النعيم ولاتخزني يوم يبعثون}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Feature Post