الأربعاء، 8 أغسطس 2012

وليالٍ عشر ..

أصبحتُ هذه الليلة على فكرة موحشة أو ربّما حقيقة مؤكدة كنتُ أهربُ منها وتراودني منذ فترة ..

"ماذا لو كانت هذه الليلة هي آخر ليلة في حياتي؟"   

ماذا لو قبضت روحي الآن؟ ماذا لو أردتُ تحريك يدي فلم أقدر؟ ماذا لو حاولتُ التنفس فانقطع نفسي؟
ماذا وماذا؟ هذه الأسئلة التي نهشتني منذ أن استيقظت .. استنزفت كل طاقتي وأردَتني في حيرة وفوضى داخلية لاآخر لها..
الموت، هذه الحقيقة المؤكدة الوحيدة في الحياة والتي نسعى بكل مانملك أن نُبعدها عن مجالسنا وعن حياتنا فأول مايأتي ذكره تسمع كلاماً مثل "فال الله ولا فالك ايش لزمة هالسيرة الحين؟" رغم أنه سبحانه أقرب إلينا من حبل الوريد رغم علمنا بقدرته علينا ورغم أننا نؤمن أن أمره بين كاف ونون!
 ثم ماهي الأعمال التي فعلناها والتي ضمننا بها حسن الختام؟ ماهي المواثيق التي بحوزتنا حتى نعرف أن العاقبة ستكون لجنّة المأوى؟

أسأل الله أن يجمعنا في الفردوس الأعلى*



رمضان هذا كان شيئاً مختلفاً.

فيه توّفي ثلاث من أشخاص جمعتني بهم الحياة وأسأل الله أن يجمعني بهم في الجنّة، هذه الوفيات المتتالية وحضور العزاء حتى رسائل المواساة والتخفيف لم تكن إلا لِتزيد الطين بِّلة!
 كلها كانت أوقات مرعبة عشتها بقلب يترقّب دوره وسؤالٌ كان يلاحقني "من التالي؟"
رمضآن الآن ابتدأت عشره الأواخر وأنا لم أرتوي بعدُ من نوره، لازال هناك قلبٌ عطِش يبحثُ عن راحته يستجدي رحمةً من خالقه ورغم كل هذه الروحانية التي أعيشها يوميّاً ورغم شبه انقطاعي عن العالم لازال هناك شيء فارغ هنا في الداخل في هذه المضغة.. وأدعو ألا ينقضي هذا الشهر إلا وقد امتلأ بنور الله وطاعته.

ياربّ أسألك حسن الختام ياربّ لاتجعل رمضان يمضي دون أن تعتقني وأحبابي من أوصاني واستوصاني من النّار*


لم يبقَ شيء!

هي عشرٌ ستمرّ كلمح البصر لاتبخلوا على أرواحكم فيها بالدعاء تذللوا لخالقكم، ادعُوه بأحبّ الأسماءِ إليه، أكثروا من شُكره والثناء عليه وتمجيده، استحضروا نِعمه التي تغمركم حتى قبل ولادتكم على هذه الأرض واستشعروا أن المسافة بين اجابته سبحانه ودعائكم هي نفسها المسافة بين قوله {ادعوني أستجب لكم} ببساطة لامسافة هُنا! هو فقط يريدك أن تبرهن على صدق نيتك، على حسن سلوكك فالتزم بنهج رسولك صلى الله عليه وسلم وأرِ الله من نفسك خيراً !

اللهم تقبلنا ياربّ وتجاوز عنّا واهدنا ويسّر الهدى لنا برحمتك ياأرحم الراحمين* 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Feature Post