السبت، 2 فبراير 2013

بعض الأخبار لها وقعُ الصاعقة على متلقّيها!
أُخبرت بالهاتف أن قريباً لها وافته المنيّة، تجمّدت في مكانها، لم تُسعفها لغتها ولا حصص التوحيد ولا حكايا أمّها عن الصبر والاسترجاع، لم تعرف كيف تعزّي المتحدث وخانتها كل الأشياء!
ليست المرة الأولى التي تصلها أخبارٌ كهذه، في الماضي القريب كانت تتجاهل هذه القصص وتحاول هي وبمساعدة كلّ من حولها ألّا تعير الأمر انتباهاً بحكم أنها "لاتزال صغيرة" أو كما تبرّرُ أمّها دائماً.
كبرت هذه الصغيرة وفجأةً أصبحت تتلقى مكالمات ورسائل الوفيّات والعزاء على هاتفها الخاص وأصبح واجباً عليها أن تذهب للعزاء وتحادث هذا وتواسيَ ذاك وتتصبّر! فجأةً أصبح للموت وقعٌ في حياتها بعد أن كان الجميع يحاول إخفاء هذه الحقيقة الوحيدة في هذا السراب الذي نعيشه في كلّ يوم.
أن تكبُر هو سنّة الحياة لكن ألّا تكون مستعداً لذلك، أن تفاجأ به، هنا تكمُن المشكلة، احتاجت الكثير من الوقت والكثير الكثير من التفكير حتى تعي هذه الحقيقة المرة. نحنُ نتقدّم في العمر مع كلّ ساعةٍ تمُر! وكلّما تقدمنا نرجع خطوةً للوراء فيما يتعلق بصحتنا ومزاجنا وشبابنا و ...
كلّما تقدمنا في الحياة كلّما اقتربنا من الموت أكثر!
نظرت لنفسها في المرآة، يدُها على وجهها وتلك النظرة المتحسّرة على كلّ شيء في هذه الحياة، إلى أين سينتهي بي المطاف؟! أين نهاية السباق مع الزمن؟! إلى متى؟! وكلّ تلك الأسئلة التي تنهشُ عقولنا حينما نكون في حالةٍ يسمّيها النفسيون اكتئاب ويسميها البسطاء "خنقة". حسناً كانت "مخنوقة" وعيناها لم تذرف دمعاً! شيءٌ ما منعها، قلبُها تغيّر لم يعد يتفاعل مع عينيها كما في السابق.
تنهدت بعمق، حملتها أقدامها لمسافةٍ قريبة، وضعت رأسها على الوسادة واستغفرت كثيراً، كان قلبها ينبضُ خوفاً هذه المرة، لايوجد ضماناتٌ هنا، لايوجد خطط للتنفيذ، عليك أن تكونَ قريباً من رحمة الله حتى تنجحَ في اختبارٍ كهذا، عليك أن تفوزَ برضاه وليس من شيء يؤكد لك وصولك، تذكرت شيئاً قرأته سابقاً "لم يعُد أحدٌ من الموتى ليخبِرنا عن الموت" أطفأت نوراً بجانبها وتمنّت الموتَ على طاعة. لم تنم تلك الليلة. لم تنم لأسبوعٍ بعدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Feature Post